#قصة_أثر (26).. جامع وزير خان.. تحفة أثرية قائمة في البنجاب منذ القرن الـ17

آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 11:01 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوزا أثرية مهيبة وتحفا فنية عديدة بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأماكن مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

 

لذلك، تعرض "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.

 

على أرض مملكة المغول، وتحديدا في القرن السابع عشر، شُيد مسجد وزير خان، الذي يعد اليوم أحد جواهر الهندسة المعمارية الباكستانية، والتحفة الفنية العريقة الباقية من عصر المغول، التي باتت مقصدا سياحيا لآلاف وملايين الزوار من العالم.

 

فلا زال المسجد الشهير يتربع على رأس المواقع التي تستقطب الزوار بفضل هندسته المعمارية الفريدة وزخرفاته الرائعة، في ولاية البنجاب الباكستانية، فقد صُمم ليمتلك 4 منارات مثمنة الزوايا، وفناء واسعا، و5 قبب، وزخرفات عديدة ومتنوعة.

 

بدأ بناء المسجد الأثري، في منتصف القرن السابع عشر، بأمر سلطان المغول شاه جهان، فاستغرق نحو 7 أعوام، وبمجرد الانتهاء منه سُمي باسم حكيم علم الدين أنصاري، حاكم ولاية البنجاب، التي بُنى على أرضها المسجد، والمعروف بـ"وزير خان".

 

ويضم فناء المسجد 32 غرفة صغيرة على شكل خلية، يعتقد أنها كانت مخصصة للطلاب عند بناء دار العبادة، إضافة إلى حوض الوضوء الذي يبرز في العديد من مساجد مغول الهند في شبه القارة.

 

وتحتوي قباب المسجد القائم منذ مئات السنين، على آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى، وأشكال هندسية، وزخارف ملونة لأنماط زهور وأشجار، مما يجعله وجهة مميزة للسياح المحليين والأجانب.

 

وفي المسجد، شُيدت الجدران المزخرفة بأنماط زهرية معقدة وأعمال خزف جميلة، ليكون مثالا رئيسيا على العمارة المغولية، يعرض آيات القرآن والشعر الفارسي بألوان زاهية، مُسطرة على الأحجار الكريمة والكوبالت الأزرق والأخضر والأصفر، وزُين بفسيفساء البلاط المزجج والمكتوب عليها بخط أنيق.

 

ويحتضن فناء المسجد ضريح عالم الدين الصوفي، سيد محمد إسحاق غازروني، المعروف باسم ميران بادشاه، الذي هاجر من إيران لباكستان، في القرن الـ13، وعلاوة على ذلك، يضم المسجد سوقا للخطاطين وحماما شهيرا.

 

وبفضل هندسته المعمارية الفريدة وزخرفاته الرائعة، أصبح مسجد وزير خان الواقع بمدينة لاهور بولاية البنجاب في باكستان، مدرجا على القائمة المؤقتة للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بل وبات من المواقع الأثرية المهمة في شبه القارة الهندية.

 

والمسجد المشيد بعهد سلطنة مغول الهند، في القرن السابع عشر الميلادي، انضم للمعالم المهمة التي شُيدت في عهد الإمبراطور المغولي شاه جيهان، بما فيها "تاج محل" و"مسجد الجمعة" و"القلعة الحمراء"، والتي تعد من أهم المعالم الأثرية المشيدة في مناطق مختلفة من شبه القارة الهندية.

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved