انزعاج سكان سيدني من تدهور نوعية الهواء الناتج عن انتشار حرائق الغابات

آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 6:31 م بتوقيت القاهرة

(د ب أ)

وصلت الامريكية أفشان ألتر البالغة من العمر 34 عاما إلى سيدني مع زوجها، في أواخر نوفمبر الماضي.

وقالت الامريكية الزائرة، في حديث لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "في اليوم الذي وصلت فيه، كان الهواء في سيدني سيئا للغاية، مما أدى إلى حدوث تهيج في عيني وألم في حنجرتي. لقد كانت نوعية الهواء خطيرة، وكان هناك ضباب في كل مكان"، مضيفة: "لم يكن ذلك ترحيبا حارا بنا في سيدني."

وفي الأسابيع الأخيرة، تحولت السماء الزرقاء الصافية في المعتاد في منطقة الميناء الشهيرة بالمدينة، إلى اللون البرتقالي الدامي أو الرمادي الداكن، بحسب فترات الصباح والمساء أثناء اليوم، بسبب جزيئات الدخان.

وكان كل ذلك ناتجا عن حرائق الغابات المشتعلة في منطقة سيدني، والتي أتت بالفعل على مئات الالاف من الهكتارات.

وقد حلت رائحة الابخرة الكريهة – المنتشرة حتى داخل المنازل – محل الهواء العليل الذي يحمله نسيم الشاطئ. كما انخفض مستوى الرؤية بسبب الضباب الدخاني السام.

وقد اعتاد الكثير من سكان سيدني ارتداء الأقنعة في الخارج، كما تم نصح السكان المحليين بإغلاق النوافذ والأبواب داخل المنازل.

ويقول لاكي شريستا، الذي يعمل سائق شاحنة لتسليم السلع للزبائن في سيدني منذ عام 2009، إنه "لم يشهد مثل هذا الهواء الضار والملوَث من قبل".

ويوضح السائق البالغ من العمر 37 عاما في حديثه لـ (د.ب.أ): "إن التنفس أصبح صعبا. فأنا أشعر باختناق كما لو كنت لا أحصل على القدر الكافي من الأكسجين لرئتيي. أبدأ (عملي) في الخامسة صباحا، وبعد بضع ساعات من القيادة يصبح الأمر مزعجا جدا بالنسبة لعيني".

ويقول إنه يشعر بالقلق بشأن طفليه الصغيرين: "لقد اعتدت الخروج مع طفليي كل مساء، ولكنني توقفت عن ذلك".

وقد أدى الدخان إلى قيام المدارس بإلغاء الفعاليات الرياضية، كما طلبت سلطات التعليم والصحة من الآباء الاعتناء بصورة أكبر بأطفالهم.

وقالت وزارة البيئة في نيو ساوث ويلز، التي اصمتها سيدني، إن دخان حرائق الغابات قد تسبب في "بعض أعلى معدلات تلوث الهواء على الإطلاق" في الولاية.

ويشار إلى أن نيو ساوث ويلز كانت قد شهدت فترات طويلة من تدني نوعية الهواء في الماضي. وقال متحدث باسم وزارة البيئة: "إلا أن هذا الحدث هو الاطول والاكثر انتشارا في سجلاتنا."

وأظهرت بعض الضواحي الشرقية والغربية في البلاد قراءة تركيز جسيمات "بي إم 5ر2" – وهو معدل تركيز الجسيمات المجهرية العائمة التي تدخل الرئتين ومجرى الدم - بين 250 و620 ميكروجراما في كل متر مكعب على مدار 24 ساعة.

وتقول وزارة الصحة في الولاية، إن القراءة التي يتم تسجيلها فوق 200 تعني أن "كل شخص قد يعاني من أثار صحية أكثر خطورة". وتعرّف الحكومة الأسترالية نوعية الهواء الجيد بأنه الذي يحتوي على 20 ميكروجراما في كل متر مكعب على مدار 24 ساعة.

وقدّر المعهد الأسترالي للصحة والرعاية الاجتماعية، أن تلوث الهواء في المناطق الحضرية بأستراليا هو السبب وراء وفاة نحو 3000 شخص سنويا، بحسب دراسة نشرت في عام 2016.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة في نيو ساوث ويلز لـ (د.ب.أ) ، إن خدمات الاسعاف تتلقى المزيد من الاتصالات أكثر من المعتاد، حيث شهدت أقسام الطوارئ في المستشفيات تسجيل المزيد من حالات الربو ومشاكل التنفس في الأسابيع الأخيرة.

وقد تعرضت مساحة تزيد على مليوني هكتار من الأراضي للحرق بالفعل في أنحاء نيو ساوث ويلز منذ أكتوبر الماضي، نتيجة لحدوث أكثر من 7000 حريق أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتدمير أكثر من 670 منزلا.

ومازال هناك أكثر من 100 حريق مشتعلة في أنحاء الولاية اليوم الخميس، منها أكثر من 40 حريق لم يتم احتواؤها بعد. وقد تم نشر نحو 1700 من رجال الإطفاء لمكافحة الحريق في ظل ظروف الطقس الدافئة والرياح.

وقال شين فيتزسيمونز، مفوض إدارة إطفاء الحرائق في نيو ساوث ويلز، إن الهواء الساخن والجاف القادم من وسط البلاد، يهب عبر "مناطق مدمَرة ومتضرِرة من الجفاف".

وقال إن "الحرائق بدأت بسهولة وانتشرت بسرعة كبيرة جدا جدا، وأثبتت أنها من الصعب للغاية احتواؤها أو السيطرة عليها".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved