كُلية «كلير» البريطانية تطلق حملة «لاود آند كلير» لمواجهة التحرش الجنسي

آخر تحديث: الأحد 5 يوليه 2020 - 3:35 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

بعد انتشار التحرش الجنسي في الآونة الأخيرة، ونظرا لما يخلفه من آثار نفسية وجسدية جسيمة، فإن هناك العديد من المبادرات التي تكشف عن نفسها يوما بعد الآخر؛ في محاولة للقضاء على هذه الظاهرة ومعالجتها.

مجموعة "Loud and Clear" هي مجموعة تهدف إلى معالجة مشاكل الاعتداء والتحرش الجنسي، من خلال تحسين السياسات القائمة ومعالجة القضايا الثقافية.

بدأت المجموعة في كلية "كلير" بجامعة كامبريدج في إنجلترا، مع عدد قليل من الطالبات يناقشن تجاربهن، إلا أنهم توصلوا إلى أن جميعهم تقريبًا عانوا المضايقة أو الاعتداء خلال فترة وجودهم بالجامعة، وفقا لموقع "فارسيتي" الخاص بجامعة كامبريدج.

وكان هدف المبادرة في المقام الأول، إجراء مسح داخل الكلية عن حوادث التحرش والاعتداء الجنسي، ويتضمن ذلك أي سلوك غير مرغوب فيه ذو طبيعة جنسية، وتم الإبلاغ عن 64 حادثة، وهو رقم ضخم بالنسبة لكلية كلير التي تعد صغيرة، ومن ثم كان هذا الرقم يشير إلى ضرورة ملحة لتسليط الضوء على تلك الظاهرة.

وربما كان الأسوأ من ذلك أن شخصين فقط أبلغا عن تجاربهما رسميًا، وكانت الأسباب التي ذكرها باقي الأشخاص لعدم الإبلاغ سلبية؛ إذ قال أغلب الضحايا: "لم أكن أعتقد أنها جدية بما يكفي للشكوى"، الأمر الذي يثير القلق لأن العديد من السلوكيات المبلغ عنها تشكل جرائم جنائية.

وقال آخرون إنهم "شعروا بأنهم ملومون لما حدث وكانوا يخشون ألا يتمكنوا من إثبات ما حدث أو من النظرة المجتمعية السيئة".

ولذلك كانت تسعى تلك المبادرة إلى إقناع الضحايا أن "هذا ليس خطأك ولن يلومك أحد عليه"؛ حيث كانت تتناول بعض هذه التعليقات وتناقشها علانية لطمأنة الضحايا، مؤكدة أن أي حالة من المضايقة أو الاعتداء غير مقبولة.

وأوضحت أنها كانت تهدف إلى دعمهم وأنهم سيتم تصديقهم حتى وإن لم يكن لديهم دليل على ما حدث لك، وكلمات الضحية تكفي كدليل للوقوف بجانبها.

ويعني اسم المبادرة "لاود آند كلير"، تحدثي بصوت عال وواضح دون خشية، إذ يحث ضحايا التحرش على الشكوى والتحدث دون الخوف من أحد، وهو الهدف الأساسي الذي سعت لترسيخه، إضافة إلى أنه يجب ألا يكون هناك أي نوع من التسامح مع التحرش أو الاعتداء الجنسي.

ولذلك حرصوا على تعيين خبيرة نفسية لدعم الضحايا ومساعدتهم على تخطي الأزمة والتي كانت تدعى آمي طومسون؛ حيث حرصت على توجيههم ودعمهم نفسيا، ليس فقط في التحدث مع الضحايا الناجين من خلال ما حدث لهم، ولكنها كانت ترافقهم أيضا إلى مراكز الشرطة وجلسات المحكمة.

وحثت على ضرورة التغيير الثقافي لمساعدة الضحايا، إذ أن ثقافة المجتمع والنظرة إلى ضحايا التحرش وتوجيه أصابع الاتهام لديهم في كثير من الأحيان له كبير الأثر ومن ثُم كان لا بد في المقام الأول من تعديل السلوك المجتمعي؛ إذ يشجعهم ذلك على الحديث عن تجاربهم وهم يشعرون بالأمان والاحترام، بعدما يتأكدون أنه لا يجب إلقاء اللوم عليهم، موضحين: "نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نعيش في ثقافة لا يشعر فيها الضحايا بالقلق من الحكم عليهم بسبب التحدث عن تجاربهم".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved