صدمة فى الأوساط الطبية بعد إعلان نتائج تحاليل المخدرات التى أجرتها «الشروق»

آخر تحديث: الخميس 7 مايو 2015 - 11:08 ص بتوقيت القاهرة

الشروق

مدير مستشفى قصر العينى يعرض علاج مدمنى دور أيتام أكتوبر مجانا.. مدير مركز السموم: تناول المواد المغشوشة يتسبب فى ضمور عضلات المخ وتليف الكبد
تسبب وجود عقاقير مغشوشة مخلوطة بالفضلات الآدمية والمنشطات الجنسية وأقراص الهلوسة فى المخدرات المتداولة بالشارع المصرى طبقا للتحاليل التى أجرتها «الشروق» على عينات تشبة المواد المخدرة، والمتداولة على أنها هيروين وحشيش وحبوب الترامادول وأبوشرطة، فى صدمة الخبراء والأطباء المتخصصن، حيث أكدوا أن تلك المكونات ستتسبب فى كوارث صحية لا حصر لها.
وأكد الدكتور نبيل عبدالمقصود مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى، وصاحب مستشفى خاص لعلاج الإدمان، أنه فوجئ بنتائج التحاليل على عينات المخدرات التى أجرتها «الشروق»، حيث وصفها بأنها كارثية إلى درجة كبيرة وتؤثر على الصحة العامة.
وأضاف عبدالمقصود لـ«الشروق»، إثبات أن مكون الحشيش المتداول فى الشارع يتضمن «أمفيتامين» و«الأتروبين»، أمر فى غاية الخطورة على الذاكرة، وسيؤدى إلى عدم قدرة متعاطيها على تمييز الوقت، وقد يؤدى إلى الوفاة إن لم يتناول وجبه قبل أو أثناء تناولها، كما أن لهما تأثيرا مباشرا على الرئة والجهاز العصبى للإنسان، غير أن احتواءها على فضلات آدمية شىء مقزز هدفه الرئيسى زيادة وزن المواد المخدرة.
وأشار عبدالمقصود، إلى أن من ضمن النتائج الكارثية التى أثبتتها التحاليل، غش عقار الترامادول بمواد تستخدم كعلاج للحساسية مضافا إليها البروفين وكلورفيزامين. مؤكدا أن وجود مواد مخلوطة مع عقار الترامادول ستؤدى إلى تشنجات على عكس التأثير الطبيعى للترامادول، مضيفا أن تلك التشنجات قد تؤدى إلى خلع الكتف، مشيرا إلى ان حالات تعاطى الترامادول المغشوش التى وصلت إلى مستشفياته لا تقل عن 70% من الحالات التى تعامل معها، مؤكدا أن هناك سؤالا تقليديا أصبح يسأله لمريض الإدمان بمجرد وصوله إلى المستشفى على غير تقاليد المهنة وهو «جالك تشنجات»، مشيرا إلى أن المريض إذا أجاب بنعم فتكون النتيجة تلقائية بأنه تعاطى تلك العينة من الترامادول المغشوش.
واستطرد عبدالمقصود قائلا: إن وجود مكونات الزولام وغيرها من الأدوية التى تشتق من مادة «بنزوبيزوكين» يعتبر دهاء من تجار المخدرات، لأنها تساعد على زيادة التأثير على المريض وتزيد وزن مخدر الهيروين غالى الثمن، كما أنها تدخل ضمن مشتقاته، وقد تعطى تأثيرات مشابهة.
وعن وجود صيدليات تسمح ببيع عقاقير «الزولام» و«اكسانكس» طبقا لتقرير «الشروق»، رد قائلا، إن تلك الأدوية يجب أن تصرف بروشتات لأنها مجدولة ضمن الأدوية الممنوع تداولها دون إذن من الأطباء، مطالبا الأجهزة الرقابية بضرورة الكشف عن جميع الصدليات المخالفة ومحاسبتها.
وأبدى مدير قصر العينى الفرنساوى، انزعاجه الشديد من وجود أيتام يدمنون ويتاجرون فى المخدرات دون رقابة من أحد، قائلا إن هذا الأمر فى غاية الخطورة ويدلل على وجود ثغرات فى الرقابة والتربية، مطالبا الدولة بمحاسبة القائمين عليها، مبديا استعداده لعلاج جميع مدمنى دور أيتام مدينة 6 أكتوبر على نفقته الخاصة، خاصة بعد المأساة المصورة التى عرضتها الجريدة.
من جانبها، قالت الدكتورة أمل السفطى مدير مركز السموم التابع لقصر العينى، إن احتواء المخدر المتداول على أنه «هيروين» على مهدئات «الباركينول والزولام المهدئة والموجودة ضمن جدول وزارة الصحة كارثة بكل المقاييس، مؤكدة أن تناولها ضار جدا ويتسب فى ضمور عضلات المخ، كما أن تناول حالات الإدمان لمجموعة علاجات دون معرفة الأطباء بها سيتسبب فى عجز الأطباء عن علاج تلك الحالات.
وأضافت السفطى لـ«الشروق»، أن تجار المخدرات أصبحوا يلجأون لغش المخدرات بعد تضيق الخناق عليهم، مؤكدة أن الكارثة الكبرى تبدأ من تمرير الصيدليات أدوية الجدول لهم بدون روشتات، مطالبة الجهات الرقابية بفحص الصيدليات أولا بأول وإغلاق المخالف منها.
وأشارت السفطى، إلى أن التوليفة التى يقوم تجار المخدرات بتركيبها، ستتسبب فى عجز الأطباء عن إيجاد حلول علاجية للمدمنين، مؤكدة أن هناك عددا كبيرا جدا من المدمنين لجأوا فى الفترة الأخيرة إلى مركز السموم على أنهم مدمنون، وبعد الفحص عليهم تبين أنهم غير ذلك وأنهم كانوا يتعاطون مخدرات مغشوشة.
وعلقت على وجود دواء للقلب ضمن مكونات العقار المتداول على أنه مخدر «الترامادول» طبقا للتحاليل بـ«أنه أمر غير مفهوم»، كما أشارت إلى أن الأسبرين الموجود فى نفس المكون سيكون ساما فى حال تناول جرعات زائدة منه، مضيفة أن هناك مجموعات كبيرة لجأت إلى مركز السموم فى حالة خطرة بسبب تناولهم أدوية مغشوشة وبها نفس مكونات الأماتريل والفلورست، حيث إنها تسببت فى إصابة أجسام المتعاطين والجهاز العصبى والتنفسى بالخمول.
وأشارت، إلى ان وجود عقاقير الأمفيتامين المنشط، والذى يساعد على التخسيس ضمن مكونات الحشيش، يزيد من عمليات بناء وهدم خلايا الجسم ويجعل الإنسان يشعر وكأنه يجرى طول الوقت، مؤكدة أنه نشاط زائف ينتهى عند فترة معينة ويتسبب فى توقف الغدد الدرقية، والجهاز التنفسى عن العمل. لافتة إلى أن الفضلات الآدمية والحناء وضعت لزيادة وزن قطعة الحشيش، وأن وجود مذيب عضوى فى مكونات الحشيش يصيب الانسان بأمراض تليف الكبد والفشل الكلوى، حيث طالبت الجهات الرقابية بضرورة وضع تلك الظاهرة عين الاعتبار حفاظا على أرواح الشباب المصرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved