بعد تعذيبهم من جنود الاحتلال.. ناشطو أسطول الصمود: قررنا عند عودتنا لبلداننا سنُظهر الوجه الحقيقي لإسرائيل
آخر تحديث: الأحد 5 أكتوبر 2025 - 12:58 م بتوقيت القاهرة
صفا
روى ناشطون ممن شاركوا في أسطول الصمود العالمي، تفاصيل ما عاشوه أثناء الهجوم الإسرائيلي على السفن وخلال فترة احتجازهم.
وقالت الناشطة إقبال جوربنار التي وصلت إسطنبول في وقت سابق من السبت، برفقة 135 ناشطًا على متن طائرة الخطوط الجوية التركية، إن إسرائيل أظهرت مرة أخرى مدى ضعفها أمام الرأي العام العالمي وكشفت عن وجهها الحقيقي.
وأضافت أنها كانت في الزنزانة نفسها مع عضو في البرلمان الإيطالي، وتابعت: "هل يُعقل أن يُبدَّل مكان شخص أربع مرات في ليلة واحدة؟ كانوا يأتون وينقلوننا من زنزانة إلى أخرى، محدثين أصواتًا تشبه أصوات الحيوانات. وبصراحة، كانت الجنديات الإسرائيليات أشد ظلمًا من الجنود الرجال. عاملونا معاملة الكلاب".
وتابعت "أرادوا أن نبكي، لكننا لم نفعل، بل ضحكنا ورددنا الأناشيد، فدخلوا في صدمة وقالوا: كيف يمكن لهؤلاء أن يبقوا سعداء هكذا؟، تركونا جائعين".
واستكملت: "في غرفة تضم 14 شخصًا، كانوا يقدمون طبقًا واحدًا من الطعام، بالكاد تكفيه ملعقة، وأطعمة بلا سعرات حرارية تقريبًا".
وأكملت "لم يعطونا ماءً نظيفًا، صادروا جميع أدويتنا وألقوها في القمامة أمام أعيننا، سرقوا كل شيء منا، الجنود أخذوا حواسيبنا وهواتفنا ووحدات الشحن ووضعوها في حقائبهم. السرقة جزء من طبيعتهم. لقد سرقوا من (الفلسطينيين) وطنهم".
أما الناشطة زينب ديلَك تيك أوجاق فقالت إنها لم تتوقع أن تُظهر إسرائيل هذا القدر من الجنون في مكان يجتمع فيه ممثلون عن 72 دولة.
وأضافت: "بعد احتجاجنا على خطاب ما يسمى وزير الإبادة الجماعية إيتمار بن غفير، زادوا من مستوى العنف. رفعنا شعارات ولم نسمح له بالكلام كثيرًا، فغضب بشدة. أقولها بصراحة. لم ندعه يتحدث. يبدو أنه غضب جدًا واستشاط، لأنهم بعد ذلك بدأوا يمارسون علينا ضغطًا أكبر".
وتابعت: "كان هناك ناشطون من 72 دولة، بينهم نواب، ورؤساء نقابات، ومحامون، وأشخاص من مختلف المهن. وعندما كنا في الزنازين معًا، كان الجميع يقول: ‘عندما نعود إلى بلداننا سنُظهر الوجه الحقيقي لإسرائيل’".
واستكملت: "ربما نحن في تركيا نعرف حقيقتهم، لكن في أوروبا كانت صورتهم مختلفة تمامًا. أما الآن فقد انهار كل ما تبقّى من صورة إسرائيل، لقد جلبت إسرائيل بداية نهايتها بنفسها".
من جهته، قال الناشط عثمان تشتين قايا إنه كان على متن السفينة الرئيسية في أسطول "الصمود" وكانت أول من أوقفها جيش الاحتلال.
وأضاف: "سحب الجنود الإسرائيليون السفينة إلى موانئهم، وقيّدوا أيدينا معتقدين أنهم بذلك يُذلّوننا. وعندما أبدينا رفضنا ومقاومتنا، زادوا عنفهم أكثر. ثم نقلونا إلى معسكر احتجاز ومنه إلى السجن. كما استولوا على مقتنياتنا الشخصية وسرقوها".
وأشار إلى أنهم كانوا تحت ضغط دائم داخل السجن، حيث كانوا يُنقلون باستمرار من مكان إلى آخر طوال الليل.
وأردف: "أظهرنا لهم أننا لا نخافهم، وكان ذلك واضحًا في أعينهم. لم نصل إلى غزة، لكننا كشفنا للعالم الوجه الحقيقي لإسرائيل".
بدورها، قالت الناشطة آيتشين كانط أوغلو: "قمنا بما يجب وعدنا، لسنا خائفين منهم، ارتكبوا أعمالًا في غاية الانحطاط الأخلاقي. في المكان الذي وضعوا فيه النساء المحتجزات، علّقوا لافتة قماشية كبيرة عليها صورة غزة بعد الدمار، وكتبوا عليها مرحبًا بكم في غزة.. هذه قمة الوقاحة".
وأشارت إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جاء إلى مكان احتجازهم في المساء.
وتابعت: "وضعونا في قفص حقيقي يشبه أقفاص الحيوانات. جاء بن غفير مع الصحفيين ليتحدث، صرخنا في وجهه وقلنا أغلق فمك أيها المجرم القذر".
وأضافت: "بعد ذلك زادوا سوء ظروفنا داخل السجن. لكنني لست نادمة على ما قلناه، بل أعتقد أننا فعلنا الصواب. كنا 15 شخصًا في زنزانة مصممة لخمسة".
من جانبه، قال الناشط الأرجنتيني جونزالو دي بريتورو، إن الإسرائيليين عاملوه بفظاظة، وتصرفوا بعدوانية كبيرة تجاه الناشطين.
أما الناشط الفرنسي من أصل مغربي ياسين بنجلوين فقد أكد منع حصول الناشطين على الأدوية، وعدم تقديم الماء إليهم إلا بعد انقضاء 32 ساعة على اعتقالهم.
وإلى جانب المعاملة السيئة، تعرض الناشطون للتعذيب من قبيل اقتحام فرق القناصة مصحوبين بالكلاب البوليسية إلى غرف الاحتجاز وإيقاظ المحتجزين ومنعهم من النوم مجددًا، بحسب بنجلوين.
بدوره، أفاد الناشط والصحفي الإيطالي لورينزو أغوستينو بأنهم نقلوا إلى البر بعد اختطافهم في المياه الدولية.
وأضاف: "بعد الصعود إلى البر، تصرفوا معنا وكأننا مجموعة إرهابية وركلوا الناس ولم يُعطوهم ماء نظيفًا لأكثر من يومين وانتهزوا كل فرصة لإذلالنا جميعًا".
ووصف أجوستينو العنف الذي تعرضوا له قائلا: "قيدتنا الشرطة بشدة، ما زاد من سوء وضعنا. وعصبوا أعيننا ووضعونا في شاحنة صغيرة بالكاد نرتدي ملابس، في درجات حرارة منخفضة للغاية وكنا نتجمد وأبقونا على هذه الحالة لمدة ثلاث ساعات تقريبًا".
من ناحيته، قال الناشط الكويتي محمد جمال إن نحو 700 عنصر من القوات الخاصة الإسرائيلية شاركوا في عملية اعتقالهم، مبينًا أن نحو 20 جنديًا صادروا القارب الذي كان على متنه.
وأضاف: "بقينا تحت أشعة الشمس لمدة 12 ساعة من نقطة الاحتجاز حتى ميناء أسدود. عاملونا معاملة سيئة للغاية هناك. ولم نتناول أي طعام خلال هذه الفترة، ولم يُسمح لنا إلا بشرب الماء. شربنا الماء وذهبنا إلى الحمام. عندما وصلنا إلى أسدود، عاملتنا الشرطة معاملة سيئة للغاية".
وأكد أن بعض زملائهم الناشطين تعرضوا للضرب والشتائم، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين كان واضحًا عليهم أنهم كانوا تحت ضغط الرأي العام الدولي.