تاريخ مسلمي أمريكا والحزب الديمقراطي.. من التحالف إلى خسارة الدعم
آخر تحديث: السبت 5 أكتوبر 2024 - 10:45 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
أعرب تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، عن التزامه بمنح المسلمين الأميركيين دورًا مناسبًا في الإدارة إذا نجح هو والمرشحة الرئاسية ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس في الفوز بالانتخابات.
ويأتي هذا التعهد في ظل مساعي الديمقراطيين؛ لاستعادة ثقة ودعم الناخبين المسلمين، الذي شهد تراجعًا بسبب الدعم القوي الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة.
ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية، فإن والز وهاريس، يبذلان جهودًا لكسب تأييد المسلمين الأميركيين الذين أعربوا عن استيائهم من موقف إدارة الرئيس جو بايدن الداعم لإسرائيل في حربها المستمرة منذ عام في غزة.
وخلال اجتماع افتراضي نظمته منظمة "إمجيج أكشن" المدافعة عن حقوق المسلمين الأميركيين، أكد تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، أنه هو كامالا هاريس ملتزمان بمواصلة البيت الأبيض إدانة جميع أشكال الكراهية المعادية للإسلام والعرب التي أشعلها دونالد ترامب.
وتعهد والز، للمنظمة التي أعلنت مؤخرًا دعمها للمرشحة الديمقراطية، بالالتزام بأن المسلمين سيكون لهم دور فعّال في هذه الإدارة ويعملون جنبًا إلى جنب.
ومثل غيرها من المجموعات الإسلامية الأميركية، فإن منظمة "إمجيج أكشن"، التي تهدف إلى جذب الناخبين المسلمين وبناء قوة المجتمع، انحازت في كثير من الأحيان إلى الديمقراطيين في الماضي، وخاصة في عهد ترامب عندما استهدفت خطاباته وسياساته المتعلقة بالهجرة المسلمين والدول الإسلامية في كثير من الأحيان.
- دور حرب غزة
تسبب دعم الرئيس جو بايدن للحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة، والتي تتوسع الآن إلى جنوب لبنان، في تحويل العديد من الناخبين المسلمين والعرب ضد الديمقراطيين؛ مما يعرض آفاق الحزب مع هذه المجتمعات للخطر.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن تحالف آخر من الجماعات الإسلامية الأميركية، تحت اسم "فريق عمل الانتخابات الأميركية الإسلامية 2024"، رفضه دعم كامالا هاريس.
ودعا التحالف، المسلمين الأميركيين إلى التصويت لأي مرشح رئاسي يدعم وقف إطلاق النار الدائم في غزة، وفرض حظر على تصدير الأسلحة الأميركية إلى حكومة الاحتلال الإسرائيل.
- حملة ترامب تستغل الوضع
في الوقت نفسه، تسعى حملة ترامب إلى استغلال استياء الناخبين العرب الأميركيين من الديمقراطيين لجذب أصواتهم.
وأعلن عامر غالب عمدة مدينة هامترامك في ولاية ميشيجان، التي تضم أكبر نسبة من السكان المهاجرين في الولاية وتُعد ساحة معركة انتخابية رئيسية، تأييده لترامب، وهامترامك هي أول مدينة في الولايات المتحدة يتم انتخاب مجلس بلدي يتألف بالكامل من المسلمين.
وفي هذا السياق، صرح الزيات ممثل منظمة "إمجيج أكشن"، بأن مجموعته تحترم القرارات المختلفة داخل المجتمع، معترفًا بالصعوبات التي تواجه دعم كامالا هاريس، خصوصًا بين الفلسطينيين واللبنانيين الأميركيين المؤيدين للمنظمة.
وأضاف الزيات، أن دعم هاريس يمثل الخيار الأفضل للمعارضين للحرب في غزة لتحقيق أجندتهم، معتبرًا أن ترامب يشكل تهديدًا خطيرًا جدًا على المسلمين الأميركيين لدرجة لا تسمح لهم بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات.
وقال الزيات: "إذا اتفقنا على ضرورة إنهاء هذه الحرب، واعتبرنا أن ترامب أو هاريس سيكونان الرؤساء، فإننا نعتقد أن دعمها هو السبيل الوحيد لتعزيز أجندة مناهضة الحرب، لا نرى أي سبيل للمضي قدمًا في ظل رئاسة دونالد ترامب."
- تاريخ دعم المسلمين للديمقراطيين
في تسعينيات القرن العشرين، لم يكن هناك توجُّه محدد بين المسلمين الأمريكيين نحو حزب معين، وبعض المسلمين كانوا يميلون إلى الحزب الجمهوري بسبب التزامه بالقيم الاجتماعية المحافظة، بينما كانوا يدعمون الديمقراطيين بسبب سياساتهم المتعلقة بحقوق الأقليات.
وبعد أحداث 11 سبتمبر، تغيرت أولويات المسلمين في السياسة الأمريكية بشكل كبير، ومع تصاعد الإسلاموفوبيا وتشديد القوانين الأمنية، بدأ العديد من المسلمين يرون في الحزب الديمقراطي حليفًا في مواجهة السياسات المتشددة التي تبنتها بعض الشخصيات الجمهورية.
والرئيس جورج بوش الابن والحزب الجمهوري قادوا الحرب على الإرهاب؛ ما أثار استياء الكثير من المسلمين الذين شعروا بأنهم مستهدفون.
وشهدت انتخابات 2008 أول دعم علني وواسع من المسلمين الأمريكيين للمرشح الديمقراطي باراك أوباما.
ورغم وجود شائعات معادية تزعم أن أوباما "مسلم"، إلا أن المسلمين رأوا في أوباما رمزًا للتغيير وسياسة أكثر عدالة تجاه الأقليات.
وحصل أوباما، على دعم كبير من المسلمين الأمريكيين؛ بسبب خطابه التعددي ووعوده بتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.
- انتخابات 2016
في انتخابات 2016، شهدت العلاقة بين المسلمين والحزب الديمقراطي تأكيدا أقوى بعد تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين من قبل المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي دعا إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وردًّا على ذلك، انخرط المسلمون بشكل كبير لدعم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
مسلمون مثل خضر خان، برزوا في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، حيث دعا خضر خان، إلى التصويت ضد ترامب؛ مما زاد من الانتباه لدور المسلمين في الحزب.
- انتخابات 2024
في هذه الانتخابات، أصبح من الواضح أن الحزب الديمقراطي يستقطب غالبية المسلمين الأمريكيين، حيث نال المرشح الديمقراطي جو بايدن دعم نسبة كبيرة من هذه الفئة.
وبايدن ركز على تعزيز حقوق الأقليات والدعوة لإلغاء حظر السفر الذي فرضه ترامب على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
لكن مع دعم بايدن للحرب على غزة، بدا أن الديمقراطيين خسروا دعم فئة واسعة من مسلمي أمريكا، وهو ما تحاول هاريس استدراكه.