«أحمد» نجا من الانتحار فأسس مبادرة «فرصة ثانية» لدعم الصحة النفسية

آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 11:37 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

على مدار 12 عاما عانى أحمد يوسف، البالغ من العمر 27 عاما من الاكتئاب، منعه المرض النفسي من الحركة والاستمرار في الحياة، ازدادت حالته النفسية سوءا في العام الماضي، فكر في الانتحار مرارًا، لكن شيئا ما كان يحول بين رغبته في الانتحار، حدثته نفسه بأن مصيرا أفضل ينتظره، حتى أذعن لها ولضغط شقيقته بالخروج من هذه الدائرة، واللجوء إلى طبيب نفسي، ليبدأ أحمد رحلته مع العلاج.

المصاب بالاكتئاب عادة ما يفقد إحساسة بالحياة والنشاط والحركة، تفقد الأشياء متعتها في نظره، فيميل إلى الانعزالية والخمول وتعتريه نظرة سوداوية نحو المجتمع، هذا ما أكده متخصصون، ومر به أحمد يوسف خلال فترة إصابته بالاكتئاب التي بدأت وعمره 12 عاما، لكن حالة أحمد تحسنت بعد لجوئه إلى طبيب نفسي كما يقول لـ"الشروق" (بدأت حالتي النفسية تتحسن بعد فترة قليلة من أخذ العلاج).

سرعان ما انتكست حالة أحمد النفسية وعاد من جديد إلى الانطوائية والانعزال عن المجتمع بعد عزوفه عن العلاج "حسيت إني خفيتت ومش محتاج العلاج"، تساؤلات كثيرة واجهها حول أسباب انعزاله من أقاربه وأصدقائه "حباية واحدة مش هتعمل فيك كده"، تحت هذه الضغوط كتب أحمد منشورا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن الاكتئاب، صارح الناس بمعاناته مع الاكتئاب وعودته من جديد إلى تلقي العلاج النفسي، استقبل أحمد رسائل كثيرة حول طريقة العلاج وعن أفضل الأطباء النفسيين " متوقعتش إن المنشور هيكون عليه تفاعل وناس كثير تسأل عن طريقة العلاج".

هنا قرر أحمد يوسف شرح الاكتئاب وأعراضه وأهمية العلاج النفسي في مقاطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فاتجه إلى تأسيس مبادرة "فرصة ثانية"، وهى مبادرة اجتماعية إلكترونية تهدف إلى زيادة وعي الجتمع بالصحة النفسية.

"حسيت إني اتولدت من جديدة مع بداية علاجي ودي فرصة تانية من ربنا، فقررت أسمي المبادرة بفرصة ثانية"، هكذا قال أحمد وهو يتحدث عن مبادرته الجديدة التي أطلقها مع بداية العام الجاري" الحملة عندنا فيها أطباء وأخصائين نفسيين، نقدم خلالها نصائح واستشارات نفسية على مواقع التواصل، لا نكتب أدوية ولكن نشجع على زيارة الطبيب النفسي".

يُعرف أحمد نفسه على مواقع التواصل بأنه "محارب الاكتئاب"، ويرى - حسب حديثه لـ"الشروق" - أن هناك شيئا ما يستحق الحياة، وأن الإنسان يستحق نهاية أفضل من الانتحار "أثناء تفكيري في الانتحار، نفسي كانت تحدثني برفض هذا الوضع وأني استحق نهاية أفضل من ذلك".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved