محمود محيي الدين: أزمة كورونا لفتت نظر العالم إلى الاهتمام بالنظام الصحي

آخر تحديث: الأحد 5 أبريل 2020 - 3:11 م بتوقيت القاهرة

عمر فارس

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشئون التنمية المستدامة، إن أزمة فيروس "كورونا" التي يشهدها العالم حاليا لفتت الانتباه إلى واحد من الدروس المستقبلية والمتعلقة بكيفية اهتمام العالم بالنظام الصحي العام والصحة الوقائية والرعاية الصحية الأولية وكذلك نظام التأمين الصحي الشامل للكافة، وهي من الأمور التي لابد أن تكون محل إهتمام الدولة المصرية ونصب أعينها في استشراف المستقبل.

وأشار خلال لقائه بأساتذة وطلاب جامعة النيل الأهلية، في بث حي مباشر عبر الحواسب والهواتف الذكية، إلى أننا أمام ما يطلق عليه "العاصفة الكاملة"، التي تتطلب من الجميع آليات تعامل مختلفة بل والاستعداد لما بعدها.

وكشف عن ما يسمى "الوجه الأخر" لشكل العالم؛ وكيفية الاستعداد لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية؛ وأنه كما كنا أمام أغنياء حرب في بعض الفترات سنجد أنفسنا الفترة المقبلة أمام أغنياء كورونا.

وأضاف أن هذه الأزمة وما نحن فيه الآن تحدثنا عنه منذ عامين فيما سمي بــ " المربكات الكبرى " وكانت مرتبطة بالتغيرات التكنولوجية؛ لكن كان على المحك قضايا لم تكن محل اهتمام عالمي كما هي الآن؛ لكنها كانت محل اعتبار فيما تعرض له العالم من أزمات صحية أخرها كانت من 2014 وحتى 2016 المتعلقة بمرض "الأيبولا ة" ومن قبلها فيروس "سارس"، وهنا يجب ألا نتناسى قيام مؤتمرات دولية كبرى في العالم بمناقشة ما تعلق بالتغيرات السكانية والتحضر السريع الذي أسفر عن آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة وكذلك التغيرات في المناخ، لنجد أنفسنا أمام تغيرات في الاقتصاد العالمي واتجاهه ناحية الشرق، بل لاحظ الجميع وقتها تحرك مركز جاذبية العالم ناحية الشرق خاصة بعد أزمة الأسواق الناشئة عام 1997.

وتابع: "بعدها أصبحنا أمام التقلبات الحادة التي شهدها سوق النفط بالإضافة إلى التحديات العالمية والهشاشة الاقتصادية والعنف حول العالم وتنامي النزاعات والصراعات، والجدل حول مستقبل العولمة السابق على ما نحن فيه، وكل هذه الأمور توقعتها تقارير منشورة في مصر ومعظم الجامعات العالمية من 2016 وحتى 2019 خاصة بالتوقعات للاتجاهات العامة في العالم".

وقال إنه قبل أزمة فيروس كورونا بأسابيع ومع نهاية عام 2019 كانت هناك توقعات مستقبلية بأننا أمام "مربكات كبرى" وتوقعات بأزمة ديون وأزمات صحية سيئة بل أن البنك الدولي كان له توقع بأن الاقتصاد العالمي في حالة هشاشة، وأعلن عدد من الخبراء في 2019 بأن العالم على وشك الدخول في أزمة صحية كبيرة ووباء عالمي ولكن كانت العبرة المهمة في قدرة العالم على الاستعداد للتعامل مع الأزمة.

ولفت الانتباه إلى مقالة مهمة منشورة في الدوريات العالمية لــ " بيل جيتس " تحدثت عن آليات خروجنا من هذه الأزمة من خلال استشراف أمور خاصة بالمستقبل بعد التعافي من كافة المشكلات الاقتصادية والسياسية والصحية.

ونوه إلى تحذير منظمة الصحة العالمية التي أكدت على انتشار فيروس كورونا حول العالم.

وذكر أن رقم المصابين بالفيروس في 28 يناير 2020 كان لا يتجاوز 80 ألف مصاب بينما اليوم تصل التقديرات العالمية إلى أكثر من مليون مصاب، والعالم كله أصبح في انتظار إعلان منظمة الصحة العالمية بأن هذا الوباء أصبح تحت السيطرة أو على الأقل تم التوصل إلى لقاح مناسب له وإلى أن تأتي هذه اللحظة فحالة الإرتباك العام قائمة ومشروع.

وأشار أن هناك ميزات من وراء ما يشهده العالم من هذه الأزمة تتعلق بأن قطاع الرعاية الصحية سيأخذ وضعه في الاهتمام والرعاية وتدبير الأموال خاصة وأنه من المؤسف التبريرات التي جاءت من الدول المتقدمة بأنها لم تكن مستعدة لذلك لأنها لم تعرف أي أوبئة كبرى منذ الحرب العالمة الأولى مما دعي هذه الدول إلى الاهتمام بالصحة العلاجية على حساب الصحة الوقائية ؛ لكن ما حدث وضع الأنظمة الصحية العالمية جميعها في حالة مراجعة كبرى.

وكشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون التنمية المستدامة، أن كبار الباحثين والعلماء والسياسين في تقرير صادر سبتمبر 2019 أكدوا أن تصرفاتنا مع الأزمات الصحية تتراوح ما بين الاهمال والارتباك.

وأكد أن الوضع الاقتصادي العالمي كشفه تقرير سابق في يناير الماضي بأن الوضع هش وذلك قبل الإعلان أننا في حالة وباء وأن هناك خلل في الأسواق ونزاعات تجارية بين اقطاب التجارة العالمية وتراجع في نسبة التجارة لم يشهدها العالم منذ الأزمة المالية العالمية التي بدأت في 2008 – 2009

وأشار أن التوجه الاقتصادي العالمي كان بحاجة إلى أزمة من هذا النوع ليتم الإعلان أننا دخلنا في حالة ركود لا تقل عن ما شهدناه في أزمة 2008 وستستمر معنا لمدة عام تقريبا حتى لو كانت هناك مقومات لسرعة الخروج من أزمة الركود، حتى لا ندخل في مرحلة كساد كبيرة خاصة وأن هذا الوضع يعيد بنا الأذهان وضع ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية.

وقال: كنت قد أكدت في أكثر من مرة أن العالم في حالة ركود ينتظر الإعلان الرسمي وهو ما يستوجب إجراءات في السياسة الاقتصادية العالمية ونفس الأمر فيما بتعلق بالسياسة الصحية.

ورأى أن هناك مشكلة بحاجة إلى تدخل سريع وعاجل وهي المتعلقة بالأمن الغذائي ومدى توافر السلع لأن خطوط الانتاج معطلة بسبب حركة النقل والتداعيات الصحية، وأصبحنا أمام مشكلات متعلقة بالعرض والطلب والديون وسنجد دول لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها وعدم قدرة البعض على السداد، وتلوح في الأفق تلك المشكلات بالإضافة إلى المطالبات المتعلقة بجدولة الديون.

وكشف أن الوضع العالمي ليس طيبا في تعامله مع الازمة الحالية خاصة وأن عام 2019 شهد عدة تحذيرات بأننا مقبلين على مشكلات ؛ وللأسف الدول بشكل عام كانت قدرتها على المستجدات الخاصة بالتعامل مع الأزمة سواء كانت إيجابية أو سلبية ضعيفة لنجد أنفسنا أمام صدمات كبرى ومربكة وهي بمثابة اختبار شديد لتعامل الدول مع ما نحن فيه خاصة مع التوقعات بعدم العودة السريعة للنمو.

واقترح بأن يكون موضوع الرعاية الصحية محل اهتمام من قبل دول العالم ومن بينهم مصر في مقابل أيضاً الاهتمام بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمن الغذائي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved