رحيل أحمد سعيد مؤسس «صوت العرب» ليلة «5 يونيو»

آخر تحديث: الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 4:00 م بتوقيت القاهرة

كتب ـ حاتم جمال الدين:

• الإذاعي الكبير تلي بيانات النكسة.. وأدخل التعبيرات السياسية الساخرة في برامجه «هذا عدوك» و«أكاذيب تكشف حقائق»
فقدت الأوساط الإعلامية العربية فجر اليوم، واحدا من رواد العمل الإذاعي، هو الإذاعي أحمد سعيد مؤسسة اذاعة صوت العرب، وصاحب المدرسة الإذاعية التي تخرج منها أجيال من الإعلاميين الذين حملوا الراية، وصلوا بالإعلام العربي من الراديو إلى عصر الفضائيات.

رحل الاعلامي الكبير فجر 5 يونيو، في مثل ذلك اليوم الذي تحمل فيه قبل نصف قرن مسئولية تهدئة الرأي العام العربي، بعد نكسة 1967، التي شهدت نكسة الجيشين المصري والسوري، واحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي العربية، وذلك عبر البيانات الرسمية التي اطلقها بصوته لتخفف من وطأة هزيمة لحقت بالعرب، فكان يتلو بفخر عبر الإذاعة بيانات تتحدث عن إسقاط الطائرات وتدمير المعدات الإسرائيلية، بينما كانت الإذاعات العالمية تتحدث عن هزيمة مدوية.

وكان سعيد قبيل وفاته قد تناول هذه المرحلة في حياته من خلال تصريحات صحفية واعلامية، موضحا بأنه كان ينقل البيانات، التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير.

ورحل سعيد عن عمر ناهز 93 عاما، بعد صراع طويل مع المرض اقعده لسنوات في منزلة، والذي ظل طوال تلك السنوات مقصدا لزملائه وتلاميذه من أبناء الاذاعة المصرية، حيث شغل منصب رئيس اذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما، والتي كانت واحدة من اهم المؤسسات الاعلامية في المنطقة العربية، حيث لعبت صوت العرب ادوارا استراتيجية وجمعت الجماهير العربية حول الراديو من المحيط للخليج.

أحمد سعيد الذي ولد بالقاهرة في 29 أغسطس من عام 1925، وتخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، وعمل مذيعا رئيسيا في إذاعة القاهرة، وترأس إذاعة صوت العرب منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى تقدم باستقالته في سبتمبر عام 1967 عقب نكسة يونيو، وعلي مدار 14 عاما استطاع ادارة هذه الشبكة الاذاعية العملاقة، والتي لعبت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أدوارا استراتيجية، واستطاعت جمع العرب حول الراديو من المحيط للخليج.

عرف أحمد سعيد بأسلوبه في الاداء الإذاعي، يعد واحدا من اشهر المذيعين في المنطقة العربية، وواحدا من اهم الاصوات التي عملت خلف ميكروفون الاذاعة في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وجدد خلال فترة عمله من أساليب العمل الإذاعي بإذاعة صوت العرب، وأدخل التعبيرات السياسية الساخرة في برنامجه الشهير "هذا عدوك" و"أكاذيب تكشف حقائق".

وكتب للمسرح عمل "الشبعانين" عام 1966، وقدّم للإذاعة مسلسل "في بيتنا رجل"، والمأخوذ عن فيلم سينمائي بالاسم نفسه، ووضع الصياغة النهائية لكتاب القومية العربية، وكتب برنامجا لإحدى الإذاعات العربية عن هجرة "نبي الإسلام" أوضح من خلاله فكرة سياسية، هي "هكذا كان أجدادنا في الماضي، وهكذا يجب أن يكون العرب في المستقبل".

وفي ذروة شهرته طلبت الحكومة البريطانية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965، رفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن، بعد اعتراض مجلس العموم البريطاني عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن، ورفض الرئيس عبدالناصر الطلب البريطاني، وكادت أن تحدث أزمة بين البلدين حتى تدخل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون وألقى خطابا في مجلس العموم لاحتواء المشكلة.

نعى حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين رحيل الاعلامي الكبير في بيان رسمي، وذلك باعتباره أحد رواد العمل الإذاعي ومؤسس إذاعة صوت العرب، وقال زين في بيانه إن عطاؤه الإذاعي الراحل لم ينقطع أبدا، وقدم خلال مشواره إعلاما مهنيا هادفا، وله إسهامات كبيرة في تطوير وتجويد العمل الإذاعي، وكان نموذجا يُحتذى به في المهنية التي تتلمذ عليها أجيال عديدة.

وكانت جنازة الاذاعي الراحل قد شيعت بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء، من مسجد السيد نفيسة بحضور عدد الإعلاميين والإذاعيين، ويقام العزاء بمسجد عمر مكرم مساء الخميس المقبل بعد صلاء العشاء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved