أزمة تشكيل الحكومة في إسرائيل.. أستاذ علوم سياسية تكشف طوق نجاة نتنياهو الوحيد

آخر تحديث: الإثنين 7 يونيو 2021 - 10:43 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

أزمة سياسية من الدرجة الأولى غير مسبوقة تعيشها إسرائيل منذ العام 2019؛ بعد فشل كل الأحزاب السياسية في حسم الأغلبية البرلمانية (61 صوتا) لتشكيل حكومة؛ ما نتج عنه تشكيل حكومة ائتلافية تضم توجهات مختلفة، كانت تفشل في كل مرة بسبب تنازع أفرادها على تقاسم بعض الحقائب الوزارية وسن بعض القوانين، لينتهي الوضع بحل الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية جديدة، لتدور إسرائيل في حلقة مفرغة أوصلتها لانتخابات رابعة، في ظل حكومة تسيير أعمال يرأسها بنيامين نتنياهو.

* الانتخابات الرابعة (طريق مسدود)

أفضت الانتخابات الرابعة التي أعلن عن نتائجها النهائية في مارس الماضي؛ لتكرار نفس السيناريو، فلم يحقق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو معارضيه أغلبية لتشكيل الحكومة.

وقالت اللجنة الانتخابية في إسرائيل إن الفرز أظهر فوز حزب الليكود اليميني المنتمي إليه نتنياهو وحلفاؤه بـ52 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، فيما فاز الإئتلاف المعارضة لنتنياهو، والمكون من أحزاب متنوعة أيديولوجيا بـ57 مقعدا.

ويتم اختيار رئيس وزارء إسرائيل عن طريق فوز الحزب أو الائتلاف الذي يدعم أحد المرشحين للمنصب بأغلبية مقاعد الكنيست، وفي حال حصل المرشح على أغلبية المقاعد يصبح رئيسا للحكومة ويشكلها بمفرده، أما في حال لم يحسم أيا من المرشحين أغلبية المقاعد فيتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة مشتركة تضم المرشحين المتعادلين؛ ما فشلت إسرائيل في تحقيقه عقب الانتخابات الثلاثة الماضية.

* حكومة ائتلافية جديدة.. ومشاركة عربية أولى

بات حلم الإسرائيليين بتشكيل حكومة استقرار منذ عام 2019 يقترب من الواقع، بعدما أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، عن نجاحه في تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي من المرجح أن يطيح برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

وتمكن الائتلاف من حصد أغلبية مقاعد الكنيست بعد التحالف مع أحزاب من أقصى اليسار وأقصى اليمين، بالإضافة للتحالف مع منصور عباس ممثل القائمة العربية المشتركة في الكنيست بأربعة مقاعد، لتصبح هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يشارك فيها حزب عربي في حكومة إسرائيلية.

ومن المنتظر أن تكتسب حكومة الائتلاف شرعيتها يوم غد الاثنين، حال صوت لها البرلمان بالموافقة بالأغلبية خلال فترة التصويت البالغة 10 أيام، على أن يجري تناوب السلطة بين نفتالي بينيت ويائير لابيد، لكل منهما 18 شهرا، تبدأ في مايو المقبل.

* طوق النجاة الوحيد لنتنياهو

يصارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الوقت؛ لإنقاذ منصبه في سبيل فوزه بفترة جديدة لرئاسة الحكومة، والهروب من المحاكمة في قضايا فساد، لكن على الرغم من ضعف احتمالية بقائه في السلطة، بعد حصد الائتلاف الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، إلا أنه قد يبقى بالفعل!

تقول الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريحات ل"الشروق"، إن الطوق الوحيد لنجاة نتنياهو هو استخدامه أسلوب ترهيب القوى اليمينية المتطرفة في الكنيست؛ لمنعها من التصويت لشرعية الحكومة الجديدة؛ بحجة أن الحكومة تضم حزبا إسلاميا، تعتبره إسرائيل إرهابيا لأنه يدعم المقاومة الفلسطينية.

وأشارت أبو سكين إلى أن نتنياهو قد يستفيد من خوف الأحزاب اليمينية المتطرفة، وعدم تقبلها فكرة مشاركة حزب عربي إسلامي (حزب القائمة العربية المشتركة) في الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل علاقة الحزب بجماعة الإخوان المسلمين في غزة وحركة حماس، التي تعتبرها إسرائيل الإرهاب الأول لها، بحسب تعبيرها.

ولفتت سكين إلى أن نتنياهو نجح بالفعل في استقطاب البرلماني اليميني نير أورباخ، عضو حزب يمينا المتطرف؛ ليثنيه عن التصويت لصالح الحكومة في الكنيست.

وأضافت أن نتنياهو الآن يلجأ إلى مسارين لإفشال الحكومة، الأول هو الترهيب، والثاني التحريض على التظاهر، وقد انطلقت تظاهرات بالفعل ترفض الحكومة الجديدة بزعم أنها يسارية لن تحقق مصلحة إسرائيل أو تدافع عنها أمام المجتمع الدولي وتحميها من الإرهاب.

نتنياهو وصف الحكومة الجديدة بأنها أكبر احتيال في التاريخ؛ مستندا على رفض زعيم المعارضة ورئيس حزب يمينا نفتالي بينيت، عدم التحالف مع حزب عربي سابقا، بينما خالف ذلك اليوم بالتحالف مع حزب القائمة العربية المشتركة، لافتة إلى أنه في حال فشلت الحكومة في حصد الأغلبية ستذهب إسرائيل لانتخابات خامسة في أقل من عامين.

* نتنياهو ومصير المحاكمة

يعلق نتنياهو آماله على البقاء في السلطة؛ للنجاة من قضايا الفساد، حيث استؤنفت محاكمته في محكمة القدس، أبريل الماضي، ومن المقرر أن تستمع المحكمة في القدس إلى الشهود لأول مرة، في اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة، فيما أنكر ذلك كله بحجة أنها مطاردة من خصومه السياسيين.

وأُجلت المحاكمة عدة مرات، بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا والانتخابات العامة التي أجريت الشهر الماضي.

ويتهم نتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة، بتلقيه هدايا خاصة، مثل السيجار وزجاجات الشمبانيا، من رجال أعمال مقابل تسهيل وتقديم خدمات لهم، وعرض المساعدة في تحسين توزيع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقابل تغطية إيجابية لإحدى قضاياه، والرشوة والاحتيال بصفته رئيس الوزراء ووزير الاتصالات بسبب الترويج لقرارات تنظيمية لصالح مستثمرين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved