محمد بن سلمان لرؤساء تحرير الصحف المصرية: تركيا وإيران والمتطرفين «محور الشر الجديد»

آخر تحديث: الثلاثاء 6 مارس 2018 - 8:44 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ عماد الدين حسين:

-مصر ستشارك فى مشروع نيوم بالأرض والسعودية بالاستثمار.. ومشروع جسر الملك سلمان بين البلدين مازال قائما


-لو أراد رئيس مصر وملك السعودية تخريب علاقة البلدين.. لن يستطيعا


-عملية الإصلاح فى المملكة متطابقة مع الإسلام.. والمواطنون السعوديون هربوا من بلادنا بسبب التشدد


-قطر أقل من شارع فى مصر والمسئول السعودى الذى يتولى ملفها حاليا أقل من وزير ولن نمنعها من حضور القمة العربية المقبلة


-الاستثمارات السعودية فى أمريكا 4 أضعاف الاستثمارات القطرية..ونسعي لفصل روسيا والاسد عن ابران


-أى فرد فى الأطقم المعاونة لولى العهد قادر على إدارة قطر بأصبعه الصغير


-النظام السياسى فى السعودية قائم على الملكية القبلية.. والتخلى عن هذا النظام يفتح الباب أمام صعود جماعة الإخوان


قال الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة السعودية نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن علاقة بلاده مع مصر استراتيجية وفى أفضل أحوالها «ومجازا فحتى لو أراد رئيس مصر وملك السعودية تخريبها فلن يستطيعا».


وقال بن سلمان خلال لقاء مع أكثر من عشرين من رؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار الإعلاميين والكتاب أن مصر والسعودية هما الكتلة الكبيرة فى المنطقة وما نتفق عليه ننفذه.

 

ووصف ولى العهد السعودى ما يحدث فى مصر بأنه معجزة حيث قال كنت فاقدا الأمل فى الاقتصاد المصرى قبل سنوات: لكن أرى الآن جهدا وسرعة انجاز ومقاومة للفساد مؤكدا: «السيسى فك كل الصواميل ويعيد بناء مصر». هذه العدوى سوف تنتقل إلى كل البلاد العربية، خصوصا الدول البترولية.

 

وأكد ولى العهد السعودى فى اللقاء - الذى عقد فى منزل السفير السعودى بالقاهرة فى حى الزمالك -أن مشروع نيوم يستهدف المال السعودى المتسرب للاستثمار خارج المملكة. وفيما يتعلق بالاتفاق مع مصر بشأن المشروع فهناك استئجار لجزء مشترك بين البلدين إضافة للأردن. تشارك فيه مصر بالأرض والسعودية بالاستثمار وسيحول المنطقة إلى ريفيرا عالمية، وسوف تجذب ملايين السائحين وتوفر فرص عمل كثيرة للمصريين والأردنيين ،وسيتم الانتهاء من تخطيط المنطقة والإعلان عن التفاصيل خلال العام المقبل، مؤكدا أن الجسر الذى سيربط البلدين مايزال قائما وسيتم تنفيذه.

 

وقال الأمير ــ فى اللقاء الذى حضره الوزراء السعوديون المرافقون له فى زيارته لمصر والسفير أحمد القطان -الذى تم تعيينه قبل أيام وزيرا للدولة للشئون الإفريقية- ، إن مصر والسعودية «استخدمتا جماعة الإخوان» فى الماضى ظنا أن ذلك سيؤدى إلى تهدئة الوضع فى البلدين، لكن حدث العكس تماما، وحاولت الجماعة التغلغل فى المدارس وسائر مرافق المجتمع «واعتقد الإخوان بعد الثورة الإيرانية أنه يحق لهم أن يكونوا النموذج الحاكم فى البلدان السنية».

 

أضاف ولى العهد السعودى أن بلاده أصدرت قرارا منذ التسعينيات باعتقال أسامة بن لادن، لكن جهات فى الغرب كانت تعتبره ،مناضلا من أجل الحرية كما كتبت صحيفة الإندبندنت ذات يوم، رغم أن بن لادن كان يريد إحداث شرخ فى العلاقة بين الشرق والغرب وبين السعودية وأمريكا، وللأسف فقد نجح فى ذلك إلى حد كبير خصوصا بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ الإرهابية ضد نيويورك وواشنطن.

 

أضاف الأمير بن سلمان- فى اللقاء الذى استمر أكثر من ساعتين وحضره ايضا الدكتور مططفي مدبولي وزير الاسكان - أن بلاده تخوض معركة واسعة ضد التطرف والمتطرفين خصوصا فى المؤسسة التعليمية كما تم فصل عشرات القضاة المتورطين فى جرائم فساد والتحقيق مع آخرين بعضهم ينتمي للاخوان.

 

وعن عملية الإصلاح قال بن سلمان إنها متطابقة مع الإسلام، وقلنا للجميع خصوصا المتطرفين: لا تقل لى هذا حرام طالما أنه غير متفق عليه، وإذا كان هناك خلاف فلنأخذ بما هو لصالح الناس، وثالثا العمل بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات.

 

وقال الأمير إن بعض السعوديين هربوا من بلدهم بسبب التشدد فى حين أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة كانوا غاية فى الاعتدال، والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة، بل إن قافلة من الأحباش كانت تلعب العارضة فى المسجد الحرام والرسول ومعه عائشة كانوا يتفرجون عليهم معنى ذلك: أن رياضة النساء حلال، والاختلاط كذلك.

 

وفى تقديره فإن حجم وقوة المتطرفين فى المملكة تراجعت كثيرا وبعد أن كانت تمثل ٦٠٪ صارت نحو ١٠٪ فقط، وقلنا لهم إما أن تقتنعوا أو تصمتوا.

 

وقال ولى العهد السعودى إن «جماعة الإخوان ركبت المذهب الحنبلى» لكننا بدأنا فى تغيير هذه المعادلة. مضيفا ان شيعة السعودية يعيشون فى أمان ويتولون جميع المناصب المهمة وله أصدقاء كثيرون من بينهم، ويحاربون فى الجيش السعودى ضد الحوثيين ولهم دور كبير ايضا في التقارب مع العراق.

 

وردا على سؤال «الشروق» متى تنتهى الأزمة مع قطر قال ولى العهد السعودى إنه من الخطأ التركيز على هذه المشكلة التافهة جدا، فهى يمكن أن تستمر طويلا مثلما كانت كوبا بالنسبة إلى أمريكا. عليكم ألا تشغلوا أنفسكم بها لأن قطر بأكملها أقل من شارع فى مصر، والمسئول الذى يتابعها فى السعودية درجته أقل من وزير.


وفى تقديره فإن قطر لم تعد قادرة على التأثير على أى ملف خارجى، صحيح أن لديهم وفرة فى الأموال لكن المثير من الأزمة الأخيرة أنها كشفت كل عملاء قطر.

 

وسرد الأمير قصة قطر منذ انقلاب الشيخ حمد على والده عام ١٩٩٥ مؤكدا أن هناك عقدة نقص وعقدة نفسية، حركت وتحرك الشيخ حمد تجاه السعودية والدول الكبيرة فى المنطقة. يضيف أن حمد بدأ يشترى كل من يريد ان يبيع نفسه، والإخوان نظروا إليه بشكل استراتيجى وتعاملوا مع قطر باعتبارها «خزنة فلوس» وسيطروا على كل المناصب الحساسة هناك ،وأصبحوا يتحكمون فى المعلومات التى تصل إلى الحاكم، وفى تقديره فإن معظم المسئولين الأمريكيين غير مهتمين بقطر، لكن ربما هناك شخص واحد متعاطف معهم.

 

وقال ولى العهد السعودى إننا لن نقبل أى حلول للأزمة خارج الإطار العربى والخليجى، لكن لا يعنى ذلك أن نمنع قطر من حضور القمة العربية المقبلة.

 

وأضاف أن قطر استغلت كل المتطرفين فى البلدان العربية لكن بعد وقفتنا الاخيرة لم تعد قادرة على إحداث أى تأثير أو تحقيق أى نجاح.

 

وقال ولى العهد السعودى إن استثمارات بلاده فى الولايات المتحدة ٨٠٠ مليار دولار وهى أربعة أضعاف الاستثمارات القطرية.

 

وقال إن مثلث الشر الراهن يتمثل فى إيران وتركيا والجماعات الدينية المتشددة، وان الإخوان استغلوا الديمقراطية ،فى حين أن الأتراك يسعون إلى الخلافة التى لم يرد بها نص من الرسول عن شكل الدولة، مضيفا «العثمانيون هم من هدموا الدولة السعودية» وعدو مصر هو عدو السعودية.

 

أما الإيرانيون فهدفهم تحويل الإسلام إلى مذهبهم مضيفا أن إيران عام ٢٠١٥ ابتلعت العديد من البلدان العربية وتوغلت فى إفريقيا وكادت تبتلع اليمن ولها نفوذ فى باكستان وماليزيا واقتربت كثيرا من روسيا والصين وبعد ان كانت تسيطر على ٩٠٪ من اليمن لم يتبق لها إلا ١٠٪.

 

الآن مشروع إيران ينهار ونحن نحاصرها فى كل مكان، بل ونسعى لإنهاء تقاربها مع روسيا والنظام السورى، مضيفا أن الحرس الثورى يسيطر على ما بين ٦٠ و ٧٠٪ من الاقتصاد الإيرانى ،وابتلع الجزء الأكبر من الأموال التى حصلت عليها إيران بعد توقيع الاتفاق النووى التى بلغت 150 مليار دولار.

 

وعما يحدث فى اليمن والاتصالات بين الرياض وحزب الإصلاح اليمنى المحسوب على جماعة الإخوان، قال ولى العهد السعودى إن حزب الإصلاح أعلن انفصاله عن جماعة الإخوان وسوف نري الواقع لنحكم على نواياهم.


وبشأن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال إن السعودية ومصر متفقان على ضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، لكنه لم يرد الخوض فى تفاصيل ما يتردد عن صفقة القرن.

 

ورأى الأمير محمد بن سلمان أن أحوال الأمة العربية ليست شديدة السوء كما يردد البعض فأكثر من ٨٠٪ من بلدانها تعيش فى سلام وتتقدم، وعلينا أن نتوقف عن جلد الذات والتركيز فقط على السلبيات، مضيفا أنه إذا لم تقم أى دولة بدورها الطبيعى وتنهض فسوف تتعرض لأخطار كثيرة وقد تنهار. وفى السعودية فإن النهضة ستكون متواكبة ومتزامنة فى كل المجالات.

 

وتحدث الأمير عن نشأته والخبرات الخصبة التى اكتسبها من والده الملك سلمان خصوصا فيما يتعلق بالتربية الثقافية وحب القراءة والاختلاط مع كل الكتاب والمفكرين والعلماء، وأنه عمل فى ثلاثة مناصب وزارية تحت حكم الملك عبدالله المعروف بأنه لا يجامل أحدا، مضيفا أنه لا يعمل بمفرده، بل مع طاقم متكامل، كل واحد منهم يستطيع أن يدير عمله بكفاءة ويستطيع أن يدير قطر بأصبعه الصغير!.

 

وعن الأمراء وكبار المسئولين الذين تم احتجازهم فى فندق الرتيز بجدة بتهم الفساد والتربح، قال ولى العهد السعودى إن القانون هو الفيصل ومن ثبتت براءته أطلقنا سراحه «ونحن لا نعمل إلا ما يرضى الله» مضيفا أن ما حدث لم يكن مغامرة بل خطوة صحيحة يوافق عليها غالبية أفراد الشعب السعودى.

 

وردا على سؤال عن غياب الإصلاح السياسى فى السعودية، قال بن سلمان إن السعودية ملكية قبلية، وتتكون من قرى ومدن وأقاليم تحكمها قبائل وملكيات متعددة وكل ملك يسيطر على منطقة وهناك أسلحة كثيرة، وهذه الملكيات تضم ١٤ مليون نسمة من بين ٢٢ مليون سعودى، إضافة إلى عائلة مالكة تضم نصف مليون شخص، بينهم خمسة آلاف عضو فاعل. وبالتالى فإن الديمقراطية على النمط الغربى الليبرالى لن تنجح لدينا. أضاف أن الديمقراطية تسببت في مشاكل كثيرة للكويت كثيرا، كما أنها قادت لوضع مأساوى فى العراق.

 

مضيفا أن البديل للمشروع القبلى الحالى فى السعودية ،سيكون دينيا، وجماعة الإخوان هى الجماعة المنظمة الوحيدة عندنا. وبالتالى فنحن نهتم بالغاية وليست الوسيلة. وغايات الديمقراطية مثل سيادة القانون والعدالة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية متحققة بالفعل عندنا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved