مساعد وزير الخارجية الأمريكي: سياسة واشنطن تجاه الجزائر ثابتة ومستقرة

آخر تحديث: الخميس 7 يناير 2021 - 9:27 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكد ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، اليوم الخميس، أن سياسة الادارة الامريكية ثابتة فيما يخص منطقة شمال إفريقيا، خاصة بالنسبة للجزائر التي تلعب دورا مهما ومثمرا في القارة.

وقال شينكر، في مؤتمر صحفي بالجزائر العاصمة اليوم، إنه "بالرغم من أن كل ادارة أمريكية لها صلاحيات تختلف من واحدة الى اخرى غير أنها ثابتة ومستقرة فيما يخص بالسياسيات التي تتعلق بشمال إفريقيا خاصة بالنسبة للجزائر".

وأضاف أن "الإدارات الامريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية او ديمقراطية أسهمت كلها في تعزيز العلاقات مع الجزائر"، مشيرا إلى الشراكة والتعاون الاستراتيجي مع الجزائر خاصة في المجال الاقتصادي، مذكرا بعمق العلاقات التاريخية الامريكية الجزائرية التي تعود الى خمسينيات القرن الماضي حين أعلن جون كيندي في خطاب له عام 1957 بمجلس الشيوخ الامريكي عن دعمه لاستقلال الجزائر.

وأشار إلى التعاون الدبلوماسي بين البلدين، حيث ساهمت الدبلوماسية الجزائرية في إطلاق سراح 52 دبلوماسيا أمريكيا بعد 444 يوما من احتجازهم كرهائن لدى ايران، منذ حوالي 40 عاما.

وقال إن "واشنطن عملت مع الجزائر للمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب الاثيوبية- الإريتيرية عام 2000، كما دعمت الدور الريادي للجزائر في إبرام اتفاق السلم والمصالحة بمالي المنبثق عن مسار الجزائر في 2015".

ووصف شينكر، العلاقات الجزائرية الأمريكية في المجال الاقتصادي بأنها مثمرة للجانبين، متوقعا ان تواصل الادارة الجديدة المنتخبة بقيادة جو بايدن على نفس النهج.

وأكد أن التغيرات التي طرأت على مستوى القوانين الاقتصادية في الجزائر تجعلها أكثر استقطابا وجاذبية للاستثمار الأجنبي، مضيفا "نحن نسعى اليوم للعمل أكثر من أجل تعزيز الاستثمار الامريكي المباشر في الجزائر".

واعتبر المسؤول الأمريكي أن الجزائر لها امكانيات للعب دور مهم في المجال التجاري سواء في افريقيا او حتى على المستوى الأوروبي، وهو ما اعتبره معيارا مهما تأخذه الولايات المتحدة بعين الاعتبار.

وجدد التزام واشنطن بتعزيز وترقية التعاون الامني الممتاز بين البلدين خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، معتبرا أن الزيارات المتعاقبة التي قام بها مسؤولون امريكيون الى الجزائر مثل وزير الدفاع الامريكي السابق مارك اسبر في اكتوبر الماضي، والتي أعقبت زيارة قائد القوات الأمريكية في افريقيا "افريكوم" الجنرال ستيفان تونساند في سبتمبر والتي دعمتها الزيارة الحالية للوفد الأمريكي تؤكدالتزامات الولايات المتحدة مع الجزائر.

وأكد أهمية المركز الذي تحتله الجزائر في إفريقيا باعتبارها عضوا مهما وقياديا في الاتحاد الإفريقي ولدورها المثمر في المنطقة ووزنها على المستوى القاري بحكم موقعها ومساحتها الجغرافية وبنيتها الاجتماعية المبنية اساسا على فئة الشباب.

وشدد على ان الشراكة الامريكية الجزائرية أعمق بكثير من التعاون السياسي والأمني، كاشفا عن مشاركة بلاده كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي الذي من المقرر تنظيمه هذا العام حيث ستستكشف الشركات الامريكية شراكات "رابح-رابح" مع نظيراتها الجزائرية.

وقال "توجد العديد من الشركات الامريكية في الجزائر وهي تخلق فرص عمل ونموا اقتصاديا في عدة قطاعات على غرار الصناعة الصيدلانية وقطاع الطاقة"، والولايات المتحدة تقوم كل يوم ببناء العلاقات بين الشعبين في مجالات التعليم والثقافة والفنون الى جانب العديد من المجالات الأخرى".

وتابع: لدينا العديد من القواسم المشتركة واحترام عميق ودائم للحكومة والشعب الجزائريين ونتطلع الى مواصلة شراكتنا القيمة في السنوات القادمة.

ونفى شينكر اعتزام بلاده إقامة قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية، كما تناقلته مؤخرا العديد من التقارير الإعلامية، وقال "أود أن أكون في تمام الوضوح، الولايات المتحدة الامريكية ليست بصدد انشاء قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية"، مؤكدا أن قيادة القوات الامريكية في افريقيا "افريكوم" لم تتحدث عن نقل مقرها الى الصحراء الغربية.

وقال إن "هذه المسألة غير الصحيحة اثارت الكثير من التساؤلات مؤخرا بعد ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام".

أما عن وجهة النظر الامريكية لحل الأزمة الليبية، قال شينكر "إن واشنطن والجزائر لديهما العديد من المصالح المشتركة لضمان منطقة أكثر أمانا، والطرفان يدعمان الحل السياسي في ليبيا ويدعمان المسار الأممي لحلحلة الازمة في هذا البلد".

وشدد في ذات السياق على أن أفضل سبيل لحل الازمة يبقى المسار الاممي، خاصة الحوار العسكري ضمن اللجنة العسكرية (5+5)، مضيفا أن "الجزائر دولة رائدة على الساحة الدولية ولبلدينا مصلحة مشتركة في ضمان منطقة اكثر امانا واستقرارا وازدهارا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved