صيادو مطروح الثلاثة.. روشتة نصائح لصائدي الصقور في الصحراء حال تعرضهم للتوهان

آخر تحديث: الأربعاء 5 أكتوبر 2022 - 12:53 ص بتوقيت القاهرة

عصام عامر

ألقى حادث وفاة 3 أشخاص من عائلة "مطير" ببرج العرب في الإسكندرية، جوعًا وعطشًا - حسبما كٌتب على الرمال بجوار جثثهم؛ بعد أن ضلوا الطريق في الصحراء الغربية لمده ٦ أيام، وذلك أثناء قيامهم برحلهة "صيد الصقور"، بظلاله على التحديات الواجب مجابهتها حال التعرض لمخاطر مثل تلك الرحلات التي شيع أبناء القبائل العربية في الإسكندرية ومطروح ضحاياها صباح الاثنين.

وقال خالد موسى عبد العال، هاوي صيد صقور، وأحد الباحثين عن الضحايا الذين عثر عليهم على بعد 200 كيلو مترًا من مدينة برج العرب، حيث نفذ الوقود منهم، ليموت الصبي الصغير شاهين رمضان، كونه الأضعف ولم يتحمل العطش أو ارتفاع درجة الحرارة، حيث خرج مع والده أملا في تعلم كيفية الصيد، ثم لحق به عمه، مساعد أبو حتيته، وبعدهما والده رمضان أبو حتيته أبو مطير، هذه الهواية تم توارثها عبر الآباء والأجداد وتستخدم غالبًا لكسب الرزق.

وأضاف "موسى" أن هواة موسم الصيد يستعدون إليه طوال العام، ليمارسونه خلال الفترة من 15 سبتمبر وحتى 15 نوفمبر ولمدة شهرين، حيث تستمر الرحلة ما بين 7 و10 أيام، ويتم الإعداد إليها بكل ما تستلزم من "سيارات دفع رباعي، وطعام، وشراب، ووقود، ومعدات صيد" وعادة ما تتكون من شخصين بسيارة، أو 4 أشخاص بسيارتين، وتلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها رحالة إلى مثل هذه الحوادث.

وطالب "موسى" بضرورة عمل نظام ليزر يعمل بالطاقة الشمسية على بعد كل 40 مترًا، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية، على أن يكون بجواره بئر مياه، على أن يعتمد عليهم الرحالة حال فقدانهم بصلة الطريق، بالإضافة إلى استفادة أفراد النقاط الأمنية المنتشرة في الصحراء الغربية منهم، بجانب تقوية شبكات الهواتف المحمولة في تلك المنطقة كونها تشكل مشكلة كبيرة لأكثر من 2000 صياد يقصدون الصحراء الغربية خلال شهرين.

ونصح "موسى" الصيادين بضرورة الاستفادة من كل الموارد التي تكون بحوزتهم حل التعرض لحادث توهان، حيث يمكن حرق إطارات السيارات الـ5 على مدار 5 أيام، واستخدام مرآة السيارة كعاكس ضوء حال مرور طائرة أو صيادين عن بُعد، وعمل أسهم، كما فعل الضحية الأكبر، واستخدام مياه الردياتير، وعدم السير بالنهار، وقصره على الليل فقط، وعدم التنفس من الفم لتقليل حدة العطش بسبب الحرارة أو الرياح المُتربة.

ومن جانبه أكد سعيد صالح العزومي، من الإسكندرية، هاوي صيد، على ضرورة أن يكون قاصد الصحراء للصيد مدربُا وصاحب خبرة مسبقة في هدا المجال، مع حمل منظار يوضح له بعد المسافات، والتأكد من متانة السيارات، وحمل مون زائدة عن الحاجة لمساعدة النفس أو الآخرين.

وبالنسبة لأعمال البحث، أكد "العزومي" على ضرورة عدم تشتيت الجهود، وأن يكون التحرك في الصحراء بخطوط طول وخطوط عرض منظمة، حيث أن الصحراء التي فقد فيها الضحايا كانت شاسعة المساحة وتقع بين مدينة العلمين وسيوه وأكتوبر، وتأخير الإنقاذ الجوي ربما كان له دور كبير، حيث حاولنا الاستعانة بطائرات أفراح، لكن كانت تتطلب تصريحات خاصة.

ويُذكر أن جنازة الضحايا شهدت حالة من الحزن الشديد الذي ارتسم على وجوه أبناء القبائل ممن شيعوا ذويهم، بعد العثور عليهم، مساء الأحد، وقد فارقوا الحياة من جراء الجوع والعطش في ظل موجة الحرارة التي تعرضت لها البلاد، وذلك عقب عملية بحث استمرت 3 أيام في الصحراء، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، واستخدام طائرة هيلكوبتر؛ لتسهيل عملية تمشيط المنطقة الشاسعة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved