رحلات الصوم عن الكلام.. حل سحري للتخلص من المشاعر السلبية والتعامل مع الأزمات

آخر تحديث: السبت 8 أكتوبر 2022 - 9:52 ص بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

"الفضفضة بتريح".. جملة دائمًا ينصح بها الأشخاص عند مواجهة أزمة ما، ولكن على عكس المتوقع، اختارت الباحثة في الروحانيات والمعالجة النفسية منى درويش، مع شريكتها المعالجة النفسية بسنت كامل، أن يصمتا عند الوقوع في الأزمات؛ ليكتشفا أن "الصمت أفضل كثيرًا من الفضفضة".

شرحت منى، لـ"الشروق"، فكرتها هي وبسنت القائمة على الصوم عن الكلام قائلة: "بحكم عملي أبحث دائمًا في كل ما يخص مجال علم النفس، واكتشفت فكرة الصوم عن الكلام من فكرة الصوم للرحمن، فالصوم يهديء النفس جدًا".

قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة مريم: "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا".. صدق الله العظيم، فقد أمر الله تعالى السيدة مريم رضي الله عنها بالصمت عندما واجهت قومها بولادة ابنها سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن هل نجحت منى وبسنت في الصمت عن الحديث تأثرًا بهذه الآية الكريمة؟ وماذا كانت نتيجته عليهما؟

• الصوم عن الكلام.. تجربة التعافي

تقول منى: "جربت فكرة الصوم عن الكلام ووجدت أنها رائعة، فقد استطعت ترتيب مشاعري وأولوياتي وأفكاري، كما حافظت على طاقتي النفسية الإيجابية، ولذلك أردت نشر الفكرة بين أكبر عدد ممكن من الناس لتجربتها".

كتبت منى وبسنت عن مشروعهما لرحلات الصوم عن الكلام على مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئا بإعجاب العديدين بالفكرة، فقاما بتنظيم رحلتين الأولى كانت في القاهرة، والثانية في الفيوم، أما الثالثة التي ستنطلق بعد أسبوع من الآن فستكون في نويبع.

تعتمد رحلات الصوم عن الكلام على الذهاب إلى منتجع بيئي أو فندق يتوفر فيه الهدوء، والمساحات الخضراء، وحمامات السباحة، حتى يجتمع الماء مع الخضرة والهواء، على أن يلتزم كل من في الرحلة بالقواعد، فلا هواتف محمولة أو اتصال بالإنترنت، أو الحديث مع أي شخص لمدة 3 أيام متتالية مدة الرحلة.

يتجمع المشاركون في التجربة الروحانية صباح كل شروق، وفي نهاية اليوم عند الغروب، وذلك للحصول على فرصة للتأمل وشحن الطاقة، وفي الرحلات الجديدة، أضافت منى وبسنت العديد من الأنشطة التي يمكن أن يفعلها المشاركون خلال التأمل، وهي التعبير عن المشاعر عن طريق الرسم، أو الألعاب الجماعية التي تركز على تنمية الحواس وتعزيز الانتباه، لتعبير كل فرد عن احتياجاته دون الحاجة إلى التحدث بالكلمات.

توضح منى، لـ"الشروق": "نُعلم المشاركين في هذه الرحلات كيفية التواصل مع مشاعرهم من خلال الصمت، وإذا شعر أي شخص خلال التجربة بمشاعر قوية أدخلته في حالة نفسية غير جيدة، أتحدث معه سريعًا، وأعلمه كيف يتجاوزها".

بعد انتهاء التجربة، يتجمع المشاركون في لقاء خلال فترة الشروق ويبدأون في التحدث مع بعضهم، ووقتها تعبر المشاعر عن نفسها، ويبكي العديدين منهم، وأشارت منى إلى أن هذا التحرر من الأفكار والمشاعر السلبية هو ما يساعد على التعافي، والذي أقر به المشاركون بعد نجاح تجربتهم في التعافي بتجربة الصوم عن الكلام.

بالرغم من أن التجربة متاحة للجنسين من الرجال والنساء، إلا أن النساء هن الأكثر إقبالًا على المشاركة في التجربة، وهن الأكثر تعافيًا، وأوضحت منى أن الفكرة التي تشبه اليوجا والتي أسمتها "يوجا الصمت" تلقى رواجًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حاليًا، آملة أن تحقق رحلة نوبيع نفس نجاح الرحلتين السابقتين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved