من داخل لبنان.. مصريون لـ«الشروق»: الانفجار كان فيلم رعب لم تنتجه السينما العالمية بعد

آخر تحديث: الخميس 6 أغسطس 2020 - 11:26 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

"اعتداء من الطيران الإسرائيلي على لبنان"، كان هذا الاعتقاد الذي راود المواطن المصري "أحمد عبدالغني" الذي يقطن بالقرب من المرفأ البحري للعاصمة اللبنانية بيروت، فور سماعه الانفجار للوهلة الأولى، لكن الكارثة كانت أقوى بكثير من مجرد قصف جوي.

يروي عبدالغني، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، لحظات الرعب التي عاشها في البناية القريبة من الانفجار بشارعين، برفقة أحد المصريين هناك: "كنت نايم في الشقة، وفجأة حسيت بزلزال كبير هزني، وسمعت صوت رهيب جدا كأنه آلة حفر، بعدها اتفزعت وصحيت من النوم".

وتابع: "افتكرنا وقتها إن إسرائيل بتضرب لبنان، وقولت لزميلي المصري في السكن (يلا نسيب البيت ونهرب؛ علشان هيقع علينا)، وفعلا نزلنا الشارع".

لم يكن يعلم عبدالغني، أحد الشبان العاملين في المهن الحرة، أن التفجيرين اللذان قضيا على أغلب معالم العاصمة بيروت، يوم الثلاثاء، قد وقعا بسبب شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم شديد الانفجار، ظلت مخزنة بأحد مستودعات المرفأ على مدار 7 سنوات، لتترك وراءها أكثر من 135 قتيلا و5000 جريح، حسبما أعلنه مدير عام الصحة اللبنانية، يوم الأربعاء.

يصف عبدالغني المشهد فور نزوله الشارع بـ"المرعب"، حيث وجد المواطنين في حالة من الرعب والصراخ، بينما تهشم كل زجاج النوافذ، وكانت سيارات الإسعاف تهرول بسرعة كبيرة في الشوارع لنقل المصابين: "بيروت بالكامل دخلت في حالة طوارئ، وكان صوت الإسعاف مرعب جدا، لكن الحمد لله كنت بعيد عن اتجاه الموجة الانفجارية، والشارع اللي ساكن فيه لم يتضرر كثيرا".

وأضاف: "التقطت بعض الفيديوهات المصورة لآثار الانفجار في المبنى الذي أسكن فيه، وساعدت بعض الجيران على لملمة الزجاج من منازلهم، من الجيد أن محال السوبر ماركت مفتوحة الآن فقط لسد الاحتياجات الغذائية، لكن بشكل عام يعاني المصريون بشدة نتيجة انهيار الاقتصاد اللبناني ويريدون العودة، أما أنا فأستطيع العيش لامتلاك راتب بالدولار".

كان المشهد قاسيا في لبنان، فالنيران لم تنطفئ في المرفأ لساعات طويلة رغم جهود الإطفاء الجوي، وحتى الآن قتل 3 مصريين كانوا في محيط الحادث، حسبما أعلنت السفارة المصرية في بيروت، أمس الأربعاء.

مشهد آخر ترويه روان مجدي، لـ"الشروق"، وهي شابة مصرية تقطن في بيروت برفقة ذويها: "أنا بخير الحمد لله وكنت بعيدة قليلا عن موقع الانفجار، لكن المشهد مهيب، والانفجار مرعب وضخم، لقد شعرنا به، وتهدمت بعض المنازل القديمة، المحزن أن المسعفين كانوا ينقلون المرضى لمستشفيات طرابلس التي تبعد ما يقرب من ساعة ونصف عن موقع الانفجار؛ لعدم كفاية القدرة الاستيعابية لمستشفيات بيروت".

وتضيف: "الحمد لله أن نصف ضغط الانفجار ذهب إلى البحر، وإلا كانت بيروت تهدمت فوق رؤوسنا بالكامل، لكن مع ذلك فقد مواطنون كثيرون منازلهم؛ ما دفع بعض السكان لفتح بيوتهم لاستقبال من لا مأوى لهم".

أما الشاب أسامة هشام، فكان في محل عمله بمنطقة الزلقا، وقت وقوع الانفجار: "كنت خارج من محل عملي، وعلى الرغم من بعده عن الانفجار، إلا أن الجميع شعر به، والمحال كلها تكسرت، والناس خرجت من بيوتها مفزوعة بتبكي وتصرخ.. كان الفزع كبير عبارة عن زلزال، والكهرباء اتقطعت وبعدين سمعنا انفجار قوي جدا".

مشهد مرعب آخر يرويه أيمن عبدالغني، لـ"الشروق"، أحد المصريين العاملين في مجال التعليم والتعليق الصوتي: "المشهد كان مرعبا وفوق الاحتمال، كنت متواجدا في أحد استوديوهات تسجيل الصوت في منطقة الحمرا القريبة من موقع الانفجار، وشعرنا باهتزاز قوي، وعندما نظرنا إلى النافذة وجدنا المرفأ مدمر بالكامل، وسماء بيروت يغطيها الدخان، وتوقعنا وقتها أن الطيران الإسرائيلي يقصف بيروت، أنا لا أقدر على وصف المشهد، لقد بدى وكأنه فيلم رعب لم تنتجه السينما العالمية بعد".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved