هيثم أحمد زكى حلم لم يكتمل

آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2019 - 10:51 ص بتوقيت القاهرة

حاتم جمال الدين

عرف معنى الحزن مبكرا.. وبدأت حياته الفنية بين نجم الشاشة الأسمر والعندليب
مسلسل «الجماعة» كتب له شهادة ميلاد جديدة.. و«علامة استفهام» آخر ظهور فنى له

الإضراب.. والاغتراب.. مفردات عاشت مع الفنان الشاب هيثم أحمد زكى منذ يوم ميلاده فى 4 إبريل من عام 1984، وعلى عكس ما كان يتوقع المحيطون له بحياة يملأها بريق الأضواء والنجومية لطفل مولود فى عائلة فنية مرموقة، فالوالد هو نجم نجوم الشاشة أحمد زكى، والأم هى هالة فؤاد والتى كانت واحدة من أجمل الوجوه التى مرت أمام كاميرات الدراما السينمائية والتليفزيونية فى ثمانينيات القرن الماضى، فضلا عن تاريخ جده لأمه المخرج الكبير أحمد فؤاد، وخاله المخرج هشام فؤاد، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن؛ حيث انفصل والداها وهو فى السنوات الأولى من عمره.

تعرف الفتى الصغير على معنى الحزن مبكرا، وربما كان هذا الحزن هو الذى رسم نظرة الشجن الدائمة على ملامح وجهه، وذلك بعد أن أصيبت والدته بمرض السرطان، وسرعان ما هزمها، وتتوفى وهى فى ريعان الشباب، تاركة هيثم تحت رعاية جده وجدته وهو فى السادسة من عمره، ولكنهما يرحلان واحدا تلو الآخر خلال سنوات قليلة، لينتقل وهو فى سن الرابعة عشرة إلى رعاية خاله المخرج هشام فؤاد، والذى يتوفى بعدها بعامين، وينتقل بعد ذلك إلى رعاية والده الفنان أحمد زكى، والذى كان معروفا عنه أنه يعيش الفن بكل جوارحه، وعاش الفتى صاحب الستة عشر عاما حياة مضطربة إلى حد كبير، ورغم ذلك لم تدم تلك الرعاية المعنوية لأبيه طويلا؛ حيث أصيب النجم أحمد زكى وهو فى أوج تألقه بمرض السرطان، ورغم مقاومته للمرض بكل قوة رحل أحمد زكى فى 27 مارس من عام 2005، تاركا هيثم يواجه الحياة بمفرده وهو فى سن الواحد والعشرين من عمره، واعتبر الكثيرون من نجوم الفن وصناعه أن رعاية هيثم ودعمه وصية النجم الراحل.

دخل النجم الراحل عالم التمثيل من بوابة ذهبية عندما اختارته الشركة المنتجة لفيلم «حليم» لاستكمال مشاهد العمل الذى بدأه والده ولم يمهله القدر تصويره كاملا، وهو الفيلم الذى كان له خصوصيته، فهو آخر أحلام فتى الشاشة الأسمر، والذى يجسد فيه أيضا رحلة حياة أسطورة من أساطير الفن العربى، وهو العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ورغم أى شىء أثير حول هذا الفيلم إلا أنه كان من حيث المبدأ شهادة ميلاد لمشروع نجم جديد ينتظر أن يرث عرش أبيه.

وفى العام التالى قام النجم الشاب ببطولة فيلمه الثانى «البلياتشو»، لكنه شعر بأنه لم يكن مؤهلا لخوض البطولة على الشاشة بهذا الشكل، خاصة وأن الجمهور ينتظر منه ما يملأ الفراغ الذى تركه والده، فقرر التوقف عن العمل الفنى لثلاث سنوات أعاد فيها تقييم الموقف، واستعد بشكل جيد لعودة ترسم له ملامح جديدة على الشاشة بعيدا عن المقارنة بالعملاق أحمد زكى.

كانت العودة فى عام 2010 من خلال مسلسل «الجماعة»، والذى وضعه على بداية طريق جديد، حيث يشارك بعدها فى العديد من الأعمال ما بين السينما والتلفزيون، ومنها مسلسل «دوران شبرا»، الذى حصد بعده جائزة أفضل ممثل شاب فى مصر، وقدم فى عام 2012 دور بطولة فى مسلسل الجاسوسية «الصفعة»، وفى عام 2014 قدم دورا مهما فى مسلسل «السبع وصايا» والذى كان بمثابة شهادة فنية جديدة للنجم الشاب، واشترك مع الزعيم عادل امام فى بطولة مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» فى عام 2015، وظهر فى 2018 مع مسلسل كلبش 2.

وفى السينما قدم فيلم «كف القمر» و«نقطة دم» فى عام 2011، و«سكر مر» 2016 والكنز«1» 2017، والكنز «2» 2018، والذى كان آخر ظهور له على شاشة السينما، بينما كان ظهوره الأخير على شاشة التليفزيون فى رمضان الماضى من خلال مسلسل «علامة استفهام»، والذى قام ببطولته مع الفنان محمد رجب.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved