بالصور.. رجائي عطية يوقع «دماء على جدار السلطة» بحضور إبراهيم المعلم ودبلوماسين وإعلاميين

آخر تحديث: الخميس 7 ديسمبر 2017 - 1:24 م بتوقيت القاهرة

كتبت - شمياء شناوي:

• رجائي عطية: هذا العنف لا هو جاء من الإسلام ولا المسلمين ولا من البخاري ومسلم كما يقول أنصاف المتعلمين بل من الممارسات السياسية على مدى 14 قرنًا.

• سيد الغضبان: ما فعله المسلمون بالإسلام وبأنفسهم وبالمجتمعات الأخرى سببها هو السلطة وليس الإسلام.

• يوسف نوفل: كتاب يوضح بشكل قاطع أن لا خلافة في الإسلام والأمر كله ملكًا عظيمًا وسعى وراء السلطة

شهدت مكتبة مصر العامة، مساء أمس الأربعاء، حفل توقيع كتاب «دماء على جدار السلطة» للكاتب الأستاذ رجائي عطية، والصادر عن دار الشروق.

أدار اللقاء السفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبة مصر العامة، بمشاركة الأستاذ رياض طاهر مدير مكتبة مصر العامة، والدكتور يوسف نوفل، والأستاذ سيد الغضبان، وبمشاركة وحضور المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، والأستاذ أحمد بدير مدير عام الشروق، والسفير محمد الشاذلي ومصطفى الفراماومي مدير التزويد بالدار، ونانسي حبيب مساعد مدير النشر، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والكاتب إيهاب الملاح، وإكرام يونس مدير إدارة الأنشطة الثقافية والإعلام بمكتبة مصر، إلى جانب عددا من الشخصيات العامة والدبلوماسيين والإعلاميين ورجال السياسة، والمثقفين، وغيرهم.

وقال رجائي عطية: أشكر دار الشروق لتبني وإتاحة هذا الكتاب للقراء، والشكر موصول لكل من شاركونا هذه الندوة، وسأبدء بطرح سؤال «ما الذي كان عندي حينما وضعت هذا الكتاب؟»، فأقول كان اهتمامي بالحملات المتوحشة ضد الإسلام، منذ ثماننينات القرن الماضي وأكثر ما خرجت به أن الإسلام مبتلى بأبنائه أكثر من أعدأه، وقد شغلني ما مصدر هذا العنف المنسوب إلى الإسلام؟ ولماذا رمز السيفين المتقاطعين على شعار الإخوان، مع أن أساس الإسلام هو «الحكمة والموعظة الحسنة»، وتوصلت إلى أن هذا العنف لا هو جاء من الإسلام ولا المسلمين الأسوياء ولا أيضًا من البخاري ومسلم كما يقول أنصاف المتعلمين، بل جاء جراء الممارسات السياسية على مدى 14 قرنًا.

وأضاف: قررت أن أحل اللغز والتناقض وراء سر التقدم الحضاري المذهل الذي حققه المسلمون على مدى 14 قرنًا وهذا التوحش في إراقة الدماء والممارسات السياسية، وأهتديت إلى أن المجمل بأن «الحضارة تقدمت بقوة الدفع الإسلامي، والتردي وإراقة الدماء فسببها كان الإنحراف عن الإسلام»، وكان السؤال الأخير الذي يشغلني هل الخلافة الإسلامية التي جرت بسببها كل هذه الدماء أصل من أصول الحكم في الإسلام أم لا؟، وقررت أن أوصل هذه الإجابة بالأدلة التي يحتاجها الناس ويبحثون عنها، خاصة أنه أتاح لي ما كتبه غيري على مدى أكثر من قرن من الزمان، وكان ابن خلدون هذا العظيم مرشدي الأكبر، وكذلك كتب الأستاذ عباس محمود العقاد، والفقيه الدستوري عبدالرازق السنهوري، وعبدالحميد متولي، وعلى عبدالرازق، وتوصلت إلى العديد من الأدلة الدامغة التي تثبت أن «لا خلافة في الإسلام» وأن خلافة الخلفاء الأربعة كانت ناقصة لأنها لم تقم على البيعة؛ فالرسول «ص» لم يبايع أحدًا، وقد وضع القرآن مبادى الحكم في 11 آية، ولم يضع نظامًا للحكم، ولا يوجد نص قرأني واحد أو حديث نبوي يتحدث عن الخلافة، أو يثبت أن الرسول أوصى بأن يكون له خليفة، وهذا يؤكد أن الخلافة، ليست أصل من أصول الحكم في الإسلام.

ومن جانبه، قال سيد الغضبان: إن هذا الكتاب بمثابة مرجعًا هامًا لمن يريد معرفة التاريخ الإسلامي، أو «تاريخ المسلمين» كما يقول المؤلف، فالكتاب يتضمن هذا التاريخ بكل احبطاته وخيباته، ويثبت أن الإسلام برئ منها، وأن السبب فيها هم المسلمون الذين تعاملوا بشكل مخالف لقيم القرآن العليا، فهو كتاب يرصد التاريخ بدقة وأمانة، ليروى لنا أن ما حدث من جرائم قتل وإراقة الدماء، وما فعله المسلمون بالإسلام وبأنفسهم وبالمجتمعات الأخرى، سببها هو السلطة وليس الإسلام، وأن الدماء التي بدأت في عهد معاوية ولا تزال تجرى إلى الآن بأسماء أخرى كطالبان وداعش وغيرها من الجماعات، سببها السياسة وليس الإسلام، وفي هذا الكتاب يستشهد المؤلف بمجموعة كبيرة من الأحداث، وثق جميعها سواء بالرجوع إلى الكتب التراثية أو كتب المؤرخين أو آراء البعض مما تناولوها في أعمالهم قبل هذا الكتاب، مضيفًا أن أهم ما في الكتاب أنه يهدم الإدعاء الكاذب والخاطيء الذي تتبناه الجماعات الإرهابية، بأنها تقيم الخلافة الإسلامية، باعتبار أن الإسلام ليس فيه خلافة من الأساس، وبأنها ليست من أحد أركانه، كما يقدم العديد من النماذج بالغة العنف منذ عهد معاوية بن أبي سفيان، لكنها ليست بسبب الإسلام، بل من أجل السلطة، والتي جعلتنا نرى كيف قتل الرجل أبنه كما حدث في الخلافة العثمانية مع السلطان سليمان القانوني والابن يقتل أخوته، وهذا كله يؤكد أن السبب هو توريث السلطة، وليس الإسلام، كما يقدم الكتاب لمحة عن المقاصد العليا للإسلام، وكيف نظم القرآن ووضع القواعد العامة بدقة شديدة لبناء مجتمع قائم على الشورى بمعنى الديمقراطية الآن، ليحافظ على المصالح العليا للمجتمع والإنسان الذي يعيش بداخله، وهذا الأمر هو جوهر الإسلام، مؤكدًا، نحن في أمس الحاجة الآن إلى أن تطرح الأفكار الواردة في الكتاب أمام القاعدة الكبيرة من الجماهير؛ فشيء محزن أن نرى الشباب يحفظون ما ورد في الكتب المسمومة التى تدعو إلى هدم المجتمع ولم يقرأوا كتابًا على هذه الدرجة من الأهمية.

وفي مداخلة من الأستاذ الدكتور يوسف نوفل، قال: أود أن أقدم الشكر أولًا وقبل أي شيء إلى «دار الشروق» التي أتاحت لنا كتاب على هذه الدرجة من الأهمية، وهذا ما تعودنا عليه في إصدراتها القيمة، وثانيا هذا الكتاب استكمالًا لمسيرة الأستاذ رجائي عطية فيما قدمه لنا على مدار تاريخه، وهو بمثابة وحدة عضوية تربط بين أعماله كلها مجسدة ومبلورة في هذا الكتاب، فهو تصحيح للخطاب الاجتماعي والسياسي والديني؛ حيث وضح بشكل قاطع أن لا خلافة في الإسلام باستثناء الخلفاء الأربعة، واستشهد بذلك بما يعود لعصر الرسول والصحابة وعليَّ، وما عدا هذا فالأمر لا يعدوا كونه ملكًا عظيمًا، وسعى وراء السلطة، وبهذا تحولت «الخلافة إلى اختلاف»، مضيفًا في هذا الكتاب نقد للتاريخ لاستشراف المستقبل، وجرس تنبيه للأجيال المعاصرة والقادمة، وأشاد نوفل بخاتمة الكتاب التي حملت عنون «براءة الإسلام من هذه الدماء»، واصفًا إيها بملخص شامل للكتاب، ومطالبًا بترجمتها لأنها تعالج كل المفاهيم الخاطئة للغرب عن الإسلام، وأن سببها الأوحد هو جرثومة عشق السلطة، خاتمًا كلمته بأن الكتاب غطى من خلال «416» صفحة 14 قرنًا من الأحداث.

وفي سؤال من السفير محمد الشاذلي: لماذا تقدمت أوروبا وتخلفنا نحن؟ قال الأستاذ رجائي: العقل الأوروبي تخلص من سيطرة الكنيسة على العقل الإنساني، من خلال مناداته بالعلمانية إلى جانب دور "مارتن لوثر كنج" وتحدثه عن صكوك الغفران، فأنطلق العقل للإصلاح دون عوائق، أما عندنا فلم يظهر في تاريخنا على مدار 14 قرنًا، من قرع أجراس الخطر، بل ظهرت لنا كيانات إراقة الدماء جزء من ثقافتهم وفلسفتهم، فكانت وسيلتهم للوصول إلى الحكم هو ربط رغبتهم فيه بالعقيدة الإسلامية، ولكني مع ذلك أوكد أننا لسنا في حاجة للعلمانية، فهي تدعو إلى "إعلاء العقل والإسلام أعلاها من قبل، وتسعى إلى العلم وأمرنا به القرآن، وتنادي بالحرية وهي في بنية الإسلام"، ولكن ما حدث هو عقود انحطاط جعلتنا نرى سليمان القانوني يقتل ابنه، وبأن الأخ قتل 19 من أخوته، ورأينا قصة الأمين والمأمون، الذي صلب أخاه ثلاث أيام بعد أن جز رأسه من أجل السلطة.

وفي مداخلة من سيدة لبنانية قالت: إن "«القبلية» هي السبب في إراقة الدماء؟ فرد «عطية»: "القبلية كانت أحد المعايب التي قاومها الإسلام، لكن العيب ليس في القبلية، ولكن في انقلاب الخلافة الكاملة إلى ملكية وراثية اصطنعها معاوية، والدليل أن الذي تولى الخلافة بعد الرسول كان أبي بكر ولم يكن من البيت الهاشمي، ثم تولى من بعده عمر من بني عدي، وعند طعن عمر، كان هناك مجلس الشورى من 6 من الصحابة، جميعهم من قبائل مختلفة بالإضافة إلى ابنه ليرجح الكفة إذا تساوت الآراء، وطلب منهم اختيار من يخلفه، إذًا الخلاف ليس بسبب القبلية.

تجدر الإشارة إلى أن رجائي عطية أصدر أكثر من 90 كتابًا من بينهم: «ماذا أقول لكم، إبحار في هموم الوطن والحياة، الإنسان العاقل وزاده الخيال، تأملات غائرة، ودماء على جدار السلطة».

اقرأ أيضًا:

الدكتور يوسف نوفل يكتب: رجائى عطية فى «دماء على جدار السلطة»

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved