في الذكرى الـ49.. أسر وتلاميذ «بحر البقر» يروون تفاصيل المجزرة الإسرائيلية

آخر تحديث: الإثنين 8 أبريل 2019 - 12:41 م بتوقيت القاهرة

الشرقية – فاطمة علي

"تختة مهشمة، وسبورة، وعلم مصر وبقايا ملابس تلاميذ وكراريس وأقلام» آخر ما تبقى من مجزرة «بحر البقر» التي تعرض لها تلاميذ المدرسة الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية، التي ارتكبتها القوات الجوية الإسرائيلية في 8 أبريل عام 1970، بقصفها لمدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، التي أدت إلى استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين.

يقول الحاج السيد محمد شرف، 57 عامًا، أحد المصابين في مجزرة بحر البقر في ذكراها الـ49، مسترجعًا تفاصيل الواقعة «وقتها كنت في تانية ابتدائي وكان عندنا حصة حساب فجاة سمعنا صوت غارة كبيرة وماحستش بالي حصل غير بعدها بـ3 شهور لما فقت».

وأضاف: «أصيبت بشظية في عيني اليسرى، وقطع في رأسي، وفتح في الصدر، وكسر في القدم».

وتابع شرف، أن الشظية الذي أصيب بها مازالت في عينه حتى الآن، وأنه عرض نفسه على طبيب عيون، «قالي لو طلعت الشظية هتأثر على عرق النور ومش هتعرف تشوف»، منوهًا بأنه يعمل باليومية في فصل الشتاء فقط، حيث لا يقوى على العمل بالصيف.

وناشد شرف، الحكومة بصرف معاش يكفل له حياة كريمة.

كان محمد محجوب، 71 عامًا، أحد شهود العيان على المجزرة، يقول: «كان يوم أسود لا يمكن محوه من الذاكرة»، حيث لا يزال صوت تحليق طائرات الفانتوم الأمريكية يدوي في أذنيه كلما تذكر ما حدث، وتلخص المشهد وقتها في «دم الأطفال وأشلاءهم التي جمعها مع الأهالي».

المحجوب، كان شابًا في الثانية والعشرين من عمره وقت المجزرة، تذكر تفاصيل الواقعة، قائلًا: «كنت قاعد مع أهل البلد وفجأة سمعنا صوت انفجار جاي من ناحية البر التاني بعيد عننا بحوالي كيلو.. جرينا على المدرسة لكن لقيناها كوم تراب وجنب منها اللي اتبقى من 3 صواريخ اتضربت بيها المدرسة».

وأشار الحاج محمد، إلى أنه قام بنفسه بنقل التلاميذ المصابين بواسطة أحد الجرارات الزراعية من المدرسة إلى مستشفى «الحسينية العام»، موضحًا أن المشهد كان ولا يزال أقسى مشهد مر عليه طوال سنوات عمره.

من جانبها، تقول الحاجة نبيلة علي محمد حسن، 77 عامًا، والدة أحد التلامذ الشهداء، إنها كانت في منزلها يوم المجزرة، حيث كانت تخبز في وسط المنزل الذي يبعد عدة أمتار قليلة عن المدرسة، إلا أنها فجأة سمعت صوت غارة قوية كسرت زجاج النوافذ من شدتها، قبل أن تهرول إلى المدرسة من أجل الاطمئنان على نجلها «ممدوح».

«لقيته غارق في دمه وقاطع النفس» تقول نبيلة بأسى قبل يساعدها أحد الأهالي لنقله إلى مستشفى الحسينية إلا أن فلذة كبدها كان قد فارق الحياة.

والدة ممدوح ناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل من أجل صرف التعويضات في القضايا التي رفعها أهل الشهداء على العدوان الإسرائيلي، قبل أن تطالب بأمنية هي الأخيرة لها، قائلةً: «نفسي أعمل عمرة قبل ما أموت».

وتقدمَّ عدد من أهالي الشهداء والمصابين في المجزرة، بدعوى قضائية قبل نحو 6 سنوات، لمطالبة إسرائيل بتعويضات مادية ومعنوية، لكن القضايا لم تُسفر عن صرف أية حقوق للمصابين واسر الشهداء حتى الآن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved