بعد العودة من الحجر المنزلي.. كيف سيتغير شكل العمل داخل المؤسسات؟

آخر تحديث: الجمعة 5 يونيو 2020 - 2:27 ص بتوقيت القاهرة

 حسام عماد

يمكن أن ينتهي المطاف بحوالي 200 مليون شخص من العمل من المتوقع أن يمحو الفاشية 6.7 ٪ من ساعات العمل في جميع أنحاء العالم خلال الربع الثاني من عام 2020. وهذا يعادل 195 مليون عامل بدوام كامل يفقدون وظائفهم. ومن المتوقع أن تكون الدول الأكثر تضررا هي الدول العربية ، مع انخفاض بنسبة 8.1 ٪ في ساعات العمل (خمسة ملايين عامل بدوام كامل). وتقول منظمة العمل الدولية إنها "الأزمة الأشد خطورة" منذ الحرب العالمية الثانية. وتضيف أن الزيادة النهائية في البطالة العالمية خلال عام 2020 ستعتمد إلى حد كبير على عاملين:

وحاولت منظمة «المنتدى الاقتصادي العالمي» في تقرير على موقعها تصور شكل مناخ العمل بعد العودة من الحجر المنزلي، الذي استمر لأشهر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، وذلك بالتزامن مع عزم الكثير من الدول العودة إلى الحياة الطبيعية ورفع كل القيود من حظر تجوال داخلي وإيقاف عمل أكثر المؤسسات وإغلاق المجال الجوي.

وقال «المنتدى الاقتصادي العالمي»، إن ما يقرب من نصف سكان العالم في حالة حظر لمحاولة وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، موضحا أن حالة طوارئ صحية عامة مثل هذه من الطبيعي أن تودي بحياة الآلاف، وتير المخاوف لدى الملايين من أسوأ ركود عالمي منذ الكساد الكبير الذي حدث عام، لقد كان لهذه الجائحة تأثيرا عميقا على سوق العمل، وعلى سلامتنا العقلية والبدنية أيضا.

أضافت: «وفي حين أن لا أحد سيختار أن يمر بهذه الأزمة، فإن علماء الاجتماع وأساتذة الإدارة وعلماء النفس حول العالم يراقبون عن كثب، وهم حريصون على التحقيق في آثار هذه التجربة العالمية المفروضة».

العودة إلى العمل

يقول آدم غرانت، أستاذ الإدارة وعلم النفس في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، إن بعض الناس سيعانون من إجهاد ما بعد الصدمة، كما يتوقع غرانت أنه قد يكون هناك أيضًا بعض النمو والتطور بعد الصدمة أيضا، حيث يدرك الناس قوتهم الداخلية وإحساسًا أعمق بالامتنان لما كانوا عليه.

وقال جرانت، الذي يصنف كعالم نفس تنظيمي ومؤلف لكتب تصدرت الأكثر مبيعًا، في مقابلة على «بودكاست» مع «المنتدى العالمي لمكافحة الفيروسات»: «أدرس حاليا كيفية تحسين العمل (بعد العودة من الحجر)، قد يعني ذلك إعادة تصميم الوظائف لجعلها أكثر فائدة وتحفيزًا، أو محاولة بناء ثقافات الإبداع والكرم في الفرق ، أو حتى محاولة جعل المؤسسات بأكملها أكثر إنتاجية».

أضاف أن المديرين يمكن أن ينتهزوا الفرصة لمنح موظفيهم المزيد من السيطرة، ونأمل أن يكتشفوا أنه بإمكانهم بشكل واضح أن يثقوا بهم لإدارة جداولهم الخاصة، مضيفا: «قد يرغب المديرون في أن يصبحوا أكثر عملية في التعرف على قيم موظفيهم واهتماماتهم ونقاط قوتهم ودوافعهم، وفي الوقت نفسه ، قد تتبنى المنظمات ككل العمل في المنزل وتستمر في تجربة طرق العمل المختلفة بعد انتهاء الأزمة».

وفي المحادثة التي أجريت على «بودكاست»، أوضح أنه «أولا وقبل كل شيء، هذه أزمة صحية واقتصادية عالمية، ولكن بالنسبة لملايين منا، نحن نحارب مسألة خسارة الحياة الطبيعية في حياتنا اليومية، ما مدى استعدادك برأيك للتعامل مع مثل هذا الموقف؟ هل هل أزمة تظهر نقاط قوتنا الطبيعية، أم أنها على الأرجح تكشف نقاط ضعفنا؟».

تابع: «إنها جزء من كليهما (الضعف والقوة)، مثل أي شيء آخر، الجزء الصعب هو أننا كبشر لا نحب الشك والعجز كليا عن التنبؤ، حتى أن هناك بعض الأدلة على أنه إذا كنت مصابًا باضطراب عصبي للغاية، فأنت في الواقع تفضل الشعور بالألم على أن تكون في الظلام حول ما ستختبره، هذا جزء من الأزمة وهو تحد حقيقي».

وأكد أنه على الجانب الآخر، نحن قادرون على التكيف بشكل كبير. كتب داروين عندما كان يبني نظريته عن التطور أن الانتقاء الطبيعي يفضل الشعور بالمرونة. إنها ليست دائمًا أقوى الأنواع التي تعيش، في بعض الأحيان يكون الأكثر قابلية للتكيف.

واستطرد: «أعتقد أن إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها التعامل مع عدم اليقين عندما لا يمكنك تخيل المستقبل، يمكنك في الواقع إعادة النظر والتفكير أكثر في الماضي، يمكنك التعرف على المصاعب التي واجهتها من قبل، يمكنك أن تتعلم شيئًا من دروس تحليت فيها بالمرونة الشخصية، ثم تحاول اكتشاف ما الذي فعلته بشكل فعال قبل ذلك ويمكنه أن ينجح معي اليوم؟».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved