إنيو موريكوني.. محطات في حياة عبقري شكل وجدان الملايين بموسيقاه

آخر تحديث: الإثنين 6 يوليه 2020 - 5:24 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بعد عقود قضاها في تقديم مقطوعات موسيقية، معظمها لا يزال عالقا في أذهان الناس، وأيضا الموسيقى التصويرية لأشهر الأفلام العالمية، توفي أسطورة الموسيقى الإيطالي، إنيو موريكوني، في إحدى عيادات العاصمة الإيطالية روما، عن عمر يناهز 91 عامًا، ليثير موجة من الحزن بين جمهوره ومحبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إنيو موريكوني، الموسيقي الحائز على جائزة الأوسكار، يعد صاحب ألحان الموسيقى التصويرية للأفلام الأكثر شهرة في العالم، منها ما أصبح أسطورياً، كموسيقى فيلم "الطيب والشرس والقبيح"، والتي جعلته يحظى بشهرة عالمية، لينطلق بعدها، لتتجاوز أعماله الـ500 فيلم.

 

 

ونرصد في التقرير التالي، أبرز المحطات في حياة "المايسترو" وأسطورة الموسيقى الإيطالي الراحل.

- بداية مبكرة

ولد إنيو في أحد أحياء العاصمة الإيطالية روما، في 10 نوفمبر 1928، لوالد كان يعمل كعازف للبوق، فتعلم على يديه الموسيقى منذ حداثة سنه، وكانت أولى عروض الطفل الصغير بمساعدة والده، بعدما ألف أول مقطوعة موسيقية له في عمر السادسة، ليمهد بأنه طفل معجزة، وفقا لمجلة "المشاهير" العالمية.

- تأثر بالحرب العالمية الثانية

بدأ موريكوني حياته التعليمية، في أوائل العقد الرابع من القرن العشرين، واستمر في مراحل التعليم حتى التحق بالمعهد الموسيقي الإيطالي "الكونسرفتوار"، فتخصص في البوق ودرس التأليف على يد الملحن الشهير جوفريدو بيتراسي، وحصل على شهاداته عام 1954، وخلال فترة طفولته ومراهقته عاصر إنيو أحداث الحرب العالمية الثانية، وهو ما ظهر تأثره بمرارتها وأهوالها في كثير من أعماله الموسيقية.

 

 

- من إيطاليا إلى هوليوود

بحلول عام 1961، قدم المايسترو الإيطالي أولى أعماله السينمائية عن طريق كتابة وتأليف الموسيقى لمخرج دراما الحرب الإيطالية لوتشيانو سالس، في فيلم "الفاشي"، لتبدأ شراكة مثمرة لكليهما استمرت لسنوات، فيما كانت بداية شهرته خلال تعاونه مع المخرج الإيطالي، سيرجيو ليون، فيما عرف وقتها بأفلام الغرب الأمريكي والتي بدأت بالفيلم الشهير "حفنة دولارات".

 

 

وسرعان ما بدأ يذاع صيته عن طريق أعماله التي لاقت إعجاب جماهير عريضة في إيطاليا وخارجها، فبدأ يتعاون على الصعيد الدولي أيضًا، فشارك في عشرات الأفلام مع المخرج الأمريكي مارلون براندو، والفرنسي جورج لوتنر، وفي هوليوود، شارك في مشاريع ترأسها صناع الأفلام كالمخرج الأمريكي دون سيجل وبريان دي بالما وباري ليفنسون ووارن بيتي وأوليفر ستون والبريطاني رولان جوفي.

 

 

- مقطوعات لا تنسى في تاريخ السينما

على مدار سبعة عقود، تعاون فيها مع صناع الأفلام العالميين، قدم المايسترو الإيطالي ألحان الموسيقى التصويرية للأفلام شهيرة، منها ما أصبح أسطورياً، ومنها ما لم ينس في تاريخ السينما، فأنتج رقما قياسيا من معزوفات الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام يعتقد البعض أنه لا يمكن تحطيمه، وفقا لمجلة "المشاهير" العالمية.

 

 

فقد تمكن الموسيقار العالمي من إنتاج نحو 500 مقطوعة موسيقية، و100 عمل كلاسيكي، معظمها لا يزال عالقا في ذاكرة الناس، خاصة تلك التي قدمها في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، والتي بدأت بـ "ثلاثية الدولارات" التي ضمت أفلام "حفنة دولارات" و"لبضع دولارات أكثر" و"الطيب والشرس والقبيح"، وهي الأفلام الثلاث التي شكلت قاعدته للصعود عالمياً، فقد قدم خلالها مقطوعات عالمية وتحفا فنية، صنعت له اسماً لامعاً، وساعدته في متابعة مشاريعه السينمائية الأخرى.

- الأوسكار يصل متأخرًا

رغم أن عمله في السينما وشهرته بدأت منذ الستينيات، إلا أن المايسترو العالمي لم يترشح للأوسكار، سوى في عام 1979، عندما رُشح لأفضل موسيقى تصويرية عن فيلم "أيام السماء" للمخرج الأمريكي تيرنس ماليك، ولكنه لم يفُز بالجائزة، ثم توالت الترشيحات لأربعة مرات عن فيلم "المهمة" للمخرج الإنجليزي رولاند چوفي، وفيلم "من لا يمكن المساس بهم" للمخرج الأمريكي برايان دي پالما، حتى فيلم "مالينا" للمخرج الإيطالي چيوسيپي تورناتوري، عام 2001.

 

 

ولكن، موريكوني لم يفُز بأي من تلك الترشيحات، بالرغم من حصوله على جوائز أخرى عديدة في نفس التوقيت، إلى أن حصل على الأوسكار الشرفي، في عام 2007، عن "مساهماته العظيمة والمتعددة الأوجه لفن موسيقى الأفلام"، كما جاء في وصف الجائزة.

وربما كانت جائزة الأوسكار الشرفي هي مفتاح فوزه بعد طول انتظار بأول أوسكار فعلي، في عام 2016، وهو في عمر الـ 88 عاما، عن الموسيقى التصويرية لفيلم "الثمانية المكروهين" للمخرج الأمريكي كوينتون تارنتينو والممثل صامويل چاكسون، كما فاز في نفس العام أيضاً بجائزة الكرة الذهبية عن نفس الفيلم.

 

 

- مكتبة زاخرة بالجوائز العالمية

بالرغم من تأخر عملاق الموسيقى في الفوز بجائزة الأوسكار، إلا أنه قد نال خلال مشواره الفني الطويل العديد من الجوائز التي لا تقل أهمية عن الأوسكار، والتي تخطى عددها الـ 30 جائزة، ففاز بثلاث جوائز جرامي، وجائزتين من جوائز جولدن جلوب، و5 جوائز "بي أيه أف تى أيه أس"، و10 جوائز من ديفيد دي دوناتيلو، و11 جائزة من ناسترو دارجينتو، وجائزة الأسد الذهبي الفخرية، وجائزة الموسيقى القطبية.

 

 

-تلحين موسيقى كأس العالم

وقدم الموسيقار الإيطالي الشهير موسيقى كأس العالم لكرة القدم 1978، وظل يجوب دول العالم ويقوم بجولات فنية يقود فيها أشهر وأهم عازفي الموسيقى، حتى تجاوز عمر التسعين، كان يقدم فيها مؤلفاته الموسيقية، التي تركت علامات في عالم السينما وصنعت المجد لأفلام باتت من أروع الأفلام في التاريخ.

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved