للتعامل مع كورونا.. مستشفى سانت جود الأمريكية تصدر كتابا ملونا للأطفال

آخر تحديث: الأحد 5 أبريل 2020 - 2:34 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

وسط الأجواء المضطربة التي يشهدها الأطفال بعد تفشي جائحة كورونا، والتغير الذي طرأ على روتينهم اليومي وأنشطتهم الحياتية بشكل عام، تقدم مستشفى سانت جود كتابًا مع رسومات ملونة في محاولة منها لمساعدة الأطفال على كيفية التعامل مع الفيروس.

تم تصميم كتاب تلوين جديد لمساعدة الأطفال على فهم تفشي فيروس كورونا وكيفية التعامل معه، كتاب "تعرف على فيروس كورونا"، الذي أعده العاملون في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في مدينة ممفيس بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم إعداد الكتاب في المقام الأول للأطفال الذين يخضعون لعلاج السرطان، إضافة إلى أنه متاح الآن مجانًا عبر الإنترنت للتنزيل من موقع سانت جود، وفقا لما ذكرته مجلة فوربس الأمريكية.

من جانبه قال الدكتور كريستين كانافيرا، عضو مساعد في هيئة التدريس بكلية سانت: "بعد حالة القلق والتغيرات السريعة الجارية في الوقت الحالي، أردنا إنشاء موارد لمساعدة الأطفال على فهم ما يجري وكيفية التعامل معه"، مؤكدة أن قسم علم النفس بالمسشفى شارك في إنتاج الكتاب.

في البداية بدأ كانافيرا وزملاؤه في إنتاج موارد للآباء، لتساعدهم في التحدث إلى أطفالهم عن الفيروس ثم قرروا جعلها مباشرة للأطفال أيضًا.

وقالت المجموعة التي شاركت في إنتاج الكتاب: "أثناء تأليف الكتاب، كنا نفكر بالأساس في مرضانا، ولكننا كتبناه أيضًا حتى يتمكن أي شخص من استخدامه، في حين أننا ألهمنا بكتابتها لمرضى سانت جود، ولكننا كتبناها أيضًا بطريقة يمكن للأطفال خارج المستشفيات الاستفادة منها، مدركين أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال اللعب والصور، ولذا فإن الأنشطة التفاعلية وكتب التلوين هي الطريقة الأفضل لمساعدتهم على فهم التغييرات الصحية التي نواجهها اليوم".

وعلى الرغم من أن الكثير من تركيز تأثير الوباء ينصب حاليًا على البالغين، إلا أن العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة حاليًا ويعانون من اضطراب كبير في روتينهم الطبيعي؛ ولذلك يحث الخبراء على الانتباه لتأثير الوباء على الصحة النفسية للأطفال أيضًا، كما نشرت منظمة الصحة العالمية دليلًا لمساعدة الأطفال على التعامل مع التوتر الذي قد يصيبهم أثناء تفشي المرض.

وأضافت: "نأمل أن يساعدهم الكتاب على فهم فيروس كورونا بشكل أفضل ويشجعهم على التحدث عن مخاوفهم مع شخص بالغ يثقون به، وأن يساعد في توضيح أي مفاهيم خاطئة قد تكون لديهم أو لدى آبائهم حول الفيروس.

وأردفت: "الفهم الأفضل للأشياء التي نخاف منها يمكن أن يساعد في كثير من الأحيان في التخفيف من حدة القلق".

وأشارت إلى أنه هناك كتاب آخر للمراهقين والشباب في الطريق، يتضمن معلومات أكثر تفصيلاً عن فيروس كورونا والأوبئة بشكل عام، ويحتوي ذلك الكتاب على نصائح للمشكلات الخاصة بالفئة العمرية، مثل كيفية التعامل مع الأصدقاء أو الأحداث التكوينية المفقودة مثل حفلات التخرج.

واستطردت: "يتعين على العالم بأكمله التعامل مع عدم اليقين في الوقت الحالي والتكيف مع التغيرات المفاجئة والسريعة والضغوط الجديدة، ولذلك توفر هذه الكتب طرقًا للآباء لمناقشة أطفالهم حول هذه الضغوطات والمخاوف، كما تعطي الأطفال فرصًا للتعبير عن أنفسهم مع الكبار الذين يثقون بهم".

ويحتوي الكتاب على 10 صفحات، تضم رسومات لأطفال ووالد وطاقم طبي، بالإضافة إلى نسخة كرتونية من الفيروس، كما أنه متوفر حاليًا باللغات العربية الإنجليزية والإسبانية.

من جانبه قال مورجان ليفينجستون، أخصائي الأطفال في تورنتو بكندا عن كتاب التلوين: "هذا الكتاب مفيد لجميع الأطفال، وليس فقط أطفال مستشفى جود".

وأضاف: "غالبًا ما يستمع الأطفال إلى الكبار الذين يتحدثون عن الفيروس، ويسمعون التقارير الإخبارية، ويشاهدون مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وبعضها خطير على نفسية الأطفال".

فيما طبعت سانت جود 750 نسخة ورقية لتوزيعها على الأطفال في المستشفى، كما قررت إتاحتها مجانًا لجميع الأطفال في ذلك الوقت العصيب.

وأشار ليجينجستون إلى أن كتاب التلوين وكتاب الأنشطة المصاحب له يعطيان الأطفال معلومات مؤكدة حول الفيروس، مما يساعد على تصحيح أي سوء فهم أو معلومات خاطئة استمعوا لها.

كما أنتج الفريق أيضًا كتاب أنشطة للأطفال الأكبر سنًا، يستهدف المرحلة الابتدائية؛ إذ يحتوي على ألغاز وحقائق أكثر تفصيلاً حول أعراض كورونا وكيفية انتشاره.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved