التاريخ يعيد نفسه.. 75 عاما على ذكرى قصف هيروشيما وخيوط تربطها بانفجار بيروت

آخر تحديث: الخميس 6 أغسطس 2020 - 5:11 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

في مثل هذا اليوم 8 أغسطس من عام 1945 قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مدينتي هيروشيما وناجازاكي مستخدمة قنابل ذرية، ما تسبب في قتل 140 ألفًا من سكان هيروشيما، بينما لقي آخرون مصرعهم جراء الإصابات أو بعض الأمراض الناجمة عن الإشعاع.

وقذفت أمريكا المدينتين اليابانيتين بعد رفضهما تنفيذ إعلان بوتسدام؛ والذي كان ينص على موافقة اليابان تسليمها بشكل كامل دون أي شروط، ولم يكن موقف الرئيس الياباني سوزوكي غير الرفض والتجاهل التام، حتى إنه غض الطرف عن المهلة التي حددها الإعلان.

وكان رد الفعل الأمريكي أدهى وأمر؛ إذ هشمت مدينة هيروشيما بقنبلة ذرية، تبعتها بأخرى أكبر وأعظم لحقت بمدينة ناجازاكي، وقد كان ذلك في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية ولكنها كانت الضربة الذرية الأولى من نوعها في الحرب.

وتسببت القنابل في قتل ما يقرب من 140 ألف ضحية في هيروشيما و80 ألف ببنجازاكي، وكان من بينهم حوالي 20% لقوا حتفهم جراء الحروق وآثار الجروح والأمراض الإشعاعية، إضافة إلى عدد كبير ممن توفوا بسبب سرطان الدم الذي نجم عن الإشعاعات الصادرة من القنابل.

وأدى ذلك إلى اضطرار اليابان لإعلان استسلامها بعد ستة أيام، موقعة وثيقة انسحابها واستسلامها لتنتهي بذلك الحرب في المحيط الهادي ومن ثم تنقضي الحرب العالمية الثانية.

*ما أشبه اليوم بالبارحة

وكأن التاريخ يعيد نفسه، فبعد الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أول أمس الثلاثاء، اليوم تحتفل اليابان بالذكرى الـ 75 لقصف هيروشيما؛ إذ احتفل الناجون وأقاربهم وعدد قليل من الشخصيات الأجنبية بالذكرى السنوية بالصلاة والأغاني والدعوات من أجل السلام العالمي.

كما أقيمت مراسم النصب التذكاري للسلام في هيروشيما دقيقة صمت في الساعة الثامنة صباحًا، وهو الوقت الذي تم فيه تفجير أول سلاح نووي فوق المدينة.

وقال رئيس بلدة هيروشيما كازومي ماتسوي "في السادس من أغسطس 1945، دمرت قنبلة ذرية واحدة مدينتنا. كانت الشائعات في ذلك الوقت تقول إن شيئا لن ينمو هنا لمدة 75 عامًا، لكن هيروشيما تعافت، وأصبحت رمزا للسلام".

وأردف ماتسوي: "يجب ألا نسمح أبدًا لهذا الماضي المؤلم أن يكرر نفسه، يجب على المجتمع المدني أن يتحد ضد كل التهديدات".

وأضاف أنه نظراً لأهمية الذكرى الخامسة والسبعين للقصف، فقد قررت إجراء المراسم بالرغم من انتشار فيروس كورونا لكن مع تطبيق إجراءات احترازية صارمة.

*انفجار بيروت يعادل عشر هيروشيما

وصف خبراء بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن قوة انفجار بيروت يعادل خمس تفجير قنبلة هيروشيما. واسترعى عمود الدخان الملون وقبة الغاز الهائلة انتباه الخبراء.

وتسبب انفجار مرفأ بيروت في موجة انفجارية هائلة طالت عنان السماء، تشابهت في شكلها مع تلك الموجة الانفجارية التي خلفتها قنبلة هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، في وقت لجأ فيه البعض للبحث في نقاط التشابه بين الانفجارين، فعشية الذكرى الـ 75 لإلقاء القنبلة الأمريكية المميتة، عاش لبنان تجربة مشابهة، وهناك أوجه تشابه بين انفجار مرفأ بيروت الذي سببه حوالي 2750 طناً من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة بمستودع في المرفأ، بحسب رئيس الوزراء اللبناني، والقنبلة التي أسقطها الجيش الأمريكي على هيروشيما.

وشبهت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية انفجار بيروت بانفجار قنبلة نووية، بلغ طول القنبلة الذرية، أو «الولد الصغير»، كما وصفتها الولايات الأمريكية، ثلاثة أمتار، وقطرها 71 سنتيمترًا، وكتلتها أربعة آلاف كيلوجرام. واحتوت القنبلة على 46 كيلوجراماً من اليورانيوم.

أما انفجار بيروت، فقد بلغت كمية مادة نيترات الأمونيوم التي سببت بالانفجار الذي أعقب الحريق حوالي 2750 طناً، أي ما يعادل حوالي 600 أو800 أطنان من مادة ثلاثي نترو التولوين الـ"تي إن تي".

ودمرت قنبلة هيروشيما حوالي 90% من منشآت المدينة، كما فقدت 80 ألف شخص، وجرح 90 ألفا آخرون، بينما بقي أغلبية الناجين بلا مأوى.

واستغرقت القنبلة 57 ثانية، لتسقط من الطائرة وتصل إلى الارتفاع الذي انفجرت فيه. وعادلت قوة الانفجار حوالي 13 طناً من مادة ثلاثي نترو التولوين الـ«تي إن تي»، وبلغ نصف قطر دائرة الدمار نحو 1.6 كم.

وانتشرت الحرائق في أنحاء مختلفة من مدينة هيروشيما على مساحة 11 كيلومتراً مكعباً تقريباً. وتشير التقديرات الأمريكية إلى تدمير 12 كيلومترا مكعبا من مساحة المدينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved