ذكرى انتصار أكتوبر.. المقدم طيار وصفي بشارة: الضربة الأولى للقوات الجوية شلَّت العدو وقضت على الذراع الطولية لإسرائيل

آخر تحديث: الخميس 6 أكتوبر 2022 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

أحمد عجاج

التدريبات الشاقة لمدة 6 سنوات قادتنا للنجاح فى حرب أكتوبر
البطل الحقيقى للحرب هم الجنود والشهداء من أبناء مصر.. وفتيات الشرقية قدمن تضحية لا مثيل لها‏

سجلت القوات الجوية المصرية بطولات لا تنسى رغم مرور 49 عامًا على حرب السادس من أكتوبر عام 1973، لتنجح فى النهاية فى ‏قهر العدو الإسرائيلى والانتقام من هزيمة يونيو 1967 وتحرير الأرض، لتكتب فى تاريخها أعظم الانتصارات الحربية فى العصر ‏الحديث بفضل تضحيات المصريين جنودا ومدنيين.‏
ويروى المقدم طيار وصفى بشارة بحرب 1973، بطولات القوات الجوية فى حرب أكتوبر وما تعرضت له فى يونيو 1967، موضحا أن القوات الجوية كانت الأكثر تضررا فى يونيو 1967 ‏بعد نجاح طائرات العدو فى تجاوز الرادارات الأرضية حيث كانت تطير على ارتفاعات منخفضة وضربت المطارات وممرات ‏الإقلاع، لتشل حركة الطيارين وتمنعهم من الطيران، ثم جاءت الموجة الثانية وقصفت الطائرات بدون إنذار. ‎
وأضاف بشارة لـ«الشروق»: فى هذا اليوم ولّد بداخلنا رغبة الانتقام من العدو، الذى باغتنا فى غفلة من الزمن، واحتل جزءًا غاليًا من أرضنا، ‏وفى اليوم الثانى للهزيمة ذهب الطيارون المصريون إلى الجزائر، التى أمدتنا بأسطول من طائرات «الميج 21»، وتم عمل جسر جوى مع الاتحاد السوفيتى الذى أرسل لنا طائرات مفككة، قمنا بتجميعها فى مصانعنا، وتم تكوين مجموعتين فى ‏إنشاص والمنصورة، لنبدأ رحلة الثأر بداية من حرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر 1973، ما رفع الروح المعنوية لدى شباب ‏الطيارين ورجال القوات المسلحة‎.‎
وتابع: «شاركت فى الضربة الجوية الأولى التى حققت أهدافها، إذ قامت بضرب المطارات والمقرات الإدارية والنقط الحصينة ‏وتدمير مواقع الصواريخ «السكاى هوك»، ومخازن السلاح ومحطات الوقود ومراكز الملاحظة، وبعد الضربة الجوية قمنا بحماية ‏القوات الأرضية للجيش الثالث خلال العبور، واعتراض أى طائرة للعدو الإسرائيلى ومنعها من الاقتراب لشاطئ قناة السويس أو ‏الموجات الأولى للعبور وعندما حدثت الثغرة أسقط السرب 49 وحدة، و12 طائرة للعدو الإسرائيلى، واستشهد 3 طيارين».
ونوه بأن نجاح المهمة كان نتاج تدريب شاق استمر ٦ سنوات، وتمكنت القوات المصرية خلال تلك الفترة من تطوير كل ‏التكتيكات القتالية الروسية التى اعتمدت على ارتفاعات عالية فى المواجهات القتالية، حتى استطاعت بالتدريب تمكين 300 طيار ‏مصرى من الارتفاعات المنخفضة‎.‎
وعن أولى الطلعات فوق المنطقة الجنوبية لقناة السويس، قال: «تركزت مهمتى على حماية المقاتلات القاذفة خلال العبور الأول للقناة، ‏وكان هدفنا ضرب محطات الصواريخ للعدو والمواقع الخاصة باتصالات القوات الإسرائيلية تمهيدا لعزلها وانطلاق العبور»، متابعا: ‏‏«حين عادت القوات الجوية تنفست الصعداء وجاءت بشائر النصر بنجاح القوات دون خسائر‏».
وأضاف: «نجحت مع فريقى بـ ١٢ طائرة فى التصدى لقوات العدو، وتمكنا من حماية قواتنا العائدة من سماء سيناء، وشكلنا عقبة ‏كبيرة أمام طائرات العدو التى اضطرت للتوقف عن القذف فى العمق، فضلا عن منع هجمات العدو والتصدى للثغرة، مشيرا إلى إحدى البطولات ‏الخالدة للطيار الشهيد سليمان ضيف الله، حيث قام أثناء الثغرة بحماية الطائرات القاذفة، ورغم إصابة طائرته رفض تركهم حتى ‏قاموا بمهمتهم فى الاشتباك، وعادوا سالمين واستشهد عقب اطمئنانه عليهم واكتمال مهمته‎.‎
وأردف فى اليوم الأول للحرب غاب نشاط القوات المعادية، وواصلنا مهمتنا فى سيناء حتى الرابع والعشرين من أكتوبر، ففى الثانية ‏والنصف استعديت فى ثلاث دقائق وتوليت قيادة التشكيل الرباعى من «طائرات الميج ٢١».‎
وتابع «بدأ الاشتباك فور عودة القوات الجوية المصرية من تنفيذ مهامها بعزل القوات الإسرائيلية على الجبهة، حيث ظلت قوات العدو ‏فى حالة ارتباك من أثر نجاح الضربة الأولى، وقادهم الاندفاع إلى خسارة ١٢ طائرة‎».
وحكى المقدم وصفى بشارة، قصة المهندس العبقرى صبحى الطويل الذى طور خزانات الوقود لمقاتلات مج ٢١، حيث نجح فى ‏مضاعفة وقت اشتباكات الطيران للقوات الجوية من ٣٠ دقيقة إلى ٦٠ دقيقة بإضافة خزان للوقود من ٥٠٠ لتر إلى ٨٠٠ لتر حيث ‏مكن النسور من قطع الذراع الطويلة للعدو‎».
وشدد وصفى، على أن البطل الحقيقى للحرب هم الجنود والشهداء من أبناء مصر، الذين امتلكوا عزيمة قتالية تفوق الوصف، لافتا إلى أن تعاون كافة التشكيلات القتالية مكن القوات الجوية من السيطرة على الحرب ومنع العدو من الدخول ‏إلى العمق المصرى.‏
وتابع: «من التضحيات الحقيقية التى لا تُنسى أبدًا فهى للفتيات الصغيرات من قرى الشرقية وأبوحماد والسنبلاوين هذه القرى كان ‏أغلب رجالها فى الخدمة بالقوات المسلحة، وعندما بدأنا فى بناء دشم الطائرات ومواقع الصواريخ كان يحضر للموقع يوميًا عشرات ‏الفتيات، أعمارهن تتراوح بين 16 و21 عامًا يحملن القصعة ويرفعن مواد البناء خلف العمال، وأثناء قصف إسرائيل لهذه المواقع كانت ‏تسقط الفتيات شهداء جنبًا إلى جنب مع العمال من الرجال، فالحرب لم تفرق بين أحد منهم، ورغم سقوط العشرات نجدهم فى ‏اليوم الثانى يحضرن لاستكمال العمل».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved