كورونا يضرب مخيمات اللاجئين باليونان وسط غياب الرعاية الصحية

آخر تحديث: الأربعاء 8 أبريل 2020 - 1:02 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي:

بعد تفشي جائحة كورونا، تزايدت الدعوات إلى دول الاتحاد الأوروبي لقبول اللاجئين وسط مخاوف من أن الفيروس قد ينتشر في مراكز إيواء اللاجئين المكتظة بالعديد من الأفراد.

ودقت المنظمات الإنسانية الدولية وجماعات حقوق الإنسان والأطباء، ناقوس الخطر مع انتشار الوباء؛ إذ تزايدت الدعوات لاتخاذ إجراءات لمنع وقوع كارثة طبية وشيكة، بحسب صحيفة جارديان البريطانية.

أدى تفشي المرض في مركزين بالقرب من أثينا لزيادة المخاوف بشأن نحو 36 ألف من الرجال والنساء والأطفال العالقين في جزر نائية مزدحمة؛ فهي أرض خصبة لتفشي الفيروس.

وذكرت الصحيفة أن التباعد الاجتماعي وغيرها من التدابير الاحترازية غائبة بهذه الأماكن؛ فضلا عن تزايد عدد المهاجرين من تركيا، الذي أدى إلى زيادة المخاوف بشأن الظروف غير الصحية لمراكز الاستقبال في اليونان.

قال الطبيب الهولندي ستيفن فان دي فيجفر، إن هناك عريضة كبيرة عبر الإنترنت تحث قادة الاتحاد الأوروبي على جلب اللاجئين إلى بر الأمان، من خلال الموافقة على استقبالهم من اليونان، ومنذ إطلاق تلك العريضة الأسبوع الماضي وقع عليها أكثر من 6 آلاف طبيب أوروبي.

وأضاف ستيفن: "أن الأمر يتطلب قوة خارقة لوقف هذا الفيروس القاتل من اختراق مخيمات الجزيرة، فهناك العديد من المخيمات المكتظة بالسكان في ليسبوس، وهي من أكبر الجزر اليونانية، كما أن العاملين في المخيمات يدخلون ويخرجون طوال الوقت مما يعمل على سرعة تفشي الفيروس"، بحسب الصحيفة.

المخيمات اليونانية محفوفة بالمخاطر
كما كشفت السلطات اليونانية عن تفشي الفيروس في مخيمات جزر مالاكاسا وريستونا؛ حيث تم إغلاق مخيم ريتسونا الذي يبعد 75 كم عن العاصمة، بعد اكتشاف 23 حالات مصابة بالفيروس من الأفارقة.

وقال مانوس لوغوتيس، السكرتير العام لوزارة الهجرة المسؤول عن استقبال اللاجئين، إنه تم إصدار قرار بالإغلاق في مركز استقبال اللاجئين، وتم عزل المنطقة بأكملها بعد عزل المصابين بالفيروس، من بينهم امرأة كاميرونية تبلغ من العمر 19 عامًا تبين أنها مصابة بعد الولادة في مستشفى أثينا "العاصمة".

وأضاف لوغوتيس: "كل الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس ليس لديهم أعراضا، كما أن معظم سكان ريستونا تحت سن الأربعين وهذا سيمنحهم القدرة على تجاوز الأزمة".

وظهرت عدد من حالات الإصابة بالفيروس بين السكان المحليين في ليسبوس، كما أن معظم طالبي اللجوء في مخيمات الجزيرة من سوريا وأفغانستان والعراق وأفريقيا، بسبب عدم قدرتهم على المغادرة بعد سياسة الاحتواء التي حددها الاتحاد الأوروبي، وجدوا أنفسهم في طي النسيان ، محاصرين في البؤر المقابلة للساحل التركي حتى ينظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم.

تقول سان فان دير كويج، طبيبة أمراض النساء الهولندية: "عندما يتعلق الأمر بانتقال الفيروس إلى مخيمات اللاجئين فهذا يعني أننا على وشك كارثة صحية"، موضحة بأنها عندما كانت تعمل لمساعدة اللاجئات الحوامل في ليسبوس، لم تكن هناك سوى 6 أسرة فقط للعناية المركزة فضلا عن اتساخها وغياب العمالة.

على نحو متزايد، أعربت المنظمات غير الحكومية، عن مخاوفها بشأن عدم إمكانية وصول اللاجئين إلى الاختبارات والمرافق الطبية والخدمات الأساسية، بما في ذلك محطات المياه والصنابير، كما ارتفعت الدعوات لإجلاء اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وسط التأثير المدمر للفيروس على السكان.

من ناحية أخرى، تدار المرافق في البر الرئيسي باليونان بشكل أفضل؛ حيث يتم إيواء اللاجئين في منازل مجهزة، وهو ما يتناقض مع مدن الخيام في جزر بحر إيجه التي تحملت وطأة أزمة المهاجرين واللاجئين لفترة طويلة، في ظل غياب الرعاية الصحية.

وأدى انتشار الوباء إلى وقف أي احتمال للعودة الطوعية للمهاجرين، بموجب خطة ممولة من الاتحاد الأوروبي أعلن عنها الشهر الماضي، كما تم تعليق أثينا لطلبات اللجوء استجابة لقرار تركيا المفاجئ بتخفيف القيود على الحدود والسماح للاجئين بالتوجه إلى أوروبا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved