استخدموا عظامها في الأدوية ولزيادة العمر.. كيف عبث الغرب بمومياوات الفراعنة؟

آخر تحديث: الأربعاء 6 يناير 2021 - 6:25 م بتوقيت القاهرة

دينا شعبان

عبد البصير: بودرة للمنشطات الجنسية وتصلح لتخصيب الأراضي
أستاذ الأشعة المتخصصة بجامعة القاهرة: لا وجود لما يسمي بالزئبق الأحمر
تعد المومياوات المصرية أول ما يجذب انتباه الأجانب ويلفت نظرهم لزيارة مصر، لتثبت لنا يومًا تلو الآخر أنها بلد الحضارة والتاريخ، ومستمرة في إبهار العالم بكنوزها، فقد كانت المومياوات مطمع الغرب الذي كان بعيدًا عن الغرض الأساسي لتلك المومياوات والخاص بدفن أجساد الموتى؛ لاستخدامتها المتعددة في الطب، بعد طحنها واستعمالها كأدوية طبية وعلاج عدد غير قليل من الأمراض.

وقال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الاسكندرية، إن الهوس بالحضارة المصرية القديمة كان وما يزال مستمرًا حتى الآن، فخلال الفترة القليلة الماضية كانت ذروة عبث دول الغرب بمومياوات الفراعنة، حيث كان يعتقد البعض أن عظام المومياوات تعمل على زيادة القدرة الجنسية، فكانوا يصنعون منها منشطات جنسية، متابعًا أن أمر بيع المومياوات في القرن الـ19 كان منتشرًا، وكان الأوروبيون يتوافدون عليها.

وأضاف عبد البصير، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن دول كثيرة في الغرب استخدموا المومياوات بعد طحنها كسماد عضوي بعد تحويلها لبودرة؛ لاعتقادهم أنها تعمل على خصوبة تربة الأراضي القاحلة، لافتًا إلى أنه كان يتم طحنها أيضًا وتحويلها إلى مواد سائلة تستخدم كألوان للرسامين والفنانين.

وأوضح أن العالم الفارسي المعروف «أفيسنا» 980– 1037م، قد أوصى باستخدام مسحوق المومياوات لعلاج أكثر من مرض، مثل «الخراريج، الطفوح الجلدية، كسور العظام، الارتجاجات الدماغية، الشلل، أمراض الدم، الصرع، الدوار، انبثاق الدم من الرئتين، الحناجر، السعال، الغثيان، القرح، السموم، اضطرابات الكبد، الطحال»، مضيفًا أنه هذا المسحوق كان يؤخذ مخلوطًا بالأعشاب مثل العترة والزعتر والبلسان، بالإضافة إلى استخدام هذا المسحوق في الشفاء من الأمراض، فإن البعض أوصى أيضًا باستخدامه كطعم لصيد الأسماك.

وأشار إلى أنه في عام 1694م، أوصى بيير بومي بأن يختار المرء المومياء المرادة بعناية، فيجب أن تكون سوداء، من دون عظام أو رماد، وذات رائحة زكية، ومن بعض شيء محروق وليس من القار أو الراتنج، إلى جانب كتابة العديد من الكتاب في أعمالهم الطبية والصيدلية عن أهمية المومياوات، مثل فرنسيس بيكون، الذي أكد أهمية الخواص الطبية لمسحوق المومياوات إذ يقول: «إن لمسحوق المومياوات قوة عظيمة في وقف نزيف الدم».

وتابع أنه كان يتم استخدام المخلفات في تصنيع الورق، فقد كان من المحتمل استخدام الأقمشة القديمة لإعادة تدويرها وتصنيعها في المواد الورقية، حيث تم استخدام الأقمشة الملفوفة بها المومياء في تصنيع أنواع من الورق داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار، إنه خلال أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر، انتشرت معتقدات كثيرة خاصة عن المومياوات، حيث كانت ظهور الحفائر والاكتشافات الأثرية في ذلك الوقت في مصر صدى واسع، بجانب اضمحلال مجال الطب في دول أوروبا.

وأضافت «سليم»، لـ«الشروق»، أن المومياوات استخدمت في الكثير من الأشياء الغير سليمة، حيث كان يعتقد الكثيرين أن بسبب حفظ المومياوات وبقاءها سليمة لمئات السنين سيعطي لهم القوة للعيش أكثر «أكسير الحياة» أو القوة الجنسية، بجانب استخدمها البعض في معتقدته الدينية كبخور.

وتابعت أنه في ذلك الوقت لما يكن هناك قانونًا رادع لسرقة المومياوات، حيث خرجت الآلاف منها لدول كثيرة، وعندما كانوا يفشلون في استخدمها لهذه الأغراض كانوا يطحنوها واستخدامها كسماد للأرض الزراعية، وكطلاء ودهان للحوائط، وفي ذات المرات خرجت شحنة كبيرة من المومياوات تضم حيوانات وطيور لكندا، واستخدموها كحطب تدفئة، كان هذا نوع من عدم الوعي وسوء استخدام هذه المومياوات، موضحة أن العالم حديثًا تنبه لهذه الأفعال.

وأشارت إلى أن هذه الأفعال كانت في دول أوروبا، أما في مصر كان هناك "هوس" بما يسمى بالزئبق الأحمر، موكدة أنه لا يوجد بما يسمى بالزئبق الأحمر وكانت هذه "خدعة "من النصابين للطامعين في زيادة القدرة الجنسية وطول العمر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved