بعد انفجاره.. كيف كان مرفأ بيروت طوق النجاة للاقتصاد اللبناني؟

آخر تحديث: الخميس 6 أغسطس 2020 - 11:59 ص بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

بعد الانفجار الهائل الذي أصاب مرفأ العاصمة اللبنانية، بيروت أمس الثلاثاء، فإن هناك العديد من التساؤلات التي أثيرت حوله.

وكان مرفأ بيروت موقع الانفجار الذي أودى بحياة 73 شخصًا على الأقل، وجرح أكثر من 2750، تم افتتاحه لأول مرة عام 1887 ويقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشمالي للمدينة.

أهمية اقتصادية

نما الميناء منذ إنشائه ليصبح واحدًا من أكبر الموانئ وأكثرها ازدحامًا على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي، ويعمل كنقطة دخول رئيسية إلى البلاد إلى جانب مطار بيروت.

والميناء مملوك للحكومة اللبنانية، ولكن تديره حاليا لجنة مؤقتة بقيادة السياسي اللبناني حسن قريطم، وستة أعضاء آخرين ينتمون إلى عدة مجموعات دينية وسياسية.

وشهد الميناء توسعًا كبيرًا منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، ويدخله ما يقرب من 3 آلاف سفينة سنويًا، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي نصف ميل، وفقًا لموقع المرفأ على الإنترنت.

ويضم الميناء أربعة أحواض و16 رصيفًا ومنطقة شحن عامة مكونة من 12 مستودعًا وصوامع الحب، كما تم استخدام مستودع واحد في الميناء لتخزين "البضائع الخطرة"، وتضم قاعدة بيروت البحرية جزءًا من الميناء، حسبما ذكر موقع "نيوز ويك".

بيروت في أزمة

وبتوقف المرفأ نتيجة الانفجار، تخسر لبنان خسارة كبيرة ستؤثر بقيمة مليارات الدولارات على الاقتصاد اللبناني؛ حيث ستشمل الخسارة حركة الرسو للسفن، كما سيتأثر القطاع الجمركي، وفقا لما ذكرته "واشنطن بوست".

وكان محافظ بيروت قد صرح صباح، اليوم الأربعاء، بأن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز خمسة مليارات دولار.

وقال وزير الداخلية اللبناني، محمد فهمي لقناة الجديد، بعد تقارير عن انفجار تخزين نترات الأمونيوم في الميناء منذ 2014 "لا بد من سؤال سلطات الجمارك عن أسباب تخزين مثل هذه المواد الكيماوية في مرفأ بيروت".

ومن ناحيته، أوضح رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب، في بيان تلفزيوني يوم الثلاثاء، أن المزيد من المعلومات حول موقع الانفجار ستصدر قريبًا، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن الحقائق حول هذا المستودع الخطير الموجود منذ 2014.

وقد أفسح الانفجار الذي وقع في منطقة الميناء بوسط المدينة، الطريق لانفجار أكبر بكثير كان محسوسًا حتى مسافة بعيدة مثل قبرص، وذكرت شبكة "سي إن إن" أن المنازل التي تبعد مسافة ستة أميال عن موقع الانفجار قد تضرر أيضا.

القمح في طريقه نحو مصير كارثي

وقال وزير الاقتصاد راؤول نعمة، الثلاثاء، إن القمح في مخازن الحبوب في مرفأ بيروت لا يمكن استخدامه، وأن الوزارة فقدت سبعة موظفين في مخازن الحبوب.

وحسب "رويترز"، أضاف وزير الاقتصاد، اليوم الأربعاء، أن صومعة الحبوب الرئيسية في ميناء بيروت دمرت في الانفجار مما ترك للبنان احتياطيات أقل من شهر من الحبوب، ولذا فهي بحاجة إلى احتياطيات لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، لضمان الأمن الغذائي لكن الدقيق يكفي لتفادي الأزمة.

وكان الانفجار هو الأقوى على الإطلاق الذي اجتاح بيروت، منذ الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود، إذ كان الاقتصاد في حالة انهيار بالفعل قبل الانفجار، مما أدى إلى تباطؤ واردات الحبوب؛ بعدما كافحت الدولة للعثور على عملة صعبة للمشتريات.

ولكن قال وزير الاقتصاد "لا توجد أزمة خبز أو طحين، فلدينا مخزون وقوارب كافية في طريقهم لتغطية احتياجات لبنان على المدى الطويل".

وأضاف أن الصوامع المدمرة كانت تحتوي على 15 ألف طن فقط من الحبوب في ذلك الوقت، وهو أقل بكثير من السعة التي وضعها أحد المسئولين عند 120 ألف طن.

وكانت منطقة المرفأ في بيروت حطامًا مهترئًا، مما أدى إلى تعطيل نقطة الدخول الرئيسية للواردات لإطعام أمة تضم أكثر من 6 ملايين شخص.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved