«اللبة السيناوية» وشاي الشيخ حسب الله.. ذكريات أبطال مصر في حرب أكتوبر

آخر تحديث: الخميس 6 أكتوبر 2022 - 3:45 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

نحتفل اليوم (6 أكتوبر) بأحد أعزّ الذكريات في صفحات التاريخ المصري، حيث يكون قد اكتمل مرور 49 عاما على النصر العسكري المٌعجِز الذي حققته القوات المسلحة المصرية ، وردت الكرامة المصرية، وقدم أبطال مصر ملحمة خالدة، ليتحقق أول نصر للعرب منذ قرون، ويصبح للأمة درع وسيف، كما قال الرئيس أنور السادات في خطاب النصر الذي ألقاه تحت قبة البرلمان.

ولم تكن تلك الملحمة العسكرية ببعيدة عن ذكريات إنسانية ذات تأثير عميق، وبخاصة إن كانت وقائعها دارت في أشد اللحظات والأماكن حساسية "خلف خطوط العدو" ذاك العنوان الذي روى اللواء أسامة المندوه تجربته في تلك المعركة التاريخية، ووثقها الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، ونشرتها دار الشروق في 2016.

يقول المندوه: "لم يصمد التعيين الجاف طويلًا فور انتهائه اعتمدنا في تحضير الإفطار الرمضاني على جوال الدقيق وعلب الصلصة التي أحضرها لنا الشيخ حسب الله، الذي كان يغيب عنا طوال النهار ويعود إلينا قبيل المغرب لاعتبارات مرتبطة بحسه الأمني العالي".

ويضيف:" كنا نشاهده من نقطة الملاحظة المشرفة على كل طرق الاقتراب إلى «المجموعة لطفي» وهو يقترب من الوادي في اتجاه المكان، التي تم تشوين الدقيق والصلصة وكمية محدودة من المياه بها".

وبتابع: "بمجرد رؤيتنا له وهو يجمع الحطب نبادر بالهبوط إلى الوادي كان ذلك هو الطابور اليومي لي والعريف فتحي عبد الهادي؛ للتدريب على السير والحفاظ على ما لدينا من لياقة بدنية."‏

ويكمل: "يتجمع ثلاثتنا عند الموقع الذي خزنَّا فيه الدقيق، يلقانا الشيخ حسب الله مبتسما يقول مداعبًا: «هو انتم لسه ما اتقبضش عليكم للحين؟»؛ فنضحك، ثم يشرع على الفور في إعداد وجبة الإفطار يشعل النار في الحطب الناشف الذي جمعه من الوادي".

وعن تفاصيل وجبة الطعام، يحكي المندوه: خلال إتمام عملية الإشعال يكون قد جهز عجينة الفطيرة (يسميها بدو سيناء «اللبة» التي سيتم تسويتها على النار. يستكمل الشيخ حسب الله، إعداد الإفطار الرمضاني بوضع قليل من الماء على النار في إناء صغير، ويسقط فيه علبة صلصة صغيرة وبعض الملح يقسم الفطيرة إلى ثلاثة أجزاء، ويسأل السؤال التقليدي: «نفت ولا نغمس؟» وهو يعلم إجابتي مسبقًا: أثناء تناول الوجبة الوحيدة التي تدخل جوفنا خلال الـ٢٤ ساعة، تكون المياه التي وضعناها على النار لعمل الشاي قد أوشكت على الغليان. ينتهي الأمر بأن يشرب كل منا كوبًا من الشاي بعد تناول نصيبه من «اللبة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved