مؤسس منتدى فتكات لـ«الشروق»: أحاول إنقاذه من الإغلاق وتطويره لإعادته للجمهور

آخر تحديث: الخميس 7 يناير 2021 - 11:12 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي:

خضر: المنتدى يعد تراثا مصريا وعربيا يجب استعادته من الشركة المالكة

 

على مدار 12 عاما، كان منتدى فتكات النسائي، الذي بدأت فكرته من مؤسس مصري قبل أن يتحول إلى أكبر منتدى نسائي في الوطن العربي، ملاذا لسيدات مصر والدول العربية للبحث عن كل ما يهم المرأة، حيث كن يتبادلن الأسئلة والاستفسارات في كل ما يخطر ببالهن.

المنتدى، الذي أصبح أكبر وأشهر منصة نسائية في الوطن العربي، تضم ملايين العضويات من النساء اللاتي يتصفحن المنتدى يوميا، إما لإرسال سؤال أو الدردشة أو الاستفادة من خبرات الأخريات، فاجئ عضواته، أمس الأربعاء، بخبر مقتضب ورسالة وداع تعلن إغلاقه.

وترك القائمين على المنتدى رسالة وداع لجمهورهن من النساء، تؤكد وقفه بعد سنوات من انطلاقه في عام 2009، وجاء وداع فتكات للعضوات: "حبيباتي الفتوكات، عدی 12 سنة على صحبتنا الجميلة، أحلى صحبة وأحلى لمة، ودلوقتى مضطرين آسفين إننا نقفل فتكات نهائيا، متمنين لكم دوام الصحة والعافية، استودعتكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بنحبكم".

خبر إغلاق منتدى فتكات لم يثير حزن الفتيات والسيدات في مصر والوطن العربي فقط، بل آثار تساؤلاتهم عن أسباب الإغلاق، فبين طرح الأسئلة إلى تكوين الاستنتاجات، انهالت تعليقات وتساؤلات الفتيات وحتى الشباب، وهو ما جعلنا نتواصل مع المهندس محمد حسام خضر، مؤسس منتدى فتكات لرصد بعض التفاصيل عن أسباب إغلاق المنتدى الشهير وأمل إعادته لجمهوره.

- أمل نحو العودة

المهندس خضر أكد أنه يجرى محاولات مكثفة لإقناع الشركة التي استحوذت على المنتدى النسائي الشهير، بالعدول عن قرار غلقه لأنه يعد تراث مصري وعربي لما يحويه من كم معلومات ونصائح هائل "لا يمكن التفريط فيه".

وأوضح المهندس المصري- الذي أنشأ المنتدي قبل سنوات تلبية لرغبه إخوته البنات الـ6- أنه يحاول إعادة شراءه لإنقاذه من الغلق مشيرا أنه يعد خطة لتطويره إذا استطاع الحصول على الداتا والسيستم الخاص بالمنتدى مقترحا أن يحوله إلى موقع تواصل كفيسبوك وتويتر ولكن نسائي، أو تحويله في أسوأ الأحوال إلى مدونة لحفظ التراث المعلوماتي الخاص به.

وأوضح خضر، الفرق بين المنتدى والمدونة والموقع، قائلا إن المنتدى يتيح التفاعل والمناقشة وعرض المعلومات بين الأعضاء، لكن المدونة تتيح عرض المواد الجديدة والأرشيفية دون السماح بالتفاعل "كنظام الأسئلة والأجوبة"، أما الموقع فهو منصة تواصل اجتماعي كمواقع التواصل الحالية فيسبوك وتويتر، تتيح التفاعل وتعرض المعلومات أيضا.

- تأسيس المنتدى

المنتدى الذي تملكه إحدى الشركات الخليجية حاليا، أسسه خضر في عام 2007، كمنتدى صغير، لتلبية رغبة إخوته بأن يجمع النساء في مصر ويحاكي المنتديات الرجالية التي كانت تنتشر حينها، في وقت لم يكن لوسائل التواصل الاجتماعي الحالية تواجد في مصر، لكن سرعان ما اشتهر المنتدى وأصبح يكبر ويزداد شهرة حتى وصل إلى المركز السادس في ترتيب المواقع الشهيرة بعد جوجل وفيسبوك وتويتر ويوتيوب.

فبعد عدة أعوام، أصبح المنتدى يضم 260 مشرفة ومليون و200 ألف عضوة، في حين بلغ عدد التفاعل والتعليقات 80 مليون تعليق على المنشورات، والزيارات إلى 20 مليون زائر في الشهر، تسفر عن 160 مليون مشاهدة لصفحات المنتدى، وهو ما قال عنه المهندس المصري أنها "كانت أرقام كبيرة جدا على توقعاته للمنتدى".

وعن اختيار اسم المنتدى، أوضح خضر أنه أراد اختيار اسم مصري يدل يناسب السيدات المصريات يكون جذاب وسهل كتابته باللغة العربية والإنجليزية، ليستقر على اسم "فتكات" من بين أسماء أخرى، بعد ساعة كاملة استغرقها في التفكير، ثم اختار اللون "الموف" كشعار للمنتدى، بعد معرفته بأنه اللون المفضل لدى المرأة، من خلال عدة دراسات علمية لجأ إليها.

المهندس المصري، المتخصص في مجال البرمجة، أشار إلى أنه تلقى العديد من العروض لشراء المنصة النسائية، لكنه قابلهم جميعا بالرفض، إلى أن حصل على عرض مغرِ من شركة كويتية، يملكها مستثمر مصري أمريكي، بعد 7 سنوات من إنشاء المنتدى، ليقرر بيع نسبة 70% من المنتدى للشركة، في عام 2014، على أن تبقى الإدارة له ولإخوته البنات، إلا أن وبعد عدة مشاكل اضطر خضر لتسليم المنتدى بالكامل للشركة الكويتية، التي باعته فيما بعد ضمن مشروعات أخرى لشركة خليجية منذ عامين.

لكن الشركة الخليجية سرعان ما واجهت مشاكل بسبب زيادة التكاليف التي تنفقها على المنتدى كالمرتبات ومصروفات الاستضافة، والتي أصبحت عائق في الاستمرارية، لتقرر الشركة بشكل مفاجئ إغلاق المنتدى مع بداية العام الجديد، وهو القرار الذي لوحت به الشركة الخليجية قبل 5 أشهر.

حزن كبير شعر به خضر، حينما علم بقرار إغلاق المنتدى، الذي أكد أنه يحتوى على كم هائل من المعلومات والخبرات الحياتية والمهنية، في جميع أركانه كركن الصحة والجمال، ووصفات الطبخ، والرشاقة واللياقة البدنية، والأزياء والموضة، جعله يسارع لعرض شراء المنتدى مرة أخرى لتطويره وإعادته لجمهوره، "خسارة كبيرة جدا تختفي المعلومات والخبرات المهمة الموجودة بالمنتدى".

وأشار المؤسس المصري إلى أنه طالب الشركة بإعادة قاعدة بيانات المنتدى لكي يعيده ويطوره للجمهور، حتى إذا تغيرت هويته إلى مدونة أو موقع، "الحكم على فتكات كقيمة مادية وتجارية هيكون سيء جدا وقرار خاطئ، لأن القيمة المعلوماتية المفيدة بتاعته مش طبيعية ومش موجودة في حته تانية، مينفعش عمود رئيسي في العالم العربي يضيع".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved