حكايات من مصر (23).. يعقوب صنوع في مرمى نقد الخديو بسبب مسرحية الضرتان

آخر تحديث: الخميس 6 مايو 2021 - 9:41 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

كان يعقوب صنوع واحدًا من أغرب الشخصيات التي شهدها التاريخ المصرى، عاش حياة غريبة بين حوارى القاهرة وقصورها، وبيوت وشوارع باريس وملاهيها، ودرس اليهودية والنصرانية والإسلام، وأصدر عدداً كبيرًا من الصحف والمجلات فى مصر وباريس، على ما يقول الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي".

وحسب عيسى، ولد يعقوب صنوع لأب يهودي رزئ بفقد الأبناء فنذر إن ولد له ولد آخر ليجعلنه مسلماً حتى يعيش وهكذا جاء يعقوب وعاش فى حواري القاهرة وهوى المسرح والصحافة، وأصدر مجلته الشهيرة "أبو نضارة"، فحمل إسمها وأصبح إسم أبو نضارة أشهر الأسماء فى القاهرة.

وعندما بدأ يمثل أطلق عليه الخديو إسماعيل لقب "موليير مصر" فقرن اسمه باسم الكاتب المسرحى الفرنسى الكبير، وكان الخديو ذو الاتجاهات الأوروبية سعيدًا لأن مصر بها كاتب مسرحى موهوب كيعقوب صنوع.

واستمر الخديو يحتفظ بإعجابه وتقديره لموليير مصر حتى أخطأ يعقوب مرة فقدم مسرحية كانت الفاصلة.

فعلى الرغم من أن الخديو إسماعيل قد تربى في أوروبا وعاش فترة في فرنسا اكسبته اتجاهات متحررة بشكل عام إلا أنه كان مليئا بالمتناقضات.

وبسبب خطأ في التقدير وقع يعقوب في أنشوطة هذه التناقضات فقد قدم فى إحدى الليالى على مسرح قصر عابدين مسرحية اسمها "الضرتان" بناها على أبرز المتاعب التي يعانيها كل من يتزوج باثنتين من صداع فى الرأس وتشتت في الذهن ينتهى بخراب بيته وعقله، وما أن انتهت المسرحية حتى غضب الخديو غضباً شديداً وصاح فى يعقوب:

"يا موليير .. إذا كانت كليتاك لا تحتمل إلا أمراة واحدة.. فما ذنبي أنا وكليتاى تتحملان.. وضحك يعقوب لهذا النقد المسرحي على الطريقة الخديوية".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved