الرئيس البرازيلي بولسونارو.. يؤيد التعذيب والقتل.. ويعادي المرأة وذوي البشرة السمراء

آخر تحديث: الثلاثاء 8 يناير 2019 - 5:31 ص بتوقيت القاهرة

محمد عبد الجليل

أدى الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جائير بولسونارو، يوم الثلاثاء الماضي، اليمين الدستورية أمام برلمان البلاد ليصبح الرئيس الـ38 للبرازيل، خلفًا للرئيس السابق ميشال تامر، بعد فوزه على منافسه اليساري فيرناندو حداد في أكتوبر الماضي.

فوز بولسونارو بالرئاسة أثار قلق العديد من المتابعين بسبب تصريحاته ومواقفه اليمينية المتطرفة التي يقود بها البلاد.

الرئيس المثير للجدل رفعت حملته الانتخابية عند ترشحه للرئاسة شعار «البرازيل قبل كل شيء، والله فوق الجميع».

وترصد «الشروق» في هذا التقرير أبرز ملامح شخصية الرئيس الجديد للبرازيل التي تعد واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم.

- جذوره العائلية

- ولد جائير بولسونارو يوم 21 مارس عام 1955 في بلدة غليسيريو بمدينة ساوباولو أكبر مدن البرازيل، لعائلة كبيرة تعود جذورها إلى مهاجرين إيطاليين، جاءوا إلى البرازيل عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.

-الأسرة والأبناء

متزوج ولديه ابنة من زيجته الحالية، فضلًا عن أربعة أبناء من عدة زيجات سابقة، 3 من بين النساء التي تزوجهن كن يعملن في المجال السياسي.

-مسيرته المهنية

بدأت المسيرة المهنية لبولسونارو عقب تخرجه من أكاديمية أجولهاس نيجراس العسكرية عام 1977، ثم تلقى تدريبًا داخل إحدى المدارس العسكرية على التربية البدنية، بعدها التحق بمدرسة لتأهيل الضباط، قبل أن يخدم عقب ذلك في سلاح المظلات، وخلال خدمته كان يلقب بـ «الحصان القوي»؛ نظرًا لقوة بنيته.

الفترة التي قضاها «بولسونارو» في الجيش لم تمر دون أن يثير الجدل، فقد تعرض للاعتقال عام 1986 على خلفية احتجاجاته على الأجور المنخفضة للعسكريين البرازيليين، لكن المحكمة برأته عام 1988، ليقرر التقاعد في العام نفسه، ويبدأ مشواره السياسي من مدينة ريو دي جانيرو.

انتخب في عام 1988 نائبًا في المجلس البلدي، ثم نائبًا في مجلس النواب عام 1991، ودخل البرلمان بعدها عدة مرات ممثلًا لعدة أحزاب مختلفة، منها الحزب الديمقراطي المسيحي، والحزب التقدمي للإصلاح، والحزب الليبرالي البرازيلي، والجبهة الليبرالية، ثم انضم إلى الحزب الاشتراكي المسيحي في الفترة من 2016 إلى 2017.

-«ترامب المناطق الاستوائية»

يُعرف بولسونارو بتمجيده للحقبة الديكتاتورية التي عانت منها بلاده بين عامي 1964 و1985، فقد شدد على ضرورة أن تعود البلاد إلى الصرامة التي كانت عليها في تلك الفترة، واصفًا إياها بالفترة المجيدة، هذا إلى جانب أنه لم يخف تأييده لممارسات التعذيب بقوله في لقاء تليفزيوني عام 1999: «أنا أؤيد التعذيب، والناس كذلك يؤيدون الأمر ذاته».

أعلن الرجل كذلك عن إشادته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا إياه مثلًا أعلى له، وهو ما دفع البعض لتسميته بـ«ترامب المناطق الاستوائية»، نتيجة تشابه السياسات والتصريحات، بل ذهب البعض إلى اعتباره أشد خطورة من ترامب ذاته.

ولأجل إحلال القانون والنظام في البلاد ذهب إلى ضرورة أن تسهل الحكومة اقتناء الأسلحة لدى كل مواطن صالح، لأن «استعادة الأمن هي أولويتنا، فهي بمثابة أمر عاجل»، ولهذا قال إن «كل رجل شرطة لا يقتل، لا يمكن اعتباره رجل شرطة من الأساس».

-سجل حافل بالعداء للمرأة وذوي البشرة السمراء والمثليين

اعتمد الرئيس البرازيلي الحالي في حملته على عدة وعود شبيهة بالتي وعد بها نظيره الأمريكي، مثل «تحرير البلاد من الاشتراكية، وتوحيد الشعب، وإنقاذ الأسرة البرازيلية واحترام الدين والتراث اليهودي المسيحي»، وفي الوقت ذاته كان سجله حافلًا بالتصريحات المعادية للمرأة والمثليين وذوي البشر السمراء.

ففي عام 2014 تهجم على زميلته في البرلمان، وهي نائبة من اليسار، بقوله إنها لا تستحق أن يغتصبها لأنها قبيحة، وليست جذابة بما يكفي، موضحًا: «ليست نوعي المفضل من النساء، وأنا في الواقع لست مغتصبًا، لكنني لو كنت كذلك بالفعل، لما فعلت هذا معها، لأنها لا تستحق هذا العناء».

وعندما سئل في 2011 فيما سيقوم به لو أحب ابنه امرأة ذات بشرة سمراء، أجاب: «لن أضع نفسي في هذه المعضلة، لأن أبنائي تعلموا جيدًا»، ليس هذا فحسب بل نظر إلى إنجاب الفتيات باعتباره «ضعفًا»، كما قال إنه لن يوظف النساء بصورة متساوية مع الرجال، نظرًا لحصولهن على مزايا عمل أكثر.

ولم تكن تصريحاته عن المثليين أقل عدائية من تصريحاته عن النساء، فقال في مقابلة صحفية عام 2011، إنه يفضل أن يموت ابنه في حادثة، على أن يكون مثلي الجنس، لأنه لن يكون قادرًا على أن يحبه إذا كان كذلك بالفعل.

ومنذ توليه منصبه، اتخذ عدة قرارات من شأنها تقويض حقوق السكان الأصليين للبلاد، واستبعاد حقوق مجتمع المثليين من حماية وزارة حقوق الإنسان في الحكومة.

وكان عشرات المثليين قد اندفعوا نحو الزواج قبل أن يتسلم بولسونارو منصبه خشية أن يمنع زواجهم الذي تم تقنينه في البلاد منذ عام 2013.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved