«التطور الطبيعي» لشعارات الإخوان.. «كل ما دون الرصاص سلمية»

آخر تحديث: الإثنين 6 يناير 2014 - 11:37 م بتوقيت القاهرة
هدير الحضري

«تمسكنا بالسلمية أفقد الانقلاب عقله.. وهذا مسارنا الاستراتيجي».. جملة وردت في أحد بيانات «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، ومبدأ يؤكد طوال الوقت أنه متمسك به في مواجهة ما يسميه بـ«الانقلاب العسكري». لكن الخطاب «الإخواني» تغير منذ حوالي شهر، وأصبح يرفع شعار «كل ما دون الرصاص سلمية». وأصبحت الجماعة ترحب رسميا بأعمال إحراق سيارات الداخلية، وحصار الأقسام، معتبرة أن هذا حق دفاع شرعي.


«بوابة الشروق» ترصد قصة تغير مفهوم الإخوان عن السلمية، عبر مراحل مختلفة منذ ما قبل عزل مرسي، وحتى إعلانهم سياستهم الجديدة.


«طارق الزمر: المجرم من يقطع طريق» 

منذ أن تولى الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة الجمهورية، اتخذ أنصاره موقفًا ثابتًا يرفض التظاهر ضده، كما لا يقبل أي ممارسة لأي شكل من أشكال "العنف".

وفي يناير 2013 وعلى خلفية المظاهرات الرافضة للإعلان الدستوري، أعرب طارق الزمر رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، عن قلقه من قيام بعض القوى السياسية بدعم ما وصفها بأنه «ميليشيات مسلحة» تعتدي على الممتلكات و"تروع الآمنين".

وخاطب الزمر الشعب، قائلا: «لا تسمح لأي مجرم أو بلطجي بأن يقطع طريقك، أو يقف أمام قطارك، أو يعرض المترو للوقوف».

 

 

 

«البر: إذا اقترن التظاهر بالعنف فهو حرام»

 

 

ومع اقتراب يوم 30 يونيو الذي كان من المقرر فيه خروج المظاهرات المطالبة للرئيس المعزول بعقد انتخابات مبكرة، أعلن د. عبدالرحمن البر، الملقب بـ«مفتي جماعة الإخوان»، أنه إذا اقترن التظاهر بشيء من العنف أو التهديد باستعماله فهو "حرام وإثم مبين، ولا تجوز المشاركة فيه بحال من الأحوال، أيًا كان السبب الحامل على التظاهر" وذلك في تعليق له ببوابة «الحرية والعدالة».


«الزمر: سنسحقهم!»

وقبل ساعات من «30 يونيو»، بدأت تظهر نبرة لتهديد المعارضين، كان من أبرزها توعد «طارق الزمر»، الذي كان قد سبق وأدان العنف، بالسحق لمعارضي مرسي، قائلاً:«نعدهم بالسحق فمن المنتصر اليوم».

لمشاهدة الفيديو:

 

«حجازي قبل 30 يونيو: اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم»
كان لصفوت حجازي بدوره نصيب في لغة التهديد والوعيد، فقد قال في منتصف يونيو الماضي، كلمته الشهيرة: «الرئيس محمد مرسي خط أحمر .. واللي هيرشه بالمية هنرشه بالدم».

وعندما احتج المذيع وسأله؟ «ليه مش من حقهم يتظاهروا؟.. ما أنت أيدت تظاهر الشعب السوري ضد بشار»، فرد بثقة: «يخبطوا دماغهم في الحيطة.. لا طبعًا مش حقهم.. مرسي مجاش زي مبارك بطريقة غير شرعية».

 

 

حجازي بعد 30 يونيو: "لن نريق دمًا مصريًا طاهرًا"

بعد عزل مرسي تغير الخطاب الإخواني للمرة الثالثة، وعاد إلى الحديث عن "السلمية التامة".

وظهر صفوت حجازي على منصة اعتصام رابعة العدوية ليتحدث بلغة مختلفة، قائلاً: «لن نريق دما مصريا طاهرا على أرض مصر، نحن أشرف من على هذه الأرض».

وتابع حجازي قائلا: «من  يحرقون ويدمرون هم خونة هذا الوطن».

 

 

«دعوات إلى الإضراب وتعطيل المترو»

تمسك الإخوان بالتبرؤ رسميا من أي أعمال عنف من أي نوع، حتى تم فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس، ومنذ ذلك الوقت بدأ الدعم الرسمي في الظهور.

في سبتمبر دعم موقع الحرية والعدالة حملة «اعتصام المترو»الهادفة إلى شل حركة المترو، والتسبب في الزحام لتغريم ما يسمونها «حكومة الانقلاب» الخسائر كنوع من العصيان المدني.

 

 

«حرق سيارات الداخلية سلمية»

عاش الإخوان فترة من «الازدواجية»، لتؤكد بياناتهم الرسمية على التمسك الكامل بالسلمية، بينما تحتفي الصفحات غير الرسمية على مواقع التواصل، بأنباء حرق سيارات الداخلية، وتلقى دعم من متحدثين غير رسميين.


كان من أبرز من تحدث عن الموضوع عبدالرحمن فارس، عضو الإخوان السابق، وعضو ائتلاف شباب الثورة السابق، وأعلن بصراحة على قناة الجزيرة ترحيبه بإحراق سيارات الداخلية، معتبرًا إياها نوعًا من "المقاومة السلمية".


وقال فارس «تحية لكل من أضاء السماء بحرق سيارة شرطة، وفي ظل نظام ديكتاتوري قمعي لا يعرف الرحمة فإن كل ما دون القتل فهو سلمية».

 

كلام «عبدالرحمن» لاقى انتشارًا كبيرًا بين الصفحات الإخوانية، وتحديدًا بعد أن لقي شقيقه مصرعه في أحداث رمسيس بعد يومين من فض اعتصام رابعة.

 

وظهر أول إعلان رسمي كامل من الإخوان عن إحراق سيارات الداخلية، على الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بموقع «فيس بوك» في 3 يناير 2014، وأعلنت الصفحة أن حصيلة «حرب اللا عنف» والمقاومة السلمية لـ«إرهاب الانقلاب»، هو حرق 79 عربة بوكس، وأربعة مدرعات، و18 عربة ترحيلات.

 

«حصار الأقسام سلمية»

في 31 ديسمبر 2013، صدر بيان رسمي عن تحالف دعم الشرعية بالإسكندرية، طالب أنصاره بوضوح للمرة الأولى بحصار قسم شرطة محرم بك، لإطلاق سراح نساء معتقلات بداخله، على حد قول البيان.

وذكر البيان: «أعلنا مرارًا وتكرارًا الالتزام بالمنهج السلمي في الثورة ضد الانقلاب، إلا أنه حينما يصل التصعيد الأمني من قبل قوات الانقلاب إلى استهداف النساء فهذا خط أحمر».

وتكرر نفس الموقف في 5 يناير، بعد دعوة وجهها التحالف في بورسعيد لحصار مكان احتجاز نساء «اعتقلن» من المظاهرات، وفي الحالتين تم الإفراج عن «المعتقلات»، ما أدى لإبداء صفحات الإخوان سعادتها بنتيجة الأسلوب الجديد.

لقراءة البيان:

 

«أفرجوا عن طالباتنا وإلا» 

أسلوب الإخوان الجديد وصل إلى إطلاق التهديدات الشخصية العلنية، ونشرت صفحة «طلاب ضد الانقلاب بجامعة الأزهر»، صورة توجه فيها تهديدًا للدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس الجامعة بإلحاق الضرر ببناته: «أفرج عن الطالبات يا توفيق وإلا... بناتك يا توفيق»، وتكرر نفس المشهد مع ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية الذي تم التلميح لإيذاء ابنته أيضًا.

«كل ما هو دون الرصاص الحي سلمية» 

قدم الناشط الإخواني عماد الدين السيد، المخرج بقناة الجزيرة، تفسيرًا لتغير سياسة الإخوان في منشور على صفحته بموقع «فيس بوك».

 

وقال عماد: «على ما يبدو إننا كنا جاهلين إن التطور الطبيعي للأمور بياخد وقت.. أول الانقلاب كان فيه حرص غير عادي على السلمية، وكان المولوتوف بالنسبة لبعض المتظاهرين جريمة مينفعش نرتكبها. وافتكر إني لما قلت إن يوم فض رابعة المتظاهرين دافعوا عن نفسهم بكام زجاجة مولوتوف، فيه ناس كتير من الإخوان طلبت مني أمسح الكلام ده علشان صورتهم متتشوهش».

وأضاف: «دلوقتي، حرق بوكسات الداخلية بزجاجات المولوتوف بقى وسام شرف على صدر كل مصري، والناس - وأنا منهم - بقت مبسوطة جدا بالموضوع ده،.. وشعار المرحلة أصبح: كل ما هو دون الرصاص الحي يعتبر سلمية.. لأن ده وسيلة دفاع عن النفس».

 

وتابع عماد: «إيه اللي تسبب في تغيير فكر الناس بين إمبارح والنهاردة؟!.. الإجابة بوضوح: التجربة العملية ... الواقع اللي الناس عاشته ...»

واختتم كلماته، قائلا: «باختصار، لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، ومع ازدياد جرائم الداخلية فقناعات الناس بتتغير ... بس بتاخد وقت لحد ما تشوف بعنيها إن ده الحل الوحيد» .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved