تاريخ الطعام (1) : الخشاف.. كيف أصبح «طبق الحلو» الرسمي للمصريين في رمضان؟

آخر تحديث: الإثنين 6 مايو 2019 - 12:00 م بتوقيت القاهرة

حسام شورى:

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.
وفي هذه السلسلة "تاريخ الطعام" الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض "الشروق" معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.
-----------------------------
تكاد لا تخلو أي مائدة مصرية من «الخشاف» في شهر رمضان، وخاصة في وقت الإفطار، حيث اعتاد عليه المصريين وفضلوه لما فيه من فوائد، حتى أن الأطباق التي يقدم فيها أصبحت لها قدسيتها؛ فتجد «طقم الخشاف» مكونًا أساسيًا من أدوات المنزل، ومخصصًا لشهر رمضان لارتباطية الخشاف بالصيام التي تكونت على مدار السنين.. ولكن ما هو أصله ولماذا سمي بـ«الخشاف»؟

في البداية يتكون الخشاف من قطع فواكه مجففة مثل التين والمشمش والزبيب والقراصية معا، وتضاف إليها قمر الدين والبلح، والمكسرات بأنواعها في طبق واحد، وقد تتخلى الطبقات الإجتماعية الأقل دخلًا عن بعض مكونات الخشاف، حتى أن هناك من يكتفي بالبلح المبلل بقمر الدين فقط.

أغلب الروايات تؤكد أن هذا المشروب أصله تركي أو فارسي، ولكنه مزيج من حضارات بلدان قريبة جغرافيًا من بعضها، فكلمة «خشاف» في اللغة التركية تعني التمر المنقوع، وفي الفارسية تنطق«خوش آب» وتعنى الشراب الحلو أو العصير، أم كلمة «الياميش» هي مصرية الأصل تعود للعصر الفاطمي، وتعني الفاكهة المجففة.

ونقل المصريون عن العثمانيين طريقة إعداد الخشاف، حتى بات المشروب الرسمى لشهر رمضان في مصر وعند حلول آذان المغرب، حيث أغلب العامة يقومون بتناول مشروب الخشاف والتوجه لقيام الصلاة ثم العودة للبدء فى وجبة الإفطار الأساسية.

معظم مكونات الخشاف الحالية لم يعرفها المصريون منذ القدم.. فشهد الطبق تطوراً بمرور الزمن.. كان في البداية مقتصراً على نقع التمر والزبيب وإضافة اللبن عليه.. ثم أضيفت له المكونات الأخرى الأغلى ثمناً نتيجة ازدهار التجارة بين مصر والشام منذ العصر المملوكي.. حيث لم تكن الفواكه المنتجة محلياً في مصر تكفي للتجفيف وبعضها لم يكن يصلح.

وحتى اليوم؛ تعتبر سوريا المورّد الرئيسي لهذه الفواكه المجففة إلى مصر.. وانعكس تضرر الإنتاج الزراعي والصناعي هناك بسبب الحرب الأهلية على الكم المتوافر منها في السوق المصرية وأدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعارها.

غداً قصة طبق جديد....

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved