صاحبة «الاكتشاف الحلم» تروي لـ«الشروق» كواليس العثور على تابوت وزير الخزانة في عهد رمسيس الثاني

آخر تحديث: الخميس 6 أكتوبر 2022 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة لكلية الآثار، جامعة القاهرة برئاسة الدكتورة علا العجيزي، في الكشف عن تابوت من حجر الجرانيت الوردي لـ"بتاح-إم-ويا"، أحد كبار رجال الدولة، والذي كان يحمل ألقابا إدارية هامة في عهد الملك رمسيس الثاني.

وتمكنت البعثة المصرية في العام الماضي من الكشف عن المقبرة الخاصة لـ بتاح-إم-ويا وزير الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، ومع استمرار أعمال الحفائر خلال الموسم الحالي، استطاعت البعثة العثور داخل المقبرة على تابوت من حجر الجرانيت الوردي، مغطى بالنصوص التي تذكر اسم صاحبه بتاح-إم-ويا.

ووصفت صحيفة الجاريان البريطانية هذا الكشف الأثري بـ"الاكتشاف الحلم بالغ الأهمية" لما يمثله من إضافة سطور جديدة إلى التاريخ المصري.


صاحبة هذا الاكتشاف هي الدكتورة علا العجيزي، الأستاذة الفخرية بكلية الآثار بجامعة القاهرة ورئيسة البعثة، تروي لـ "الشروق" كواليس اكتشاف مقبرة وتابوت "بتاح إم ويا"، وما تمثله من أهمية تاريخية جعلت كبرى الصحف البريطانية تسلط الضوء عليه.

ما أهمية الاكتشاف؟

وتقول الدكتورة علا العجيزي، إن أهمية اكتشاف المقبرة تأتي في إضافة سطور جديدة إلى التاريخ المصري، وكتابة معلومات لم تكن موجودة قبل ذلك عن شخصيات مصرية مهمة.

وبحسب العجيزي، سيجذب اكتشاف تابوب "بتاح إم ويا" الأجانب المهتمين بالآثار نحو مصر، خصوصًا أن هناك قطعًا أثرية مصرية موجودة خارج البلاد، وينقصها بعض المعلومات التي تكملها قطع أثرية أخرى مشابهة لها في مصر، لذلك عندما يحدث كشف جديد في مصر، يتسابق الأجانب للتعرف عليه لمعرفة المزيد من المعلومات الجديدة عن القطع الأثرية التي في حوزتهم.

التابوت الذي تم اكتشافه له غطاء على شكل آدمي يصور وجه المتوفى صاحب المقبرة محلى بالذقن المستعار، ويقبض صاحب التابوت في يديه المضمومتان على الصدر على رموز خاصة للإله أوزير والربة إيزيس، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الآثار.

وشغل "بتاح إم ويا" صاحب التابوت مناصب هامة وخاصة بإدارة المعبد الجنائزي للملك رمسيس الثاني، ومن هذه المناصب الكاتب الملكي، وكبير المشرفين على المواشي ورئيس الخزانة في معبد الملك رمسيس في أملاك آمون والمسؤول عن القرابين الإلهية لجميع آلهة مصر العليا والسفلى.

تابوت دون مومياء

وتقول العجيزي، إن فريق العمل عثر على التابوت دون مومياء وزير الخزانة، مضيفة أن البعثة المصرية وجدت كسرًا في التابوت هو ما يشير إلى أن المقبرة قد تعرضت للسرقة في العصور السابقة، ويمكن أن اكتشاف التابوت يمكن أن يقود إلى مزيد من الاكتشافات للشخصيات التي حكمت مصر، طبقًا لعالمة الآثار.

وإلى جانب التابوت، وجدت البعثة المصرية في سقارة ألقاب "بتاح إم ويا" الواردة في الكتابة الهيروغليفية والتي تؤكد قربه من الملك، ما يثبت أنه كان له بحسب حديث العجيزي "دور مهم للغاية في الإدارة في ذلك الوقت".

وعثرت العجيزي، على التابوت في حجرة الدفن الرئيسية داخل المقبرة، والتي تقول عنها أستاذة الآثار إن الغرفة كان بها جزء علوي من عمود يشير إلى حجرة الدفن، وكان العمود على ارتفاع 8 أمتار، وهو ارتفاع عميق جدًا تتطلب حفر كمية كبيرة من الرمال على نفس العمق، وذلك باستخدام دلو متصل برافعة حبل يدوية، أمسكت بها العجيزي لتنطلق نحو الأسفل وتكتشف التابوت الأثري لبتاح إم ويا وزير الخزانة في عهد رمسيس الثاني.

بعد الانتهاء، عملت البعثة المصرية على حماية التابوت الأثري بسقف خشبي "لازم يكون لها حماية من الشمس والمياه"، ثم باشرت ترميم القطع الأثرية الأخرى والأعمدة المحطم بعض أجزائها، ومن المتوقع بحسب العجيزي أن تتحول المقبرة إلى مزار ومقصد سياحي.

قامت العجيزي بهذا العمل مع فريق مكون من 10 أعضاء فنيين وإدارييين وعلماء آثار، بالإضافة إلى عمال الحفريات الذين يعملون بأجر يومي مع البعثات الخاصة باستكشاف الآثار في منطقة سقارة.

وتأمل العجيزي، أن تترجم هذه الأعمال إلى مواد تاريخية تدرس للطلبة والطالبات، ليتمكنوا من قراءة التاريخ المصري بعمق بدلًا من "السطحية" الطاغية على المناهج الحالية فتقول "اهتمامنا بالتاريخ أقل من الأجانب، وأدعوا أن تكون هناك مادة للحضارة المصرية تدرس في الكليات".

وفي ختام حديثها للشروق، تتطلع العجيزي لإيجاد حلول تمويلية لأعمال الحفائر المصرية، لتمكينهم من استخراج الآثار فتقول: "بالرغم من إننا بنحقق نتائج جيدة، لكن بنشتغل بإمكانيات بدائية جدا، وتكاليف قليلة مقارنة بالتكاليف والإمكانيات الخاصة بالبعثات الأجنبية، فأتمنى يكون فيه جميعات تمول اكتشاف الأثار عشان نقدر ننجز أعمالنا أقل جهد ووقت".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved