نجاحات وتوترات ثم نعي مؤثر.. كيف كانت علاقة محمد صبحي بالراحل لينين الرملي؟

آخر تحديث: السبت 8 فبراير 2020 - 11:17 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بعد مسيرة فنية طويلة حافلة بالأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، رحل الكاتب المسرحي والسيناريست الكبير لينين الرملى، عن عمر ناهز الـ75 عاما، بعد صراع مع المرض تجاوز العامين.

 

لينين الرملى، المولود بالقاهرة، في 18 أغسطس 1945، يعد واحدا من كبار مؤلفي المسرح المصري والعربي، وأحد أهم كُتاب المسرح في فترة الثمانينات والتسعينيات، بدأ مسيرته بعد حصوله على بكالوريوس في النقد الأدبي من معهد الفنون المسرحية، في مطلع السبعينيات.

-بداية وانطلاقة
جمعت الرملي علاقة وثيقة بصديق عمره الفنان محمد صبحي، بدأت من مدرجات معهد الفنون، فالبرغم من الفارق العمري بين الرملي وصبحي، الذي بلغ 3 سنوات، إلا أن الثنائي كانا زميلا في الدراسة.

بعد تخرجهما، كانت الانطلاقة الأولى للرملي وصبحي في مطلع الثمانينيات، من خلال فرقة مسرحية كوناها معا، وأطلقا عليها اسم «ستوديو 80»، ليشهد الوسط المسرحي مولد ثنائي شاب دارس للمسرح، ولديه رغبة في إثبات ذاته، على حد قول صبحي في أحد اللقاءات الصحفية.

ونجح الثنائي الشاب في تقديم مجموعة من المسرحيات التي لاقت نجاحا جماهيريا سواء على خشبة المسرح أو عند عرضها في التلفزيون، مما جعل البعض يرى فيهما امتدادًا للثنائي نجيب الريحاني وبديع خيري.

بدءا من "تخاريف" مرورا بـ "الهمجي"، و"أنت حر"، و"وجهة نظر"، و"البغبغان"، حتى "الجوكر"، كانت جميعها مسرحيات ناجحة، برع فيها الثنائي في لفت الأنظار إليهما، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وتوترت العلاقات بينهما.

- توترات وانفصال
ورغم شهرة ونجاح لينين الرملى ومحمد صبحى، توترت العلاقة بين الثنائي، وهو ما مهد انفصالهما في مطلع التسعينيات، بعد أن تصاعدت الخلافات بينهما نتيجة خروج صبحى الدائم عن النص، الأمر الذى رفضه الراحل، وندد به في تصريحات عدة.

وكان من المثير للاستغراب، أنه في الوقت الذي كان يعبر فيه الرملي عن شعوره بعدم حصوله على نصيب كاف من الشهرة لدى الجمهور، وأن اسمه لا يعرفه سوى شريحة المثقفين، كان يتهم محمد صبحي بالتعمد في إقصاءه عن الشاشة، فقال الرملي في حوار سابق له مع «الشروق» خلال العام المنقضي: "لا أستطيع أن أبرئه، فهو تعمد إقصائى من الصورة، وتصدرت صورته وحده كل الأعمال والنجاحات".

وأكد الرملي أن انفصاله وصبحي، كان نتيجة لعدم استطعاعته تحمل تصرفات الأخير فى مسرحية «وجهة نظر»، التى شهدت انفصالهما، إذ قال الرملي "حينما قررت أن أضع حدا لهذه التصرفات، اختار أن يرحل، وخيرنى من يحصل على المسرح، فحصلت عليه".

ورغم المشاحنات والشوائب التي ظهرت بين الثنائي، وتصريحات الرملي المستمرة، إلا أن صبحي أكد في تصريحات لـ «الشروق» في أكتوبر 2019، أن الانفصال بينه وبين شريكه لينين الرملى تم "بكل ود"، وأنه علاقتهما مستمرة ولم تنته.

-تسليم جائزة
وبالنظر لعلاقتهم القوية والمستمرة، بالرغم من بعض الشوائب، لم يكن مفاجئا اختيار إدارة جائزة ساويرس الثقافية "صبحي" لتسليم "الرملي" جائزة المسرح في دورتها العاشرة، عن نص الراحل المسرحي «الشئ وسنينه».

وفي معظم لقاءاته التلفزيونية، عادة ما كان يثني صبحي على الرملي، ويصفه بنقطة الانتقاله في المسرح العربي، ففي أحد لقاءاته قال صبحي إنه لا يعتبر لينين الرملي مؤلف مسرحي ولكن هو مفكر مسرحي، ستخلد أعماله الفنية التي قدمها للمسرح العربي إلى الأبد.

- نعى مؤثر
وبعد بضع ساعات من رحيل صديق عمره وصاحب دربه، نعى صبحي الرملي في أسى وحزن، وكتب عبر حسابه بموقع "فيس بوك": "رحل اليوم زميل الدراسة، وصديقي الغالي، لينين الرملي، الذي كان ضلعا هاما في مسرحي والأعمال الفنية التي قدمناها سويًا .. أنت باق بأعمالك وفنك وفكرك .. نسال الله المغفرة والرحمة .. وعزائي للأسرة وكل محبين لينين الرملي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved