أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت من المصريين يروون تفاصيل المكالمات الأخيرة لهم

آخر تحديث: الخميس 6 أغسطس 2020 - 1:34 م بتوقيت القاهرة

علاء شبل

ينتظر أهالي قرية بنا أبو صير بمركز سمنود في محافظة الغربية، وصول جثامين أبناء القرية الثلاثة الذين لقوا مصرعهم في انفجار ميناء بيروت؛ لتشييعهم إلى مثواهم الأخير، بينما يترقبون أخبار المفقود الرابع من أهل القرية الذي يعمل أكثر من 300 من أبنائها في بيروت.

وقال عبدالمحسن أبو قصبة، والد إبراهيم أحد الضحايا، إنه يعمل باليومية ووالدته بائعة خضروات ولديه بنتان، ساعده إبراهيم في زواج إحداهما لأنه كان "السند"، مشيرا إلى أن ابنه سافر إلى لبنان منذ 3 سنوات بحثا عن لقمة العيش، وكان هدفه مساعدته في تربية شقيقاته البنات والإنفاق على الأسرة.

وأضاف أبو قصبة، لـ"الشروق"، أن ابنه كان بارا بوالديه ودائم العون لهم، وآخر مرة حدثه كانت قبل التفجير بساعتين، قائلا: "المكالمة كانت عبارة عن هزار وضحك، وطلب مني أبحث له عن عروسة علشان يتجوز، وقال لي خاللي الموضوع سر بينا وماتعرفش أمي علشان هعملها مفاجأة، وأغلقت الهاتف وتفاجأت في نشرة التاسعة بالخبر، وحاولت الاتصال به ولكن دون رد حتى تواصلت مع أقاربه هناك، وأكدوا لي خبر وفاته في التفجير، ووقع الخبر علينا جميعا كالصاعقة، ودخلت أمه في غيبوبة وهيستيريا بكاء وعويل".

وقالت ماجدة، شقيقة إبراهيم وهي منهارة في البكاء: "ماكنش حد بيسأل عليا غيره، كان دائما يقول لي محتاجة إيه أنت وبنتك، آخر مرة كلمني كان أول يوم العيد علشان يعيد عليا، وهزر معايا كعادته وألح علي أن أطلب ما أريد، وقال لي إحنا مالناش غير بعض".

وقال محمد، شقيق رشدي الجمل أحد الضحايا، إن شقيقه شاب عمره 24 سنة، ومستقر منذ 12 عاما مع أخوه للعمل في لبنان، حيث إنه تعود العمل منذ صغره والجميع يشهد له بالرجولة والشهامة والاعتماد على النفس.

وأضاف، أنهم 5 أخوات ولاد يساعد كل منهم الآخر في الجواز وبناء البيت، وأن والدته مازالت لا تعرف بخبر موته حتى الآن، وأنهم قرروا عدم إخبارها حتى قبل وصول الجثمان بوقت قليل حتى لا تعاني مرارتيّ موت ابنها الحبيب والانتظار.

وناشد شقيق رشدي، السلطات، بسرعة الانتهاء من إجراءات إرسال الجثمان، مشيرا إلى أنهم علموا خبر استشهاده من أخوه التاني الموجود معه في لبنان.

وأضاف حامد حمودة، أحد أهالي القرية، أنه جار الانتهاء من كل الإجراءات القانونية اللازمة لوصول الجثامين، لافتا إلى أنه من المرجح أن تنقل الجثامين في طائرة المساعدات المصرية عند عودتها إلى مصر، اليوم الخميس أو غدا الجمعة، إذا تم الانتهاء من الإجراءات لتشييعها إلى مثواها الأخير بمسقط رأسهم في قربة بنا أبو صير.

وتابع حمودة أنه حتى الآن لم يتم الاستدلال على الشخص الرابع المفقود ويدعى "إسماعيل شحاته"، البالغ من العمر 45 عاما، ومتزوج ولديه طفلان، وتم الإعلان عن أسماء المتوفين في حادث الانفجار وهم (رشدي أحمد الجمل، وعلي إسماعيل السيد شحاته، وإبراهيم أبو قبصة).

وأكمل أن هؤلاء الشباب سافروا للعمل في لبنان ضمن عدد كبير من أبناء القرية، وعندما علمت أسرهم بخبر الانفجار انقطعت أخبارهم وعلموا من خلال بيان الخارجية بوفاتهم وفقدان الرابع.

وناشد الأهالي، جميع الجهات المعنية، بسرعة الانتهاء من إجراءات نقل الجثامين إلى مسقط رأسهم لدفنها في مقابر قرية بنا أبوصير بسمنود.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved