جدل حول ربط رسوم عبور قناة السويس بأسعار البترول عالميًا

آخر تحديث: الأحد 7 يونيو 2020 - 4:46 ص بتوقيت القاهرة

يوسف مجدى:

غرفة ملاحة الإسكندرية: آلية تمكن «قناة السويس» من جذب الخطوط الملاحية
رئيس غرفة بورسعيد: التغييرات السريعة لأسعار البترول تجعل التطبيق صعبا


تباينت آراء خبراء الملاحة حول مقترح غرفة ملاحة الإسكندرية بشأن تعديل آلية رسوم عبور السفن من قناة السويس من خلال ربطها بأسعار البترول عالميا وقيمة إيجار السفن.
يرى البعض ان ربط الرسوم باسعار البترول يتيح لهيئة قناة السويس وضع سياسات تسويقية مرنة تمكنها من مواجهة التحديات التى تعانى منها حاليا والمتمثلة فى اتجاه الخطوط الملاحية إلى مسارات ملاحية بديلة بسبب تراجع أسعار البترول عالميا.
و ةانتقد الجانب الآخر ذلك المقترح لصعوبة تطبيقه على أرض الواقع بسبب التغيرات السريعة التى تحدث لاسعار البترول عالميا ما يجعل ربطها بأسعار البترول غير منطقية.
قال كريم سلامة رئيس مجموعة الاوسط واللوجيستيات عضو مجلس إدارة غرفة ملاحة الاسكندرية أن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع اجتمع مع غرفه ملاحة الاسكندرية خلال الشهر الماضى.
وناقش الاجتماع أزمة اتجاة الخطوط الملاحية إلى مسارات ملاحية بديلة لقناة السويس بعد انهيار أسعار البترول عالميا.
وذكر أن الغرفة اقترحت تعديل نظام تسعير عبور قناة السويس من خلال ربطها بأسعار البترول عالميا وكذلك قيمة إيجارات السفن بهدف التمكن من منافسة المسارات الملاحية البديلة.
وأضاف أن ربط رسوم عبور السفن بأسعار البترول سيعزز من قدرة القناة على جذب مزيد من الخطوط الملاحية العالمية وسيجعل المسارات الملاحية البديلة خارج المنافسة مع قناة السويس.
وحث على ضرورة إنشاء خدمات لوجيستية لخدمة السفن التى تعبر قناة السويس من خلال إنشاء محطات تموين وقود للسفن التى تعبر قناة السويس بهدف تعزيز إيرادات الهيئة.
وأضاف أن تقديم خدمات للسفن التى تعبر قناة السويس سيعزز من موارد قناة السويس كما حدث بمنطقة الفيجرة بدولة السعودية التى تقوم بتموين السفن التى تعبر من منطقة الخليج.
وتستحوذ تلك المنطقة على تموين 18 % من حركة التجارة العالمية بالوقود سنويا مما يقتضى ضرورة إنشاء مشروعات محطات تموين الوقود بمنطقة قناة السويس بهدف الاستحواذ على حصة من تموين الوقود عالميا.
مطالبا بضرورة تنفيذ مشروعات خدمية لحركة التجارة العالمية التى تعبر من قناة السويس وعدم الاكتفاء بتحصيل الرسوم فقط.
وأكد المهندس مروان السماك نائب رئيس غرفه ملاحة الاسكندرية أن أسعار رسوم عبور السفن من قناة السويس مرتفعة مقارنة باسعار البترول عالميا والتى انهارت خلال العام الجارى بسبب أزمة انتشار مرض كورونا وأدت إلى تراجع حركة التجارة عالميا بعد انخفاض حركة الصادرات والواردات.
وتسبب انتشار مرض كورونا فى غلق معظم المصانع بالدول الصناعية الكبرى بهدف السيطرة على المرض مما أدى إلى تراجع حركة الصادرات والواردات عالميا.
وذكر أن ربط رسوم عبور السفن من قناة السويس بأسعار البترول عالميا سيجعل الهيئة تمتلك مرونة فى تحديد رسوم العبور مما يمكنها زيادة حصتها فى حركة التجارة العالمية من خلال وضعها سياسة تسويقية مرنة.
وهذا سيجعل المسارات الملاحية البديلة غير قادرة على منافسة قناة السويس التى تمتلك مزايا متعددة أبرزها أنها أقصر مسار ملاحى يربط بين المشرق والمغرب.
من جانبه قال مصدر مسئول فى خط cma العالمى أن ربط رسوم عبور السفن بأسعار البترول عالميا غير قابل للتطبيق على الاطلاق نظرا لتغير الأسعار بشكل سريع مما يجعل تطبيق ذلك المقترح غير منطقى ولكن لابد من إعادة النظر فى تسعيرة العبور شهريا لكى تتلاءم مع المتغيرات العالمية.
وأكد أن أبرز وسيلة للحفاظ على انتظام عبور السفن من قناة السويس تقديم تخفيضات وحوافز للخطوط الملاحية.
وذكر أن الهيئة منحت الخطوط الملاحية التى تأتى من أوروبا إلى منطقة شرق آسيا تخفيضات 17 % فقط وهى غير كافية على الإطلاق،
لذلك لابد من زيادة التخفيضات لتصل إلى 30 % 35 % للسفن التى تأتى من أوروبا إلى شرق آسيا خلال الوقت الراهن بسبب انخفاض أسعار البترول.
وأكد أن خط cma لجأ إلى تحويل عدد كبير من السفن للعبور من طريق رأس الرجاء الصالح بهدف التمكن من تخفيض تكلفة الرحلات.
وأضاف أن الخط كان يسدد نحو 900 ألف دولار للسفينة التى تحمل نحو 18 ألف حاوية عند عبورها من قناة السويس.
بينما تنظيم رحلات عبر طريق رأس الرجاء الصالح يساهم بتوفير 250 ألف دولار فى تكلفة الرحلة الواحد بين أوروبا وشرق آسيا.
بدوره أكد مصدر مسئول فى خط msc العالمى أن الخطوط الملاحية تحاول الضغط على هيئة قناة السويس بشأن الحصول على أكبر تخفيضات ممكنة بسبب انخفاض حركة البضائع التى يتم نقلها على مستوى العالم.
وأضاف أن الخطوط الملاحية تتجه إلى مسارات ملاحية بديلة لقناة السويس بسبب وجود كساد فى حركة نقل البضائع مما يجعل سرعة نقل البضائع عبر مستوى العالم غير ضرورى بسبب قلة الطلب على البضائع.
وأكد أن حركة عبور السفن من قناة السويس لم تتأثر بشكل كبير باتجاه السفن إلى مسارات ملاحية بديلة.
وقال عادل اللمعى رئيس غرفة ملاحة بورسعيد إن مقترح ربط رسوم قناة السويس باسعار البترول عالميا غير واقعى بسبب التغيرات السريعة التى تحدث فى الأسعار عالميا.
وأضاف أن الهيئة لم تتدخر جهدا فى الحفاظ على الخطوط الملاحية التى تعبر من قناة السويس عبر منحها تخفيضات مغرية خلال الشهور الماضية.
وتوقع تعافى حركة التجارة العالمية خلال الفترة المقبلة بفضل انحصار انتشار مرض كورونا على مستوى العالم على سبيل المثال دولة الصين التى تمكنت من السيطرة على المرض.
وذكر أن تعافى حركة التجارة سيساهم فى ارتفاع أسعار البترول عالميا مما سيجبر الخطوط الملاحية على العبور من قناة السويس لأنه سيكون المسار الأفضل لها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved