متظاهرو «جمعة الكرامة» يؤدون صلاة الغائب على روح «بلعيد» بميدان التحرير
آخر تحديث: الجمعة 8 فبراير 2013 - 1:48 م بتوقيت القاهرة
مصطفى عبد التواب
أدى عشرات المتظاهرين في «جمعة الكرامة» بميدان التحرير بوسط القاهرة، ظهر اليوم الجمعة، صلاة الغائب على روح شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، والقيادي بالجبهة الشعبية التونسية المعارضة، والذي لقي مصرعه في عملية اغتيال، يوم الأربعاء الماضي.
وأثار اغتيال المعارض التونسي ردود فعل واسعة في جميع أنحاء العالم، وأبدت رموز سياسية مصرية تخوفها من انتقال الأسلوب ذاته إلى مصر، التي تشهد صراعا عنيفا بين النظام الجديد برئاسة محمد مرسي، المدعوم بقوى إسلامية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وتيارات معارضة معظمها ليبرالية ويسارية تطالب بتغيير جذري في سياسات الدولة، وتصل أحيانا إلى المطالبة بإسقاط الرئيس المنتمي للتيار الإسلامي.
ورفعت المنصة الرئيسية في ميدان التحرير لافتة كبيرة تتهم جماعة الإخوان المسلمين بـ«ارتكاب عمليات اغتيال سياسي» لـ«بلعيد» في تونس، و«جيكا» و«كريستي» في مصر، وتوعدت بالقصاص لهم.
وبلعيد هو محام ولد عام 1964 بحي شعبي جنوبي العاصمة تونس، وكان من مؤسسي حركة الوطنيين الديمقراطيين التي تتبنى شعارات العدالة الاجتماعية، بما في ذلك الدفاع عن العمال والفلاحين الصغار.
وقبل أسابيع من مقتله، انتخب أمينا عاما للحركة، وهي جزء من الجبهة الشعبية اليسارية، التي تضم إجمالا 12 حزبا، من أهمها حزب العمال «حزب العمال الشيوعي سابقا».
ولم يتمكن «بلعيد» من دخول المجلس الوطني التأسيسي، بعد خسارته في انتخابات 2011، وكان خصما سياسيا عنيدا للائتلاف الحاكم، ومنتقدا بشكل خاص لحركة النهضة «إخوان تونس»، التي اتهمها بالتغول السياسي وبالفشل في إدارة المرحلة الانتقالية، وإرخاء العنان للسلفيين، وهو ما نفته مرارا القوة السياسية الأكبر في البلاد.
وفي آخر ظهور له في الإعلام، حذر شكري بلعيد من احتمال حدوث اغتيالات، وبعد ساعات من ذلك تلقى رصاصات عدة عندما كان يهمّ بركوب سيارة مستأجرة أمام عمارة سكنية يقع فيها منزله في ضاحية المنزه السادس بالعاصمة ليكون أول سياسي يُغتال بعد الثورة.