حوار| ميرنا نور الدين: «أنا أنت.. أنت مش أنا» يناقش العالم الافتراضى بكل تفاصليه

آخر تحديث: السبت 5 يوليه 2025 - 9:07 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ حسام جودة:

• أراهن نفسى على تقديم شخصية مختلفة بالمسلسل .. والعمل مع معتصم النهار ممتع
• تعرضت للإصابة فى «فهد البطل» بسبب خاتم أحمد العوضى.. والتفاف الجمهور عوضنى

تعيش الفنانة ميرنا نور الدين حالة من النشاط الفنى، بعدما لفتت الأنظار بمسلسل «فهد البطل»، رمضان الماضى ، وتخوض الآن تجربة درامية جديدة بعنوان «أنا أنت.. أنت مش أنا»، التى أثارت الجدل والتشويق منذ الإعلان عنها. وفى حوارها مع «الشروق»، كشفت ميرنا كواليس العمل، وتحدثت عن شخصية «داليا» التى تجسدها، وتفاصيل تعاونها مع الفنان السورى معتصم النهار.

تقول ميرنا نور الدين:

الحقيقة أول ما جاءنى العمل كنت متحمسة ومتوترة فى نفس الوقت، فهذا النوع من الدراما جديد علىَّ تماما، وكان عندى تساؤلات كتير أهمهما: هل الجمهور سوف يستوعب الموضوع؟ هل سأستطيع أن أوصل الشخصية بشكل صادق؟ لكن عندما جلست مع المخرج هشام الرشيدى ووجدته كم هو شغوفا بالفكرة، شعرت بالأمان، خاصة أنه فاهم هذا العالم الافتراضى جيدا ومتحمس لتقديمه بشكل مختلف؛ حيث سيتناول العمل عالم الميتا فيرس، بالإضافة إلى مخاطر وإيجابيات السوشيال ميديا.

< ما رسالة المسلسل للجمهور؟

ــ المسلسل ملىء بالرسائل الإيجابية للجمهور وبالأخص الشباب من سن 16 إلى 30 المهتمين بعالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى؛ حيث إن العمل يقول لا تجعل نفسك جزءا من هذا العالم بل اجعل التكنولجيا جزءا من عالمك أنت ولا تجعلها تسيطر عليك فأنت من صنعته وبالتالى أنت أذكى منه بكثير، ومن أهم الرسائل أيضا كيفية التعامل مع هذا التطور بشكل إيجابى وما المشاكل التى ستحيط الإنسان إذا استخدمه بشكل خاطئ.

< هل كنتِ مترددة فى قبول الدور؟

ــ عندما قرأت السيناريو وافقت على الفور بدون معرفة أى تفاصيل أخرى، لأن القصة غير تقليدية. وتناقش فكرة الهروب من الواقع من خلال العالم الافتراضى. ودى حاجة إحنا بنعيشها فعلًا هذا الوقت، لكن الدراما لم تتناولها بالشكل الاحترافى قبل ذلك. وعندما جلست مع فريق العمل شعرت أنى أمامى فرصة لأقدم شيئا مختلفا وخارج الصندوق.

< وماذا عن شخصيتك فى المسلسل؟

ــ أقدم «داليا» شخصية مركبة جدًا. هى بنت عادية، لكنها تعانى من فقدان الثقة فى نفسها وفى من حولها. وتعيش صراعاتها النفسية بصمت شديد وترفض الحديث مع أى شخص من أقاربها أو أصدقائها، وتلجأ لعالم افتراضى وهو السوشيال ميديا وهناك تبنى فى شخصية تانية، تعيش فيها حياة مثالية. ما شدنى أنها لا تحاول أن تتجمّل أو تتصنّع.. بالعكس، هى صريحة جدًا مع نفسها وهذا نادرا ما نراه فى الشخصيات المكتوبة.

< هل هناك جوانب شبه بينك وبين داليا؟

ـــ بالتأكيد يمكن فى العفوية والتلقائية، داليا لا تفكر كثيرا قبل ما تتكلم أو تتصرف وتضع نفسها فى مشاكل بسبب العفوية، وهذا ما يحدث لى أنا أيضا فى مواقف معينة. لكن خلاف ذلك، هى عندها حاجات فى شخصيتها أنا لم أجربها فى حياتى، وهذا ما جعلنى أشتغل على الدور بقوة وأحاول أتقمصها وأنا أراهن على نفسى أن أقدم شخصية مختلفة تماما عن كل ما قدمته فى حياتى الفنية.

< هناك مشهد معين أثّر بكِ أثناء قراءة السيناريو؟

ــ فى مشهد انهيار الشخصية فى منتصف المسلسل تقريبًا، عندما تكتشف أن العالم الافتراضى الذى تعيش فيه خذلها مثل الواقع.. هذا المشهد استنزفنى نفسيًا، لأن به كثيرا من الوجع المكبوت. حتى بعد ما قمت بالتدريب عليه كممثلة، ظللت فى حالة صمت لكى أستطيع أن أفصل عن الحالة التى وجدت بها، بصراحة العمل ملىء بمشاهد كثيرة مؤثرة وأثق بأنه سيكون مؤثرا للجمهور.

< اسم المسلسل «أنا أنت.. أنت مش أنا» غريب بعض الشىء.. ما تفسيرك له؟

ــ الاسم عبقرى، فى الأول استغربته، لكن عندما تعمقت فى الحكاية فهمت معناه. الاسم يعكس فكرة الانفصال بين «أنا» اللى فى الواقع، و«أنا» التى اعيش بها فى العالم الرقمى. هو يسأل: هل إحنا أنفسنا؟ أم نسخ مصطنعة بنظهر بها لكى نهرب من الحقيقة؟ وهذا بالضبط جوهر العمل وكمان الاسم مختلف عن كل ما قدم فى الدراما وهذا سيجعله مميزا ويعلم فى عقل المتلقى بسرعة ويجذبه للمشاهدة.

< كيف ترى تأثير السوشيال ميديا على شخصيات مثل «داليا»؟

ــ تأثير قوى جدًا. السوشيال ميديا بتدى للناس مساحة يعبّرون فيها عن نفسهم، لكن فى نفس الوقت بتخلق ضغط رهيب عليهم إنهم يبقوا «مثاليين». زى ما حصل مع داليا، فى ناس تحاول أن تعيش حياة ما تخصّهاش، فقط لمجرد إنها تحس بالقبول. وهذا يشكل خطرا نفسيا كبيرا، وأيضا فكرة التعارف على شخصيات من وراء الشاشات شىء مرعب لأن بالتأكيد العلاقة لم تكن لحما ودما وهذا مرهق نفسيا على أصحاب القلوب الضعيفة.

< شارككِ البطولة الفنان السورى معتصم النهار.. كيف كانت كواليس التعاون؟

ــ ممتعة جدًا! معتصم شخص محترف، وبيفهم الشخصية التى يقدّمها كويس ويذاكر كتير جدا، ودايما حريص أن يقدم أفضل شىء للمتلقى ولا يحب التساهل فى العمل. وهذه أول مرة نعمل معا، لكن شعرنا إن هناك كيمياء بيننا من أول مشهد. حتى فى مشاهد الانفعالات أو الجدال، كنا بنبنى على ردود أفعال بعض بطريقة طبيعية جدًا.

< هل واجه صعوبة فى اللهجة المصرية؟

ـــ بصراحة لا، أنا كنت متفاجئة. هو يتكلم اللهجة المصرية جيدا كأنه من مواليد السيدة، وهذا سهل علينا حاجات كتيرة منذ البروفات، وهو ذكى وبيسأل لو هناك شيء ليس واضحا، وهو ما جعل الشغل ممتعا وسلسا ويتقبل النصائح من أى شخص لو فى صالح العمل ودائما حريص أن يكون فريق العمل عبارة عن عائلة واحدة وهذا الحب سيظهر للجمهور على الشاشة.

< هل سيتقبل الجمهور فكرة المسلسل برغم أنها جديدة ولن تقدم فى الدراما بهذا الشكل؟

ــــ أتوقع أن الجمهور سيتفاعل مع العمل بكل أحداثه وسيعيش مع تفاصيله كأنها بداخله، وبالأخص شخصية داليا التى سأقدمها أثق تماما أنها ستكون مؤثرة فهى تشبه كل البنات المصرية البسيطة وتناقش مشاكلهم بكل جرأة وتجاوب على أسئلة كثيرة تخص المجتمع وأتمنى بالفعل أن الجمهور يشعر أن شاهد نفسه فينا.

< بعد نجاح مسلسل «فهد البطل».. هل كنتِ متوقعة رد الفعل هذا؟

ــــــ بصراحة لا. وإحنا بنصور، كنا جميعا مركزين فى شغلنا ونريد أن نظهر بأفضل شكل . لم يكن فى ذهننا مسألة التريند أو السوشيال ميديا وكنا نبذل ضعف المجهود العادى. وعندما عرض كان التفاعل رهيبا وصل لدرجة أن بعض المقاهى أصبحت اسمها فهد البطل، وبعض المنتجات ظهرت أيضا باسم المسلسل، وعندما تجمع الجمهور على المقاهى لمتابعة الحلقات، حسّينا إن الناس قدّرت تعبنا، وهو ما جعل فرحتنا مضاعفة والاكثر عندما كنا ننزل فى الشوارع ونلتقى بالجمهور ويتفاعلون معنا باسم الشخصية وأتمنى أن أكرر هذا النجاح مرة أخرى فى أعمالى القادمة.

< تعرضتِ لإصابة خلال التصوير فى مسلسل فهد البطل؟

ـــــ نعم، فى مشهد أكشن مع أحمد العوضى، كان يرتدى خاتما وفى لحظة معينة خبطنى فى وشى بالغلط. الناس افتكرت أنها إصابة كبيرة، لكن الحمد لله كانت سطحية . وأحمد انزعج جدًا، بس دى حاجات بتحصل فى التصوير بشكل معتاد، خاصة فى مشاهد العنف والأهم من كده إن الناس صدقت الاحداث وتفاعلت معاها وهو ما هوّن علىّ وجع الإصابة.

< كيف تتعاملين مع شهرتك على السوشيال ميديا؟

ــــ أحاول أكون طبيعية أكثر. أشاركهم لحظاتى الحقيقية ليس فقط الصور المثالية وهذا يحبه الجمهور، وبحب أقرأ تعليقاتهم، سواء النقد أو الدعم، لأن كل ذلك يساعدنى على أن أطوّر من نفسى وأتفاعل معهم بشكل لحظى فأنا أحب السوشيال ميديا وجمهورى عليه حقيقى وأحترمه جدا ودائما نقدم لبعضنا النصائح.

< أخيرًا.. ما مشاريعك القادمة؟

ــــ هناك أكثر من مشروع معروض حاليًا، لكن مازلت أقرأ وأفكر. حاولت أن أختار بعناية لأن كل عمل أقدمه يكون مختلفا عن اللى قبله. و«أنا أنت.. أنت مش أنا» سيكون محطة مهمة جدًا، فأحب أن يكون القادم على نفس المستوى أو أحسن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved