العجز والخوف من العواقب.. 7 أسباب وراء صمت ضحايا التحرش

آخر تحديث: الثلاثاء 7 يوليه 2020 - 4:12 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي:

لا شك أن التحرش سواء كان لفظيا أو جسديا يمكن أن يتسبب في آثار جسيمة؛ إذ يلحق دمارًا بضحاياه، فضلا عن أنه لا يمكن أن يتسبب فقط في مشاكل الصحة العقلية، ولكن له العديد من الآثار الجسدية أيضًا.

ولكن ضحايا التحرش الجنسي غالبا ما تخشين الإفصاح عما تعرضن له من اعتداء، ووفقا لما ذكره موقع "سايكولوجي توداي" الأمريكي المتخصص في الطب النفسي؛ فإن هناك عدد من الأسباب تكمن وراء صمت الضحية وتأخر تعافيها من الصدمة:

1- العار

أحد الأسباب الرئيسية لعدم تقدم النساء للإبلاغ عن التحرش أو الاعتداء الجنسي هو العار من الجرح العاطفي الشديد الذي تعانين منه عند تعرضهن للانتهاك الجنسي، وهو رد فعل طبيعي على الانتهاك أو الإساءة، وبشكل خاص مع الانتهاكات الجنسية؛ لأن الضحية تشعر بالخزي والإهانة كونها عاجزة وتحت رحمة شخص آخر.

كما أن إلقاء اللوم على النساء عندما يتم انتهاكهن، سبب رئيسي لعدم بلاغ النساء عن الاعتداء أو التحرش الجنسي.

والنساء على وجه الخصوص تشعرن بالخجل، لأنهن غالبًا ما يلامن على الاعتداء الجنسي؛ إذ يتم اتهام النساء بالتسبب في إيذاءهن بتعليقات مثل: "ماذا كانت تتوقع عندما ترتدي ملابس كهذه؟" أو أن "سلوكها هو الذي قادها لذلك".

2- الإنكار والتقليل

يؤدي إلقاء اللوم على أنفسهن والخجل إلى الإنكار والتقليل؛ حيث ترفض العديد من النساء الاعتقاد بأن ما تعرضن له كان مسيئًا بالفعل، وتقللن من مقدار ما الضرر من التحرش الجنسي، مقنعات أنفسهن بأن "الأمر لم يكن مشكلة كبيرة".

3- الخوف من العواقب

يشكل الخوف من التداعيات عقبة كبيرة تواجهها المرأة عندما يتعلق الأمر بالإبلاغ عن التحرش أو الاعتداء الجنسي، مثل: الخوف من فقدان وظيفتها ومصداقيتها أو من التعرض للكره والنبذ.

ولا تفصح الكثيرات لأنهن تخشين من عدم تصديقهن، حيث إن سوء السلوك الجنسي هو أكثر الجرائم التي لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كاف وذلك يرجع إلى الاعتقاد الشائع بأن النساء تختلقن هذه القصص من أجل الاهتمام أو العودة إلى رجل رفضها.

سبب آخر لعدم إبلاغ الضحايا أو تأخير الإبلاغ، هو أنهن تخشين الانتقام؛ إذ أن أولئك الذين أبلغوا عن التحرش أو الاعتداء الجنسي، وخاصة من قبل الرجال الأقوياء، أفدن أنهن فقدن وظائفهن.

4- تدني احترام الذات

تعاني بعض الضحايا من تدني احترام الذات، لدرجة أنهن لا تعتبرن أن ما حدث لهم خطير للغاية، وبذلك فإنهن لا تقدرن سلامتهن وتقللن من شأن ذلك.

كما تؤذي الانتهاكات الجنسية احترام المرأة لذاتها، وإحساسها بقيمتها، وكلما تحملت الفتاة أكثر أصبحت صورتها الذاتية مشوهة، كما أن الشيء الأكثر ضررا للتأثير على احترام الذات للفتيات والنساء هو إساءة معاملتهن في ثقافتنا.

5- مشاعر اليأس والعجز

أظهرت لنا الأبحاث أن الضحايا سرعان ما يتطور لديهن شعور باليأس والعجز، وهذا بدوره يساهم في استسلامهن وعدم محاولتهن الفرار أو طلب المساعدة.

وتشعر النساء أنه من غير المجدي التقدم ببلاغ، لأنهن تخشين طريقة معاملة الآخرين، ولذلك تشعرن أنه أمر ميئوس منه، فضلا عن السمعة السيئة التي سينالونها، كما أن بعض النساء لا تملكن القوة للوقوف في وجه الضغط الجنسي أو التهديدات.

6- نقص المعلومات

تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن 70% من النساء تعانين من التحرش الجنسي في العمل، وأن واحدة من كل 4 نساء على الصعيد الوطني تعرضت للتحرش الجنسي في العمل، ومع ذلك فإن العديد من النساء، حتى المتعلمات وغير المتعلمات، لا تعترفن بالتحرش الجنسي كتهديد حقيقي، ولا تفهمن كيف يؤثر التحرش الجنسي أو الاعتداء عليهن.

7- اضطراب ما بعد الصدمة

وجدت الدراسات أن هناك صلة بين ضحايا التحرش الجنسي واضطراب ما بعد الصدمة، مما يتسبب في عودة الضحية إلى الحياة مرة أخرى وتجنب المواقف التي يمكن أن تحدث فيها.

وتشير الدراسات إلى أن التحرش الجنسي يمكن أن يؤدي إلى السلوك الانتحاري؛ حيث أفادت بأن هناك 15 امرأة من بين 1000 قمن بمحاولات انتحارية بعد معاناتهن من نوع من التحرش الجنسي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved