المصري المشارك في توثيق الحجر الأسود لـ«الشروق»: أنا المتطوع المستفيد.. والتقنيات الحديثة وسيلة مصر لحفظ آثارها

آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 11:43 ص بتوقيت القاهرة

عمرو محمد

دورنا تمثل في إنتاج صورة واحدة من إجمالي 1050 صورة للحجر الأسود
التقنية المستخدمة غير دارجة في الدول العربية.. ولأول مرة يتم توظيفها في الشرق الأوسط بغرض التوثيق
العمل مُحاط بالروحانية.. وشُعرت أن الله اختارني للمشاركة به
أحلم بالمشاركة في توثيق الكعبة من الداخل وغرفة النبي محمد رسول الإسلام

UPDATE: Maqam Hajar (Blessed Stone in Maqam Syedina Ibrahim Alehe Salam) is covered with silver wrapping. Ayat Al Kursi...

تم النشر بواسطة ‏‎Haramain‎‏ في الأربعاء، ٥ مايو ٢٠٢١

وثّقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، يوم الاثنين الماضي، من خلال وكالة المشروعات والدراسات الهندسية، أهم المكانز الإسلامية والأثرية بالمسجد الحرام، بالتقاط 1050 صورة للحجر الأسود، ومقام النبي إبراهيم - عليه السلام-، تم تصويرها باستخدام تقنية "الفوكس ستاك بانوراما".

«الشروق»
حاورت المواطن المصري الوحيد ضمن فريق العمل المشارك في عملية التصوير عالية الدقة التي أجرتها رئاسة شؤون الحرمين في المملكة العربية السعودية للحجر الأسود بالحرم المكي؛ بهدف توثيق صور الحجر الأسود ومقام النبي إبراهيم بصور عالية الدقة وعمل نموذج ثلاثي الأبعاد لكامل مجسم الحجر.

استهل خبير نظم المعلومات الجغرافية محمد مختار، الذي يعمل في إحدى مؤسسات القطاع الخاص بالمملكة العربية السعودية، تصريحاته، بأن اشتراكه في عملية التوثيق جاءت عن طريق نجاح المؤسسة التي يعمل بها في الاشتراك بالحدث عقب تقدمها مع مجموعة من الشركات والمؤسسات الأخرى لإتمام التجربة الفريدة من نوعها، ليتم اختيارها من قبل رئاسة شؤون الحرمين بالسعودية مع مؤسسة أخرى لإتمام المشروع.

وأضاف مختار في تصريحات لـ«الشروق»، أن العمل كان عبارة عن تصوير عالي الدقة (49 الف ميجا بيكسل) لصور تغطي كامل جسم الحجر الأسود، وتجميعها في صورة واحدة عالية الدقة تظهر جميع التفاصيل لجسم الحجر والإطار الخارجي له، والأحجار السبعة الداخلية، وتوثيق أبعاد الأحجار وعمل نموذج ثلاثي الأبعاد لكامل مجسم الحجر؛ بغرض توثيقه وحفظ أبعاده وحالته الحالية للاستعانة بهذا النموذج في دراسة وصيانة جسم الحجر.

وأوضح أن المشروع الذي أشرفت عليه رئاسة شؤون الحرمين يستهدف توثيق أبعاد الحجر الأسود وشكله الحالي في الوقت الحاضر، والمقارنة بين هذا الشكل وما سيصبح عليه الحجر مستقبلًا، فمع مرور الزمن تتعرض الأحجار والهياكل الصخرية لعوامل التعرية وتتعرض للتآكل، مردفًا: «توثيق الحجر سيساعد على الحفاظ عليه في المستقبل وعلى المدى الطويل».

وفي الإطار ذاته، قال: «عملية التوثيق تسهم في الوقوف على الأوضاع الحالية للحجر الأسود، وبالتالي الاستفادة منها بإجراء دراسات مستقبلية تستكشف أسباب التآكل التي قد يتعرض لها، وطرق الحفاظ عليه وحمايته من هذا التآكل الناتج عن عوامل التعرية والتجوية، من خلال توثيق الوضع التركيبي لأبعاده وتفاصيله».

وأكد أنه لأول مرة يتم استخدام تقنية "الفوكس ستاك بانوراما" في عملية للتوثيق بالشرق الأوسط، موضحًا أن رئاسة شؤون الحرمين السعودية وضعت خطة لتوثيق الحجرة النبوية الشريفة والحجر الأسود من الداخل عبر تلك التقنية غير دارجة الاستخدام في الدول العربية، وأن السلطات السعودية تخطط لاستخدامها في عمليات توثيق أخرى مختلفة مستقبلًا.

مختار الذي تخرج من قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 2011، حاول أن يشرح لنا طبيعة تقنية "الفوكس ستاك بانوراما"، وكيف جرى استخدامها في توثيق الحجر الأسود ومقام النبي إبراهيم، قائلًا: «التقنية تستهدف في النهاية إنتاج صورة واحدة نهائية تظهر أبعادها وتفاصيلها بمنتهى الدقة والوضوح».

وذكر أن عملية التوثيق تنقسم إلى مرحلتين، الأولى يقوم بها المصورون، بالتقاط مجموعة كبيرة من الصور باستخدام كاميرا عالية الدقة، تظهر فيها تفاصيل وأجزاء المجسم في أجزاء صغيرة جدًا، مضيفًا: «أما المرحلة الثانية فيتم فيها استخدام تقنيات لدمج الصور وتحسين دقتها؛ بحيث تخرج لنا في النهاية أوضح صورة لكل جزء من أجزاء المجسم، حتى تنتهي العملية بتجميع صورة واحدة نهائية للمجسم ككل».

ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من العملية الفنية لمخرجات الصور، يتم إنتاج مجسمات ثلاثية الأبعاد للصور عبر جهاز ليزر يعرض التفاصيل بزاوية 360 درجة، ليقدم في النهاية المشهد بكل تفاصيله وأبعاده.

وعن الصعوبة التي واجهت فريق العمل المنتج للصور ومجسم الحجر الأسود، قال: «الصعوبة تكمن في أن دورنا تمثل في إنتاج صورة واحدة من إجمالي 1050 صورة، تكون فيها درجة الإضاءة وزوايا التصوير والجودة واحدة، فضلًا عن حتمية عدم وجود أي تشوه في دقة الصور ولو بجزء من المليمتر؛ لأن الغرض النهائي هو التوثيق، ولا يصح إتمام عملية التوثيق إذا حدث خطأ في الأبعاد والقياسات».

وعن شعوره بعد اختياره للمشاركة في الحدث، قال: «كنت أنا الوحيد من بين زملائي في المؤسسة التي أعمل بها الذي يقع عليه الاختيار للمشاركة في الجوانب الفنية المتعلقة بتجميع الصور وإنتاج المجسمات، وأتشرف جدًا بذلك؛ لأني شُعرت أن الله اختارني من بين جموع الناس لأتم تلك المهمة التي أفتخر بكوني جزءًا منها».

وأضاف: «أتممت عملي بشكل تطوعي خالص لوجه الله، لكنني كنت المستفيد الحقيقي من المشاركة به، فالعمل مُحاط بروحانية كبيرة، كما سنحت لي الفرصة لرؤية تفاصيل كثيرة داخل الحجر الأسود ومقام النبي إبراهيم بوضوح شديد لم يسبق لي أن رأيتها».

وعن أمنياته المستقبلية حول المشاركة في أحداث مشابهة، قال مختار: «أتمنى المشاركة في العملية المخطط لها لتوثيق الكعبة من الداخل وغرفة النبي محمد رسول الإسلام».

وذكر أن مصر تمتلك كفاءات بشرية هائلة في مجال استخدام التقنيات الحديثة في التصوير والتوثيق يمكنها تقديم أعمال هامة ومشرفة، مضيفًا: «الآن.. يوجد عدد كبير من العاملين في المجالات الفنية المتطورة من العرب عامة والمصريين خاصة».

وبسؤاله عن إمكانية استخدام تقنيات التصوير والتوثيق الحديثة داخل مصر، قال: «يمكننا في مصر استخدامها بسهولة لتوثيق الآثار والمومياوات، خاصة وأن حجم الاكتشافات الأثرية في مصر كبير؛ وذلك لتكوين نماذج ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية تمكننا من دراستها دون الحاجة لرؤيتها بالعين ولمسها والانتقال لفحصها، كما أن إنتاج هذه المجسمات والصور التوثيقية له جدوى اقتصادية كبيرة».

ويمكنكم الاطلاع على مجموعة من الصور الملتقطة لتوثيق الحجر الأسود ومقام النبي إبراهيم والتي نشرتها وكالة الأنباء السعودية من هنا

وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين في المملكة العربية السعودية، فجر الاثنين، عن توثيق الحجر الأسود بتقنية تُعرف باسم "فوكس ستاك بانوراما"، بصور غير مسبوقة لجزء من أركان الكعبة الأربع بالحرم المكي.

وأوضحت أن تقنية "فوكس ستاك بانوراما" يتم فيها تجميع الصور بوضوح مختلف، حتى تنتج صورة واحدة بأكبر دقة للحجر الأسود، ذاكرة أن مدة التصوير استغرقت 7 ساعات وبلغ عدد الصور 1050 صورة بتقنية "فوكس ستاك بانوراما"، وبلغت دقة الصورة 49 ألف ميجا بكسل، واستغرقت مدة المعالجة أكثر من 50 ساعة عمل.

ويقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة من الخارج، وهو نقطة بداية أداء الطواف ومنتهاه حول الكعبة، وله شكل بيضاوي ولونه أسود مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سنتيمتراً، حسبما ذكرته رئاسة شؤون الحرمين.

ويعد الحجر الأسود "جزءاً من أركان الكعبة المشرفة الأربع، وهو النقطة التي يبدأ منها الطواف وبها ينتهي، وقد أخذ المسلمون ذلك النسك من فعل الرسول - صلى الله عليه وسلّم"، ويتكون الحجر الأسود من 8 قطع من الجزء المتبقي منه في ظاهره مجموعاً بعضها إلى بعض بأشكال متفاوتة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية "واس".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved