#قصة_أثر (25): حصن لاهور.. مقر جلال الدين أكبر الذي أصبح رمزا للعمارة الإسلامية

آخر تحديث: الجمعة 7 مايو 2021 - 11:14 ص بتوقيت القاهرة

كتبت- منال الوراقي:

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوز أثرية مهيبة وتحف فنية عديدة بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأمكنة مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

لذلك، تعرض لكم "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.


كان قديما القلعة العسكرية التي استخدمها المغول كمقر لهم، ليحكموا من داخلها شرق آسيا، وسرعان ما أصبح مركز قوتهم وحصنهم المنيع ضد أعدائهم، فحصن لاهور التاريخي، الذي يقع بين جنبات باكستان حاليا، شُيد إبان عصر إمبراطورية المغول، وتحديدا على يد الإمبراطور جلال الدين محمد أكبر.

وحصن لاهور، المعروف حاليا في باكستان بـ شاهي قلعة، يقع في المدينة الباكستانية التي تحمل الإسم ذاته، وتحديدا في الزاوية الشمالية الغربية لمدينة لاهور القديمة والمعروفة بالمدينة المسورة، وداخل في حديقة إقبال، أحد أكبر الحدائق في باكستان.
وبالرغم من أن أصول الحصن تعود إلى العصور القديمة، إلا أن الهيكل الأساسي للقلعة قد بُني في عهد سلطنة المغول، وتحديداً في عهد الإمبراطور جلال الدين أكبر، في نهايات القرن السادس عشر، وبعدها تطوّر البناء على أيدي عدد من أباطرة المغول، وأباطرة السيخ والحكام الإنجليز.

والحصن المشيد بفنون العمارة الإسلامية، هو عبارة عن بناء شبه منحرف بني على مساحة عشرين هكتار، وله بوابتان تُعرف إحداهما باسم بوابة ألمغيري، بناها الإمبراطور المغولي أورنكزيب، وتفتح باتجاه مسجد بادشاهي الشهير بالمنطقة، والبوابة الأخرى، والتي تعد الأقدم، تعرف باسم بوابة ماستي أو بوابة مسجدي، وهي عبارة عن جزء من منطقة المدينة المسورة، بناها الإمبراطور المغولي الشهير جلال الدين محمد أكبر.


ويُظهر الحصن تقاليد العمارة المغولية الغنية، ويضم العديد من المواقع التراثية الباكستانية الشهيرة كشيش محل لاهور، ومسجد موتي، وبوابة ألمغيري، التي تستخدم حاليا كبوابة رئيسية للحصن التاريخي، بعد أن أغلقت بوابته الأخرى بشكل دائم.

على مر العصور، ظل الحصن التاريخي رمزا من رموز باكستان، ومقرا لحكم المغول والسيخ، حتى أصبح موقعا أثريا هاما في الدولة الآسيوية، وأدرج كأحد مواقع التراث العالمية لمنظمة اليونسكو، بحلول عام 1981.


ولا زالت القلعة، التي بناها المهندسون العسكريون، لتكون مقرا للحاكم وجيشه، يتحصن بين أسوارها التي استعصت على الأعداء، أحد الأعاجيب المعمارية، التي باتت الآن محطة سياحية هامة لكل من يزور باكستان حيث تظهر عظمة البناء ومتانته واهتمام الأقدمين بالعمارة والحضارة من خلال زيارة هذه القلعة.

وتحتوي القلعة على مقر للجيش وغرف السلطان وزوجاته، إضافة إلى المكان الذي كان يقف فيه السلطان ليلتقي برعيته ويسمع منهم شكواهم ويلقي عليهم خطاباته، لتكون عبارة عن بناءٌ يحكي قصة حضارة عظيمة شهدت الكثير من الأحداث التاريخية التي سطرها المغول الذين حكموا شبه القارة الهندية، وتكون دليلا حيا وشاهدا تراثيا على حضارتهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved