«مولوتوف» «إعـدام» «ولـع» «أجناد مصر».. أبرز حركات «العنف» الجديد

آخر تحديث: الثلاثاء 8 أبريل 2014 - 12:31 م بتوقيت القاهرة
تحقيق ــ مصطفى هاشم وأحمد عويس

تزايدت في الفترة الأخيرة حركات العنف فى مصر، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، والضربات والملاحقات الأمنية واستخدام القوة والعنف فى المظاهرات، وهروب القيادات، وظهر عدد من المجموعات التى يجمعها الجنوح إلى العنف، وتتفاوت خطورتها.

ومؤخرا أعلنت جماعة تطلق على نفسها «أجناد مصر» عن مسئوليتها عن التفجيرات التى حدثت أمام جامعة القاهرة وأدت إلى وفاة شخصين أحدهما ضابط شرطة برتبة عميد، وإصابة 5 من عناصر الشرطة، ويعتقد أن هذه المجموعة ــ التى أعلنت عن نفسها فى 23 يناير الماضى ــ لا تزال قليلة العدد، ونفذت حتى الآن 8 عمليات فى القاهرة والجيزة.

وبالرغم من أن معظم هذه المجموعات الجديدة ليس لها سابقة خبرة كبيرة فى أعمال العنف إلا أنها تتطور بشكل سريع بفضل التطور التكنولوجى السريع الذى أصبح من السهل تعلم أى شيء من خلاله، حيث إن هذه المجموعات لم تستعمل المنتديات الجهادية لبث بياناتها مثل جماعة «أنصار بيت المقدس»، واقتصرت على استخدام موقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيس بوك» الذى يسهل تتبعهم من خلاله، وهو الأمر غير المعتاد فى المجموعات الجهادية التى تعتمد بشكل أصيل على منتديات ومواقع جهادية كشبكات «شموخ الإسلام»، أو «الفداء» أو «أنصار المجاهدين»، أو «حنين». كما أن معظم هذه المجموعات لم تعرض وثيقة مرجعيتها الشرعية وإطارها الفقهى، ــ إلا مجموعة تسمى «أجناد مصر» أعلنت عن مبايعتها لتنظيم القاعدة فى بيانها الأول الصوتى والذى حذفته المجموعة بعد نصف ساعة فقط من على شبكة الإنترنت ــ مما يشير إلى أنهم مجموعة من الشباب الغاضبين من السلطة الحالية، فضلا عن أن معظمهم تعلم الوسائل الحديثة لحماية نفسه، حيث يستخدم مسئولو الصفحات متصفحا ألمانيا يسمى «تور»، كما يستخدمون برامج لتغيير الـIP الخاص بالكمبيوتر، فضلا عن طرق أخرى لضمان الأمان، وذلك بعد أن تم القبض على نحو 60 شخصا من مسئولى مثل هذه الصفحات الإلكترونية من قبل قوات الأمن بسبب بعض الأخطاء التقنية.

أعضاء هذه الحركات لايستخدمون المنتديات الجهادية ويستخدمون «فيس بوك» للإعلان عن عملياتهم لتكون قريبة من الشباب

«مولوتوف ضد الانقلاب»، و«إعدام»، و«أجناد مصر»، و«ولع»، و«بلطجية ضد الانقلاب»، وحملة «هنجيبكم»، و«أجناد مصر».. هى أبرز الحركات التى أعلنت دون مواربة عن خطط وتكتيكات لاستهداف ممتلكات وسيارات الشرطة والجيش، وسط نفى رسمى من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وبيانات رسمية تستنكر العنف.

ومع تصاعد وتيرة العنف المفرط للقوة من جانب قوات الأمن واستخدامها للرصاص الحى فى إنهاء التظاهرات، صعدت المجموعات الجهادية من أعمالها ضد قيادات ومنشآت أمنية، فيما بدأ بعض شباب الإخوان وحركات إسلامية وحتى غير إسلامية يجنحون إلى العنف وتشكيل مجموعات قريبة من المجموعات الجهادية ترى أن العنف يجب أن يواجه بالعنف، وأن السلمية لم تأت بنتيجة فى ظل قمع قوات الأمن للتظاهرات.

يقول أحد قيادات الإخوان الموجودين فى الخارج لـ«الشروق» إن الإخوان ينقسمون حاليا إلى مجموعتين: المجموعة الأولى وهى ــ قليلة ــ ترى ضرورة القبول بمواءمات مع القوى السياسية والتنازل عن فكرة عودة مرسى، ومنهم من يبحث عن حل للتصالح مع النظام الحالى، أما المجموعة الأخرى ــ الأكثر عددا والقطاع العريض والفاعل حاليا ــ فغير قابلة بالأساس لفكرة المواءمة مع قادة النظام الحالى وتصر على استكمال الطريق والصدام بأى شكل من التضحية، ويترجم ذلك فى البيانات الرسمية التى تصدر عن التحالف الذى عاد ليستخدم التحفيز التصعيدى فى المواجهة بعد أن شعر أن مكانته تهتز فى الفترة الأخيرة وبعد شعوره بوجود إحباط لدى بعض الفئات فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد عدم نجاح «إسقاط الانقلاب» فى ذكرى 25 يناير، حيث قال فى بيانه رقم 179 فى رسالة وجهها للشباب «هل أنتم مستعدون لتبذلوا المزيد كى ينهك الباطل وينتصر الحق، وتبدعوا أكثر لنسقط الظالم بعد أن يجن جنونه، وتضحوا أكثر لنحافظ على حقوق الشهداء والمكسورين والمصابين والمسجونين؟»، بالرغم من تأكيده المستمر على انتهاج السلمية الثورية ومن أساليب اللاعنف فى «مقاومة النظام».

وكان الشباب قد بدأ بالفعل فى التحرك فى هذا الإطار قبل حتى إصدار مثل هذه البيانات من التحالف الوطنى لدعم الشرعية، خاصة بعدما رأى الشباب الكثير من زملائه يقتل فى الشوارع لمجرد التظاهر، حيث نشأت مجموعات تتخذ سبيل العنف ضد عناصر الأجهزة الأمنية، مبررة ذلك بأنهم يساعدون فى قتل الشباب السلمى، ومن بين الشعارات التى ظهرت مؤخرا لحركة «مولوتوف ضد الانقلاب»: «ما دون الأرواح فهو مباح»، وأصبح بعض شباب الإخوان يضعون صور أسامة بن لادن والظواهرى وسيد قطب، وينقلون الفتاوى الجهادية الخاصة بتحريم الالتحاق بالجيش لأنهم يكفرون الجيش، فيما أعلن بعض شباب الإخوان وغيرهم من الشباب الإسلاميين عن عدم اقتناعهم بأسلوب التحالف المصمم على السلمية فى التظاهرات، وكلما بدأ حديث فى الإعلام حول مبادرات صلح يزداد الهجوم على الإخوان من قبل الإسلاميين أنفسهم والمتعاطفين معهم، حتى أنهم انتقدوا وسخروا من بيان إدانة التحالف الوطنى لدعم الشرعية لاغتيال اللواء محمد سعيد مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، كما شنوا هجوما على تصريحات الدكتور جمال حشمت الأخيرة التى أكد فيها «استعداد الجماعة للرجوع خطوة أو خطوتين للوراء»، مما أدى إلى تراجعه فى اليوم التالى مؤكدا أنه لم يقصد تنازلهم عن مطلب عودة مرسى للحكم.

من ناحيته قال أدمن صفحة «إعدام» إن القائمين على الصفحة لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وغير منضمين إلى أية تيارات فكرية أو أحزاب سياسية، قائلا «السياسة تأتى فى المرتبة الثالثة أو الرابعة فى أولوياتنا، أما القصاص وتعويض أسر وأهالى الشهداء هو شغلنا الشاغل».

وكانت الحركة قد أعلنت فى 14 مارس ــ فى بيان لها ــ أن عدد أعضائها وصل إلى نحو ألفين فى مختلف المحافظات، كما قالت إن «كل قاض ووكيل نيابة وإعلامى وسياسى ورجل أمن ومجند وعسكرى وبلطجى أو أعضاء الحزب الوطنى المنحل المفرج عنهم أو أى شخص شارك بقتل أو اعتقال أو حبس أو جرح المتظاهرين المناهضين لحكم العسكر وللانقلاب العسكرى بشكل مباشر أو غير مباشر يعتبر هدفا شرعيا هو وأفراد عائلته وممتلكاته وأمواله، وأى مقر شرطة أو حاجز عسكرى أو مدرعة يتصدى للتظاهرات ويعيق تحركات المتظاهرين ويحاول فض المظاهرات والاعتصامات والمسيرات أو الاعتداء عليها أو إطلاق البلطجية منها بين المتظاهرين سيتهم حرقها بمن فيها وتصفية كل أفرادها عن بكرة أبيهم، لذلك نطلب من كل شخص يخشى على حياته ألا يشارك بمثل هذه الأفعال وإيقاف من يقوم بها عند حده وحماية المظاهرات والمتظاهرين والقيام بالعمل الذى وضع لأجله، وكما سنقوم بمهاجمة السجون وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين منذ إعلان الانقلاب العسكرى فى 3 يونيو».

أضاف أدمن حركة «إعدام» لـ«الشروق» أن أغلب الحركات التى تشبه «إعدام» مكونة من أقارب وأصدقاء ضحايا رابعة والنهضة، وهم ليسوا بالضرورة إخوانا، وأن سياسة السلطة الحالية وطريقة إدارتها للأمور هى التى شجعت أعضاء الحركة على الاستمرار، مشيرا إلى أنهم يعادون قوات الشرطة وليس الجيش فقط.

وعن سبب لجوء الحركة ومثيلاتها إلى العنف، قال الأدمن: انظر إلى فض الاعتصامات والمظاهرات ابتداء من 25 يناير2011 حتى الآن، وستدرك من بدأ بالعنف، مستنكرا محاكمة أعضاء حركة «بلاك بلوك» والتى كانت تناهض نظام المعزول محمد مرسى».

وكشف الأدمن لـ«الشروق» عن أن حركة إعدام تأسست مطلع العام الجارى، واستغرق تنفيذ فاعلياتها على الأرض شهرا كاملا، مضيفا ما هو نصه « نشاطنا الرسمى بدأ بحرق سيارات أسر الجنود، وإعدام بلطجية وحرق بوكسات وسيارات الشرطة والاستحواذ على السلاح الموجود فيها».

وتابع الأدمن أن حركات مثل مولوتوف وإعدام وبلطجية ضد الانقلاب، أثبتت أن الحكم العسكرى لا يؤثر فيه سوى المقاومة المسلحة، مشيرا إلى أنه سيتم حل الحركة بخروج «العسكر» من المشهد، ومحاكمة كل من تسبب فى إسقاط قتلى وجرحى والإفراج عن المعتقلين قائلا « وقتها سنعلن وقف عملياتنا».

وتواصلت «الشروق» مع أدمن صفحة « مولوتوف ــ الزقازيق» والذى نفى عن الصفحة وأعضائها أن يكونوا منتمين للإخوان، قائلا «مولوتوف والكثير من الحركات الأخرى التى نتعاون معها ليس لها علاة بالإخوان من قريب أو بعيد.

أضاف أدمن «مولوتوف ــ الشرقية» الشيء المشترك بين معظمنا هو فقدان أشخاص نعرفهم فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، وأغلبنا كان فى الاعتصامين، والاستهانة بحقوق هؤلاء بعد ذلك كان بمثابة «اللحظة الفاصلة» ــ على حد قوله.

وكانت إدارة موقع «فيس بوك» قد أغلقت عددا من الصفحات التابعة لجهاديين أو لبعض الحركات العنيفة منذ نحو شهر، ومن ضمنها صفحة «مولوتوف ضد الانقلاب»، وكانت قبل إغلاق صفحتها الرسمية قد أعلنت عن إنشاء جناح مسلح للحركة تحت مسمى «كتائب الشهيد»، بخلفية لوجو «عبارة عن شخص ملثم يضع خلف ظهره «آر بى جيه».

وذكر أول بيان لـ«كتائب الشهيد» قبل غلق الصفحة بعدة ساعات «أصبح عدد الشهداء الآن بالنسبة للبعض مجرد أرقام وتزيد مع الوقت هذه الأرقام بطريقة بشعة دون أن يلاحظوا أن هذه الأرقام دمرت قلوبا وبيوتا كانت هذه الأرقام عمادها.. هذا الجناح العسكرى مخصص فقط للقصاص من كل من تورط فى قتل الشهداء من بداية الانقلاب حتى يومنا هذا، وهم مجموعة من البلطجية، والإعلاميين، والقضاة، وضباط وقيادات أمنية من الجيش والداخلية، ورجال أعمال.. أسماء كل هؤلاء وعناوينهم مع كتائب الشهيد».

وعن الملاحقات الأمنية قال الأدمن لـ«الشروق»، «إنه تم القبض على عدد كبير من أعضاء الصفحة، وهرب آخرون، مرجعا ذلك إلى أخطاء من جانب مديرى الصفحات الإلكترونية التى كانت توفر ثغرات استغلتها أجهزة الأمن، لافتا إلى أن شرطة الإنترنت تلجأ إلى أساليب الخداع لإظهار العناصر وكشفها، وأنهم تمكنوا بالفعل من إغلاقها 3 ممرات، لكن «أعضاء مولوتوف» لم يتأثروا بذلك ونشاطهم فى توسع مستمر».

وكانت مباحث الإنترنت، قد أعلنت منذ أسابيع عن توصلها إلى 40 أدمن يتولون العمل فى أكثر من 90 صفحة، موالية لتنظيم الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لقيامها بالتحريض على الدولة وحرق مؤسساتها.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أنه تم غلق الصفحات التى تم التوصل إليها بعد القبض على مديريها وتحويلهم للنيابة، كاشفا عن أنه تم تتبع الصفحات المحرضة ضد تخريب مؤسسات الدولة والاعتداء على ضباط الشرطة والجيش وممتلكاتهم، وألقى القبض على المحرضين بغض النظر عن كونهم تابعين لجماعة الإخوان أم لا.

عمار مطاوع: «التحالف» ملتزم حتى الآن بضبط النفس.. وأية أعمال عنف تكون «تصرفات فردية»

من جانبه قال عمار مطاوع، القيادى الشاب بالإخوان وعضو اللجنة الإعلامية بالجماعة، إن الإخوان تنظيم مغلق، ولا يستطيع أحد من أفراده التغريد خارج السرب، وإن الإطار الحاكم للجماعة حتى الآن هو التزام ضبط النفس، وبالتالى فإن أية أعمال عنف تجرى تكون «تصرفات فردية» لا تمت للإخوان بصلة.

وتابع مطاوع: هناك إلحاح من جانب عناصر التنظيم خلال لقاءاتهم بقيادات الجماعة من أجل إتاحة ما سماه «الدفاع عن النفس» ضد ممارسات الأجهزة الأمنية وهو ما يقابل بالرفض، مطالبا بعدم مساواة حركات مثل إعدام ومولوتوف وولع بأجناد مصر وبيت المقدس.

موقع «إخوان ويكي» المعترف به من قبل الجماعة، أورد تحت باب بعنوان «الإخوان المسلمون والعمل السرى والعنف.. دراسة تاريخية ووثائقية: الإخوان لم يتخذوا العنف منهجا، ولكن كانت هناك أخطاء ولاشك، فتلك طبيعة البشر وتلك سنة كونية، لا يوجد عمل بدون خطأ، والذين لا يخطئون هم الذين لا يعملون».

وقال أحد قيادات الإخوان الشبابية لـ«الشروق» الأمر الواضح للشباب بأن يدافعوا عن أنفسهم بكل الوسائل الممكنة، ومفهوم السلمية تطور ليصبح أن «كل ما دون الأرواح فهو مباح» فنحن نبتكر الأفكار الجديدة لمقاومة العنف من الشرطة، ونموذجنا حاليا هو الثورة الأوكرانية التى نجحت بالإطاحة بالرئيس الأوكرانى».

وقال محمد السيسى العضو بجماعة الإخوان لـ«الشروق» منهج الإخوان يرفض العنف، وتاريخهم شاهد على نبذ الخروج عن السلمية إلا فى حالة الاحتلال الإنجليزى، وأن كتاب «دعاة لا قضاة» بمثابة وثيقة شاهدة على طريقة الإخوان فى التعامل مع الأمور».

وأضاف السيسى أنه بخلاف الجانب التاريخى فإن الواقع العملى فرض على الإخوان عدة تغيرات أثرت على واقعهم، منها غياب القيادة التى تحكم السيطرة على جيل الشباب حاليا، ما يصعب ضبط أدائهم وتحركاتهم، علاوة على « أفعال السلطة» التى ينتج عنها «رد فعل» طبيعى للممارسات التى وصفها بـ«الوحشية».

وطالب السيسى منتقدى الإخوان بمراعاة أن المعادلة الآن تتكون من طرفين، ويجب إلزام السلطة عقب 3 يوليو بتغيير أدائها، ومطالبة «المنظومة الأمنية» بالتراجع عن الفتك بالإسلاميين، وهو أمر ضرورى لنجاح أية هدنة أو مراجعة.

الباحث فى شئون الحركات الاسلامية بالمركز الفرنسى للدراسات أحمد زغلول، فيعلق قائلا: فيما يخص المسئولية التنظيمية للجماعة عن العنف فنجد أنه تاريخيا لم يحسم الإخوان توجههم الاستراتيجى فى قضية العنف إلا عام 1984، حيث قررت الجماعة خوض انتخابات النقابات، ثم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والتحالف مع حزب الوفد الليبرالى، وكانت بداية حقيقية للتغير التدريجى باتجاه تجاوز العنف.

وأضاف زغلول: الأداء السياسى العام ضد جماعة الإخوان المسلمين والتضييق عليها، أدى إلى ظهور طرق لحماية تحركاتهم وفعالياتهم، وكانت البداية مع إيجاد ما يسمى بفرقة «الردع»، وهى جماعات منظمة فى إطار تظاهرات الجماعة فى «الجامعة» يتم تكليفهم يوم المسيرة بتأمين خط سيرها بهدف فرض هيبة للتظاهرات.

وأكد زغلول على أنه رصد خلال دراسة غير منشورة له بعنوان: «إخوان مصر.. صراع «الدولة» و«التنظيم»، أن الظروف السياسية دفعت الإخوان فيما بعد إلى تكوين ما يُعرف بفرق «الحماية والتأمين»، والتى ظهرت فى ميدان التحرير لحماية المظاهرات أثناء الثورة، واستمرت فيما بعد فى مهمة حماية التجمعات وضبطها وتنظيم الأمور.

استطرد الباحث: كانت هناك مجموعات مسئولة عن تنظيم وتسيير اعتصام رابعة ــ والذى كانت إدارته إخوانية عكس اعتصام التحرير، حيث كان يتم تحديد مدخل من مداخل الاعتصام لكل قطاع جغرافى (ثلاث أو أربع محافظات) تكون مهمتهم توفير العدد اللازم لتأمينها، ويتوقف هذا على من هو موجود، ومن لديه عدد أكبر وهكذا، وبعد ظاهرة الاعتداءات على مقار الجماعة وحزبها ووجود ما اعتبرته الجماعة عدم توافر حماية أمنية لها، بدأت تقوم بحماية المقار.

واختتم زغلول أنه عقب عزل مرسى أعلن تحالف دعم الشرعية عن لا مركزية العمل، وأكد أنه لا إمكانية للسيطرة على حركة الشباب، وبدأت تتكون مجموعات شبابية بصورة لا مركزية غير منتظمة وموجهة من قبل الجماعة مثل حركات «ولع»، «مولوتوف» من عدد من شباب الجماعة كرد فعل على حالة «السلمية» «السلبية» ــ كما يرونها ــ حيث يستهدفون قطاعات «الداخلية ــ الفلول ــ الإعلام ــ الجيش» لدورها السلبى فى تشويه الصورة الإسلامية عامة والإخوانية خاصة.

وفى هذا الإطار كان المهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة السلفى وأحد أعضاء التحالف الوطنى لدعم الشرعية قد اعترف بذلك قائلا على صفحته بـ«فيس بوك»: «أولى بشريات النصر أنه أصبح لدينا جيل من الشباب كسر حاجز الخوف.. فهو إن شاء الله جيل التمكين ولن يسمح لأحد أن يأخذ حقا من حقوقه.. دون تحرك الشباب فلن يكون للتحالف قيمة فالشباب هم من يحكم مصر الآن».

عمار على حسن: المجموعات تتكون ذاتياً وسط غياب القيادة

من جانبه قال عمار على حسن الباحث فى الاجتماع السياسى إن «أية تنظيمات ضخمة تصاب بضربة قاصمة تتشرذم فى النهاية، ومع هروب قيادات الإخوان تظهر مجموعات تتحرك « ذاتيا» وغالبا ما يلجأون للعنف، مضيفا أنه حتى لو كانت تلك المجموعات ليست بخطورة «بيت المقدس» إنما يكمن تأثيرها فى كونها مجهولة بالنسبة للأمن، وقلة عدد أفرادها تمكنهم من تنفيذ عمليات محدودة متتابعة.

تابع حسن لـ«الشروق» المشهد الحالى يشبه فى ملامحه كثيرا ما حدث فى السبعينيات، عندما استهدفت الدولة القوى الإسلامية وقتها ما نتج عنه قرابة الـ 70 مجموعة وتنظيما، كونوا بعد ذلك صفوفا من الإرهابيين الذين خاضت ضدهم الدولة حربا مريرة، ولا يجب الاستهانة بتلك العناصر الفردية التى وجدت البيئة الحاضنة للإرهاب بسبب الظروف الحالية ولطبيعة تكوينهم وتربيتهم على أفكار سيد قطب.

ورأى عمار أن علاج الوضع الحالى يكمن فى بدء معركة فكرية تجنى ثمارها على المدى البعيد، لأن الخطط الأمنية الحالية والملاحقات التى صححت الوضع فى السبعينيات لن تتمكن من ذلك الآن، بسبب مواقع التواصل الاجتماعى والوعى السياسى الذى يتمتع به الرأى العام عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved