هل تندلع حرب جديدة فى الخليج؟

آخر تحديث: الخميس 7 يناير 2016 - 10:40 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد أبوالمجد:

• محلل أمريكى: المواجهة العسكرية أسوأ سيناريو لكنى لا أتوقع حدوثه.. وآخر: حرب جديدة بالمنطقة لمدة 30 عامًا

• محلل إسرائيلى يتوقع اغتيال طهران لشخصية سعودية بارزة.. الصحف البريطانية تدعم السعودية.. والأمريكية تدعم إيران
أثارت الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجانب السعودى ــ الخليجى والجانب الإيرانى، التى اشتعلت إثر إعدام الرياض الشيخ الشيعى نمر النمر، العديد من التساؤلات حول مدى تفاقم الصراع السنى ــ الشيعى وتأثيره على مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع حول احتمالية نشوب حرب خليجية ثالثة فى القرن 21، وموقع دول الغرب من النزاع الحالى.

وتباينت آراء المراقبين الاستراتيجيين حول احتمالية تفاقم الأزمة الدبلوماسية، حيث توقع البعض استمرار الحرب الباردة بين الرياض وطهران على نفس الوتيرة مستبعدين قيام حرب عسكرية، بينما رأى آخرون أن أسوأ سيناريو يمكن أن تصل له الدولتان هو مواجهة عسكرية صريحة فى منطقة الخليج.

ووفقا لما نقلته شبكة «سى إن إن» الأمريكية، قال المحلل العسكرى ريك فرانكونا إن ما يحدث حاليا هو معركة دبلوماسية كبيرة بين السعودية وإيران، مشيرا إلى أن «أسوأ سيناريو يمكن أن تتطور إليه الأمور هو مواجهة عسكرية فى منطقة الخليج».

وأضاف فرانكونا: «شخصيا لا أرى أن ذلك يمكن أن يحصل، إلا أنه يمكن رؤية الإشارات بأن المسألة أصبحت بين السنة والشيعة»، لافتا إلى أن ردود أفعال دول الخليج والسودان تجاه طهران، يشير إلى «أزمة دبلوماسية كبيرة نأمل أن تبقى على وضعها وألا تتطور».

بينما رأى المحلل الأمنى والمخابراتى بوب بير إن التوتر بين السعودية وإيران «لن يحل بالطرق الدبلوماسية المحضة»، مضيفا أن «ما يجرى هو حربا جديدة لمدة 30 عاما، وسنعيش خلال هذه الأحداث لعقود من الزمن، فلا يوجد حل سهل وبسيط، ولا يوجد حل دبلوماسى محض لذلك»، حسب ما نقلته «سى إن إن».

وكانت السعودية أعدمت 47 شخصا بتهمة الإرهاب، من بينهم الشيخ الشيعى البارز نمر باقر النمر، وهو ما أدى بدوره لاحتقان الشيعة فى إيران لدرجة وصلت إلى حرق مقار دبلوماسية سعودية فى طهران، لتشتعل الأزمة الدبلوماسية الأسوأ بين الدولتين منذ عام 1980، وتنضم بعد ذلك دول الخليج بقطع العلاقات وتخفيض التمثيل الدبلوماسى.

وفى سياق متصل، قال الباحث الإسرائيلى فى شئون الشرق الأوسط بمركز دراسات مكافحة الإرهاب، مايكل باراك، إن «السعودية تعدت خطا أحمر بإعدام النمر، وهو ما اعتبرته إيران إهانة لها»، لافتا إلى أن طهران حذرت مرات عديدة من إعدام رجال الدين الشيعة، ولكن الرياض كانت مصممة على الحد من الإرهاب الإيرانى.

وأضاف باراك أن «إعدام النمر هو بمثابة إعلان الحرب على طهران»، متوقعا أن ترد إيران فى المستقبل القريب من خلال «اغتيال شخصية سعودية بارزة على درجة سفير» على الأقل، أو «إعدام عددا من شيوخ الأقلية السنة فى أراضيها كنوع من الانتقام»، مشيرا إلى أن طهران قد تلجأ أيضا لرفع عدد الهجمات فى اليمن ضد السعوديين من خلال جماعة الحوثيين.

وعلى الجانب الآخر، تباينت مواقف الصحف الغربية حول اتجاهات بلادها فى الأزمة الدبلوماسية الأكبر فى الشرق الأوسط، حيث تدفع بعض وسائل الإعلام واشنطن إلى التحيز إلى الجانب الإيرانى، بينما أشارت صحف بريطانية أن لندن عليها أن تدعم الرياض فى مواجهة طهران.

وقالت صحيفة«تليجراف» البريطانية، إن كل محاولات رأب الصدع بين القوتين العربيتين ستكون غير مجدية، موجها حديثه للحكومة فى لندن:«إن تحسين العلاقات مع طهران قد يكون خطوة دبلوماسية جيدة، لكن حين نفكر بالدفاع عن مصالحنا فإن الخيار الأكثر صوابا هو البقاء إلى جانب الحلفاء المجربين كالسعودية».

بينما قالت مجلة«بوليتيكو» الأمريكية إنه لا ينبغى على الولايات المتحدة أن تنحاز فى حرب الوكالة بين طهران والرياض، ولكن حقيقة الأمر أن«مصالح واشنطن تتماشى أكثر مع إيران»، مؤكدة أن الحكومة الأمريكية«يجب ألا تختار التحالف مع السعودية».

وحول وجهة النظر ذاتها، قالت شبكة«بلومبرج» الأمريكية، إن واشنطن تميل أكثر نحو طهران فى الصراع الدبلوماسى الذى يجرى حاليا، وذلك رغم محاولات السياسيين الأمريكيين فى عدم توضيح انحيازهم، لافتة إلى أن«الرسالة السعودية باتت أوضح الآن، فإذا لم تعاقب واشنطن طهران، ستقوم الرياض بذلك».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved