يقول الله تعالى في كتابه العزيز "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، من هذا المنطلق تستعرض "الشروق" مجموعة قصصية عن سير أنبياء الله، خلال شهر رمضان الكريم، بهدف استخلاص الموعظة والحكمة.ونستعرض في الحلقة الـ25 من هذه السلسلة، قصة نبي الله سليمان عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وذلك من خلال كتاب "البداية والنهاية" عن قصص الأنبياء، لمؤلفه الإمام الحافظ أبي الفدا إسماعيل ابن كثير القرشي، المتوفى عام 774 هجريا.
* نسب سيدنا سليمانهو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، وقد عاش في بيت المقدس بالقدس المحتلة، ويقال في الأثر إنه مر بدمشق في سوريا، وهو من أنبياء وملوك بني إسرائيل، وقد تولى النبوة والملك بعد أبيه النبي داود عليه السلام، أول من أسس مملكة اليهود في بيت المقدس بالقدس.
إقرأ أيضا:
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=06052021&id=f1a03a57-8072-41de-8b43-b67e2585a22e* رسالة النبي سليمانيقول الله تعالى، سورة النمل: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }، أي ورثه في النبوة والملك، وليس المراد ورثه في المال، فجاء ليسير على تعاليم أبيه داود وأجدادهم من بني إسرائيل عليهم جميعا السلام في نشر عبادة الله وحده.
* معجزات النبي سليمان عليه السلاميقول الله تعالى في سورة النمل: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }.
أعطى الله تعالى النبي سليمان ملكا كبيرا وآتاه من كل شيئ علما، فسير الله له الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات، وكل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات، والجنود، والجيوش، والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش، والشياطين السارحات، والعلوم والفهوم، ومكنه من الفهم والتعبير عن ضمائر المخلوقات، من الناطقات والصامتات، وكان يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغاتها، ويعبر للناس عن مقاصدها وإرادتها.
ويذكر السلف الصالح أن النبي سليمان مر بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ماذا يقول لها؟ قالوا: ماذا يا نبي الله؟ قال إنه يخطبها لنفسه ويقول: زوجيني أسكنك أي غرف دمشق شئت، وقال النبي سليمان مازحا إن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب!، كما يذكر القرآن الكريم واقعة سماع سليمان عليه السلام لنملة تسير على الأرض، بينما رأته يسير مع جنوده، فنصحت قومها بالحذر من خطوات أرجل سليمان وجنوده حتى لا يهلكوا تحتها، يقول الله تعالى في كتابه الكريم، سورة النمل: "{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }.
* سيدنا سليمان الملك وفتح مملكة سبأ (اليمن)