خبير: أديس أبابا حولت ملف السد إلى نزاع بهدد السلم الدولى

آخر تحديث: الخميس 8 أبريل 2021 - 8:18 م بتوقيت القاهرة

محمد علاء

المفتى: إصرار إثيوبى على أخذ كل المنافع وتحميل مصر والسودان كل الأضرار

تنتظر قضية سد النهضة الخطوة التالية، بعد فشل محادثات كينشاسا، التى استضافتها الكونغو الديمقراطية، مؤخرا؛ بعدما رفضت إثيوبيا كل الخيارات والبدائل التى طرحتها مصر والسودان لتطوير المفاوضات، بما يمكّن الدول الثلاث من الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم قبل الملء الثانى.

ويرى عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولى مساعد عبدالعاطى، أن الخطوة التالية لمصر والسودان يجب أن تكون بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولى فى خطاب قانونى وسياسى واحد، يضعان من خلاله المجلس ــ باعتباره المعنى بحفظ السلم والأمن الدوليين نيابة عن المجتمع الدولى ــ أمام مسئولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة؛ للنهوض بدوره الموكل إليه.

وأكد عبدالعاطى، لـ«الشروق»، أهمية عرض الحقائق جميع أمام المجتمع الدولى بأسره، وعلى وجه الخصوص كيف أن التصرفات الإثيوبية منذ 2011 حتى اليوم حولت قضية سد النهضة إلى نزاع دولى يهدد السلم والأمن الدوليين، ورفضت عشرات المبادرات للوصول إلى اتفاق شامل لقواعد الملء والتشغيل.

وأشار إلى أهمية الدفع أيضًا بإفشال إثيوبيا المتعمد لاستكمال الدراسات الفنية الواجبة بشأن الآثار البيئية والاقتصادية التى أوصت بها اللجنة الدولية، فى تقريرها عام 2013؛ للوقوف على مدى ترتب أى آثار سلبية على مصر والسودان جراء إقامة هذا السد.

ومن جانبه، قال أستاذ القانون الدولى والعضو السودانى المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة أحمد المفتى: إن إثيوبيا تصر على الحصول على كل المنافع وتحميل السودان ومصر كل الأضرار.
وأضاف المفتى، عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، أن إثيوبيا تهدف من مفاوضات سد النهضة؛ الحصول على حصة من المياه خصما من حصتى السودان ومصر؛ لبيع الفائض منها لدول خارج الحوض، وليس الاتفاق على الملء والتشغيل من أجل توليد الكهرباء كما كانت تزعم منذ 2011.

ويعتقد المفتى أن الخيارات أمام السودان ومصر أصبحت محدودة جدا، وهى تنحصر فى 3 أمور، أولها: تراجع إثيوبيا عن تعنتها، والقبول بوقف أنشطتها جميع فى سد النهضة إلى حين الوصول لاتفاق ملزم، مضيفًا: «الراجح أن إثيوبيا لن تقبل بذلك الخيار، رغم أنه الخيار الأفضل لها».

أما الخيار الثانى، بحسب المفتى، فهو تدخل المجتمع الدولى (مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو خلافهما)؛ لإجبار إثيوبيا على وقف أنشطتها فى السد لحين الوصول إلى اتفاق، وهو احتمال ضعيف، ولكن لابد للسودان ومصر قانونيا اللجوء إلى ذلك الخيار، قبل اللجوء إلى أى نوع من المواجهات مع إثيوبيا.

وأضاف أن الخيار الثالث (والأخير) والذى لا يرغب فيه السودان ومصر، هو أن يدفعهما التعنت الإثيوبى، الذى يهدد حياة 150 مواطنا، إلى المواجهة المفتوحة مع إثيوبيا.

وتابع المفتى: قد بدأت الاستعدادات لتلك المواجهة بالفعل، مثل التنسيق العسكرى السودانى المصرى، ومن مظاهره مناورات نسور النيل 1 و2، واشتعال النزاع الحدودى بين السودان وإثيوبيا، وطلب السودان مؤخرا، سحب حوالى 4000 جندى إثيوبى أممى من منطقة أبيى بغربى البلاد، إضافة إلى تشكيل السودان لجنة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء؛ لحصر المصالح الإثيوبية فى السودان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved