قبل عيد الأضحى.. كيف تعامل القدماء المصريون مع القرابين وذبح الأضاحي؟

آخر تحديث: الثلاثاء 5 يوليه 2022 - 8:21 م بتوقيت القاهرة

نسمة يوسف

قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار، والمتخصص في علم المصريات، إن تقديم القرابين وذبح الأضاحي يُعتبران وجهان لعملة واحدة، تتمثل في فكرة التقرب إلى الإله، فنجد أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحي بالفعل، وذلك كنوع من أنواع التقرب للآلهة، فنجد أن المصريين القدماء عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وانتشار الرخاء في الدولة.

وأوضح، في تصريحات صحفية: "نجد أن القرابين قُدمت وفقا لتصوُّرين، الأول ارتبط بـ(عين حورَس)، أما الثاني ارتبط بـ(ماعت) كوسيلة من وسائل التمسّك بالنظام"، وأشار إلى أن الملك كان عادة هو الذي يقوم بخدمة إله الشمس "رع"، ويقوم الملك بتقديم القرابين في المعبد بيديه نيابة عن الشعب، وتعددت أشكال القرابين البشرية قديما.

وتابع أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، لافتا إلى أن تقديم القرابين يتشابه بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية، ونجد أن فكرة "القربان" أو "الأُضْحِية" وُلدت في مهد الحضارة البشرية، ويرجع سبب الفكرة إلى الخوف من غضب الطبيعة، والتسليم بوجود قوة خارقة أو إله عظيم مجهول؛ لذا لجأت الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى تلك الآلهة عن طريق المِنَح والعطايا.

وأشار إلى أنه في مصر القديمة، كانت القرابين تُقَدَّم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين في مصر القديمة بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جَلبا لرضا الآلهة، كما كان للخبز قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تُقَدَّم على الموائد أمام المقابر.

ولفت إلى أن المصريين القدماء جسّدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى في طريقها للذبح، حتى يتم تقديمها كقرابين للآلهة، وكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، ويتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك تجفيف اللحوم، ثم تتم أعمال التنظيف بعد الذبح.

واستطرد: كما أن المصريون القدماء كانوا يتلون تسابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك، مشهد من مقبرة الكاهن "مننا" بالأقصر من فترة حكم الملك "تحتمس الرابع"، تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحون الثور ويقدمونه كقربان، وقبل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه، ويضعون على عيونه رباطا من الأقمشة حتى لا يرى السكين، وخاصة في الأضاحي الكبيرة كالثيران.

وأضاف أن الأضحية كانت تُقسم إلى 3 أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، ومن هنا تعد فكرة القرابين من أهم الشعائر في الديانات والثقافات القديمة، ويرجع نشأة تقديم القرابين إلى بداية ظهور الدين في حياة الإنسان، وكانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved