هاني البحيري عن رجاء الجداوي لـ«الشروق»: كانت تسعى دائما لتعليم المصريات الأناقة

آخر تحديث: السبت 6 يونيو 2020 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في عام 1958، فازت بلقب مكلة جمال القطر المصري، ومنذ هذه اللحظة تغير كل شيء، فأصبحت اسم بارز في عالم الأزياء في الوطن العربي، ورائداته، وفي نفس الوقت عرفت طريقها إلى الفن، فتنقلت بين السينما والمسرح، ثم الدراما التلفزيونية، إنها الفنانة رجاء الجداوي، التي ظلت محافظة على أناقتها طيلة سنوات عمرها.

دائماً كانت تبدو في ثياب متناسقة وأنيقة، ربما وضعتها هذه الهيئة في أدوار محدودة في عالم الفن، ولكنها ظلت محبوبة على مدار سنوات من الجماهير، كما أنها عبرت عن شخصيتها في الأساس كعارضة أزياء، حتى عند أداءها لأدوار سيدات فقراء أو من الطبقة المتوسطة، كانت حريصة أن تظهر في شكل متناسق حتى وإن كانت الثياب بسيطة.

هي من مواليد محافظة الإسماعيلية، وانتقلت إلى القاهرة وعاشت مع خالتها الفنانة تحية كاريوكا، والتحقت رجاء الجداوى بمدارس الفرانسيسكان بالقاهرة وتعلمت الفرنسية والإيطالية فى سن مبكرة، وعملت فى قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية، قبل دخولها مجال الأزياء.

وشاركت في أعمال مسرحية مع فرقة تحية كريوكا، وسافرت معها عدة دول عربية مختلفة، وهو ما جمعها بزوجها، الكابتن حسن مختار، أثناء عرض مسرحية في السودان، وظلت رجاء تعمل في كعارضة أزياء حتى منتصف الثمانينيات، ولكنها استمرت على ظهورها الأنيق والمميز في كل أعمالها الفنية.

وقال مصمم الأزياء الشهير هاني البحيري في تصريحات للشروق، إن الجداوي كان لها دور مهم في تطور شكل المرأة المصرية، والحفاظ على صورة المرأة في الأعمال الفنية بالظهور بشكل أنيق.

وأضاف: "السيدة رجاء تعد من رموز الأناقة، بالإضافة لكونها محتفظة بأسلوب الأناقة داخلياً وخارجياً وقد ساهمت في صعود جيل بعد الآخر في مجال الأزياء في مصر".

وتابع: "هي على المستوى الانساني أخت وصديقة وأم وسيدة لكل العصور، وهي كفنانة تعطي كجرعة فن غير طبيعية، وعن الزمن الجميل للفن، وكيف كان يتعامل النجوم الكبار مثل فاتن حمامة وأحمد مظهر وغيرهم، وعند الحديث معاها عن عروض الأزياء تتخضي من أسلوبها، وهي محبة للحياة وللعمل".

وأوضح: "هي أول ملكة جمال للقطن، فهو كان الدهب ذو القيمة وقتها، وكان يمثل ثروة قومية للبلد، وزمان كانوا يقيموا عروض الأزياء الأولى أي التفيذ الأولي لرسمة الموديل كان يتم تنفيذها على قماش قطن سواء البافتة أو العبك وكان يسمى الإتوال أي الفستان قبل تنفيذه على القماش الخاص به، وكانت تعمل مع كبار الأسماء من مصممي الأزياء في مصر والعالم في فرنسا وغيرها.. وقد تواجدت في زمن صعب كان على الفتاة أن تصبر وتنتظر حتى تتعلم وتحصل على مكانتها في هذا المجال".

وأكد البحيري اهتمام رجاء بالأنثى بشكل عام، وهو ما دفعها للحماس نحو الأكاديمية التي يقوم على إعداداها، والمتخصصة في الموضة، وقال: "كانت حريصة على الدعم والمشاركة لأنها كما تحدثت معه تتمنى أن تعلم السيدات والفتايات كيف تكون أنيقة من الخارج ومن الداخل، لأن الجمال بيبدأ من الداخل من طريقة الكلام والأسلوب، كيف يصبحن في شكل جيد في كل حالاتها ومشرقة"، وكانت تقول: "بحب أشوف الست المصرية شيك وأنيقة في أي وقت، في شغلها أو مناسبة معينة أو أمام زوجها، أو في المنزل، وكمان في كلامها ولباقتها، ليس لازم مناسبة أو فرح عشان تكون الست حلوة لما ممكن تكون حلوة دايماً".

وعبر البحيري، عن شعوره بالمسئولية تجاه رجاء الجداوي عندما تعتمد عليه في الظهور بفستان من تصميمه، وكانت تقول: "أنا هلبس على ذوقك.. طول عمري بتدخل مع الديزاينرز لكن مع هاني بسيبله نفسي".

ووجه البحيري الشكر لرجاء الجداوي على مساندتها ووجودها بجواره، وأنه مهما تحدث عنها لن يوفي لها حقها، فهي أولى الحاضرات في عروضه، رغم مكانتها الكبيرة في المجال وأنها تنتمي لجيل العظماء وزمن الأناقة الحقيقي، ويحرص يومياً على الاطمئنان على حالتها الصحية بالتواصل مع صديقتيها دلال عبدالعزيز أو ميرفت أمين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved