المسجد الأقصى: هدوء حذر بعد غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة وجنوب لبنان
آخر تحديث: الجمعة 7 أبريل 2023 - 9:06 ص بتوقيت القاهرة
بي بي سي
قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً "من بينها بنى تحتية تابعة لحركة حماس" جنوبي لبنان فجر الأحد، بحسب تغريدة له، رداً على إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان على شمالي إسرائيل.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في التغريدة أنّ الجيش الإسرائيلي لن يسمح لحركة حماس بالعمل من داخل لبنان وحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية عن كل نيران موجهة تنطلق من أراضيها.
بسبب التطورات الأخيرة، تم إلغاء اللقاء السياسي الحواري مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والذي كان مقرراً إقامته عصر اليوم الجمعة في بيروت.
وبعد وقت قصير من قصف الجيش الإسرائيلي لجنوبي لبنان، تجدد القصف الجوي الاسرائيلي في مدينة غزة مع عدد كبير من الغارات التي استهدفت مواقع تتبع لحركة حماس ما تسبب في احداث دوى انفجارات كبيرة واهتزازات في المنطقة.
وكانت أُطلقت عدة قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه الجانب الاسرائيلي وتحديداً في منطقة غلاف غزة، في ما يبدو أنه رد على غارات جوية إسرائيلية كانت استهدفت مختلف مناطق قطاع غزة قبل وقت قصير.
وانطلقت صواريخ منظومة القبة الحديدية الاسرائيلية في محاولة لاعتراض تلك القذائف. كما أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها يقومون بمحاولات التصدي للطائرات الاسرائيلية بإطلاق صواريخ أرض-جو تجاهها.
وكان سمع دوي انفجارات كبيرة في مختلف مناطق قطاع غزة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية.
ويأتي ذلك بعد اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى وبعد إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان على شمالي إسرائيل.
أعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة أنه وفي ظل "تهديدات إسرائيل المستمرة ضدها وضد سكان غزة، فإنها تؤكد جهوزيتها للمواجهة والرد بكل قوة على أي عدوان والدفاع عن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده"، وفقاً لبيان صادر عنها.
وأضافت الفصائل في بيانها قبل قليل أن على إسرائيل وقف عدوانها "الهمجي" على "المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه".
كما أصدر رؤساء البلديات المحاذية لقطاع غزة، تعليماتهم للسكان بالبقاء بالقرب من الملاجئ، من دون وجود تعليمات حتى اللحظة من الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل اتهمت حركة حماس الفلسطينية بإطلاق الصواريخ من لبنان. وقالت إن معظم الصواريخ البالغ عددها 34 صاروخاً تم اعتراضها من منظومة القبة الحديدية، لكن ستة منها ضربت الأراضي الإسرائيلية مسببة دماراً في بعض المباني.
وأصيب رجل بجروح طفيفة من شظايا الصواريخ، بحسب مسعفين طبيين.
ومن جانبها، قالت حماس إنها لا تملك معلومات حول من أطلق الصواريخ. ويعد هذا الهجوم الأكبر من نوعه انطلاقاً من لبنان منذ 17 عاماً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الأزمة الداخلية الإسرائيلية لم تمنع من الرد على من وصفهم بأعداء اسرائيل.
وأضاف نتنياهو بانه يتوعد من وجهوا ضربات ضد اسرائيل بدفع ثمن باهظ على حد قوله.
جاءت أقوال نتنياهو قبيل بداية جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية والتي ستقرر طبيعة الرد على اطلاق الصواريخ من لبنان.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وقد نفت مصادر أمنية لوكالة رويترز أن تكون جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران، والتي تسيطر على الأمن في جنوب لبنان حيث توجد عدة مخيمات نزوح تستضيف لاجئين فلسطينيين وفصائل مسلحة، وراء هذه الهجمات.
وقال مسؤولون إن إسرائيل ردت بنيران مدفعية عبر الحدود، على هذه الصواريخ. وقال وزير الخارجية إيلي كوهين على تويتر"لا ينبغي لأحد أن يختبرنا، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا وشعبنا".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد بثت صوراً تظهر تصاعد أعمدة كبيرة من الدخان فوق بلدة شلومي الشمالية وقالت قناة كان إن هيئة المطارات الإسرائيلية أغلقت المجال الجوي الشمالي، بما في ذلك فوق حيفا، أمام الرحلات الجوية المدنية.
وفي الجانب اللبناني، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بياناً قالت فيه إن لبنان "يؤكد مجدداً على كامل إحترامه والتزامه بقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان ويدعو المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف التصعيد."
وأضاف البيان بأن لبنان "يبدي إستعداده للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وإتخاذ الاجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار ويحذر من نوايا اسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين."
وقد أصدر نائب مدير مكتب "اليونيفيل" الإعلامي كانديس آرديل بياناً، أشار يه إلى أنه "تم إطلاق عدة صواريخ من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل بعد ظهر الخميس.وأبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أنه فعل نظام القبة الحديدية الدفاعي ردا على ذلك".
وحذر آرديل من أن "الوضع الحالي خطير للغاية" وقال إن "اليونيفيل تحث على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد."
دعوات لضبط النفس
أدانت الأمم المتحدة، الخميس، إطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل من لبنان وحثت كافة الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم المنظمة الدولية.
وقال دوجاريك إن "القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان تبقى على تواصل مع السلطات على جانبي الخط الأزرق ونحث الأطراف على التنسيق مع قوات حفظ السلام التابعة لنا وتجنب أي تصرف أحادي الجانب من شأنه أن يزيد من تصعيد الوضع".
ووسط مخاوف من اتساع نطاق المواجهة بعد عام من تصاعد العنف الإسرائيلي- الفلسطيني، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث الأزمة.
ووصف نائب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود الوضع في الشرق الأوسط بالخطير وقال إن التوترات يجب أن لا تتفاقم.
وقال للصحفيين في طريقه إلى اجتماع مجلس الأمن: "سيكون من المهم بالنسبة الجميع أن يفعلوا ما في وسعهم لتهدئة التوترات."
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتل، قد قال إن الولايات المتحدة "قلقة" من مشاهد العنف الخارجة من القدس، مضيفاً بأن الإدارة الأمريكية على تواصل منتظم مع الشركاء الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية.
وتتزامن هذه الأحداث مع احتفالات إسرائيل بعيد الفصح والتي تستمر حتى الأربعاء المقبل.
كما تأتي في الوقت الذي يزور فيه إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، لبنان.
وأشاد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في غزة محمد البريم بالهجمات الصاروخية من لبنان، والتي ربطها بأحداث الأقصى لكنه لم يعلن مسؤوليتها.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد دخلت لليلة الثانية ساحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية صباح الخميس لتخلي فلسطينيين قالت إنهم "تحصنوا داخله"، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الشرطة وعشرات المصلين الفلسطينيين الذين تحصنوا داخل المسجد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء فلسطينيين أطلقوا صواريخ يوم الخميس على جنوب إسرائيل لليوم الثاني، مما أثار مخاوف من مزيد من التصعيد.
وأفادت تقارير بدخول عشرات الزوار اليهود، صباح اليوم الخميس، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من جانب القوات الإسرائيلية، وذلك في إطار الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، الذي يستمر حتى يوم الأربعاء المقبل.
وكثفت عناصر الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية انتشارها في باحات المسجد، لتأمين جولات الزوار اليهود، بينما قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية، منعت مئات من الرجال المسلمين تحت سن الأربعين، من أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى٬ واضطرهم هذا للصلاة على بواباته، وفي أزقة البلدة القديمة بالقدس.
وكانت منظمات يهودية، من بينها منظمة "أمناء جبل الهيكل"، قد دعت إلى تنظيم زيارات جماعية وواسعة إلى جبل الهيكل خلال عيد الفصح اليهودي.
وفي الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي إن سبع قذائف صاروخية أطلقت فجر اليوم الخميس من قطاع غزة صوب إسرائيل، مشيرا إلى أن خمسا منها انفجرت في الهواء، واتجهت اثنتان أخريان صوب البحر، وأن منظومة القبة الحديدية لم تفعل".
ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا في الهجوم الصاروخي في الصباح الباكر من قطاع غزة المحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وأثارت الاشتباكات التي وقعت خلال شهر رمضان وعشية عيد الفصح اليهودي، إدانة واسعة النطاق في العالم العربي وقلقا لدى البيت الأبيض.