شاكر عبد الحميد: نحتاج إلى ثقافة الابتكار والابتعاد عن ثقافة التكرار

آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 2:19 ص بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

تحت عنوان «تجديد الفكر العربي ورفع طاقات الابتكار والإبداع»؛ عُقدت الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي "فكر 17"، الذي يُعقد هذا العام بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في الفترة ما بين 2 و5 ديسمبر.

ومن جانبه شارك الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، بورقة بحثية حملت اسم «القوقعة واللؤلؤة»، سلط من خلالها الضوء على الفرق بين ثقافة التكرار وثقافة الابتكار، وكيف أن حركة الثقافة التي تسير في اتجاه الانطواء والانعزال، أو تلك التي تسير في اتجاه الانفتاح والانبساط، تحكمها عوامل داخلية وخارجية كثيرة، منها: هيمنة التراث الانغلاقي، والتشكك في الآخر أو الصدمات الثقافية والحضارية.

وقال وزير الثقافة الأسبق، أن العلاقة بين ثقافة القوقعة وثقافة اللؤلؤة ليست من قبيل الكل أو لا شيء، فهما قد يوجدان معا، وبدرجات متفاوتة، تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن مرحلة تاريخية إلى أخرى، كذلك قد يحدث نوع من التكامل بينهما؛ وذلك لأن كل ثقافة إنما تعتمد في جانب من تطورها على هذا العكوف على ذاتها، وأيضا على قدر ما يزيد أو ينقص، من الانفتاح على الآخر وعلى العالم.

وأوضح «عبد الحميد» أن «ثقافة القوقعة»؛ هي ثقافة فردية أو جمعية، لكنها في جوهرها، ثقافة انسحابية تعمل من خلال آليات النكوص والانسحاب إلى داخل الذات، والاجترار والتأمل وتكرار الأفعال والأقوال والأفكار، كما تجسد ثقافة القوقعة ذلك العقل التكراري الذي يرى البشر والأشياء ويدركها من خلال قسمة ثنائية ضدية ثابتة: «أبيض وأسود، ليل ونهار، عدو وصديق، نافع وضار»، كما يقوم العقل التكراري كذلك بتثبيت الزمن، ويقوم بالتكرار له، وهو يرى المستقبل صورة من الماضي، وينظر إلى ذلك الماضي على أنه زمن المثال والفضيلة والكمال، فهو يجسد آلية عقلية نمطية جامدة مغلقة مصمتة تشي بالتصلب وتعمل ضد الإبداع.

وتابع أن ثقافة اللؤلؤة هي ثقافة الابتكار، وترتبط بالفضول وحب الاستطلاع وبمحاولات الاكتشاف والاستكشاف وروح الاختراع والإضافة والتوكيد للذات، وهي روح تظهر في الفن وفي العلم والإدارة والحياة الاجتماعية بشكل عام، وتدرك ثقافة الابتكار أن الزمن متدفق متجدد مستمر، فيه يتداخل الحاضر مع الماضي والحاضر مع المستقبل، يتأثر بهما ويؤثر عليهما، والعقل الابتكاري فيها عقل تفاعلي يرى العناصر كلها ويدرك كيفية انصهارها في بوتقة واحدة، ويرى صاحب العقل الابتكاري النسبية في الزمن والأشياء أكثر من رؤيته لها بشكل كلي أو مطلق، كما ينظر صاحب العقل الابتكاري إلى الأشياء من خلال وجهات نظر متعددة وفي سياق نسقي متفتح أكثر.

وأشار «عبد الحميد»، إلى ضرورة الابتعاد بقدر الإمكان عن التكرار في الأفكار والرؤى والنظريات والمفاهيم فهى قٌتلت بحثا مثل: الأصالة والمعاصرة والتراث والتجديد وبنية العقل العربي، بل وحتى التنوير، والاهتمام بالمفاهيم والنظريات حول الإبداع والابتكار والموهبة والخيال والاختراع والحوارية الإبداعية والاقتصاد الإبداعي وثروة الأمم الإبداعية وغيرها.

وقدم وزير الثقافة الأسبق، مقترحات لبعض المفاهيم والأفكار الأساسية حول الإبداع والابتكار، في محاولة لبيان كيفية الاستفادة من هذه الأفكار والمفاهيم في تطوير الصناعات الثقافية والابداعية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved