تعرف على تفاصيل انفجار منشأة نطنز النووية بالخريطة

آخر تحديث: الأربعاء 8 يوليه 2020 - 12:24 ص بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم

يعيش الشعب الإيراني في سلسلة تفجيرات مجهولة الهوية هزت العاصمة طهران ومدن أخرى في البلاد لتترك خلفها قتلى وجرحى وخسائر مادية جسيمة.

وضمن سلسلة التفجيرات انفجار داخل منشأة نطنز النووية أحدث خسائر جسيمة في المحطة ودمر أجهزة دقيقة داخلها وفقا لما نقله موقع فرانس 24.

لم يكن حادث المنشأة النووية كغيره من التفجيرات التي تمر بها إيران منذ أواخر الشهر الماضي في سلسلة متتالية، ولكن تفجير نطنز شكل خطر ضخم على برنامج النووي الإيراني التي تسعى في تطويره منذ انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وتتجه أصابع الاتهام لإسرائيل بتسببها في تفجير منشأة نطنز النووية، فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول استخباراتي شرق أوسطي مطلع، أن إسرائيل هي المسؤولة عن الحادثة التي وقع بمنشأة نطنز النووية الإيرانية قبل أيام.

وفي هذا التقرير تستعرض الشروق موقع منشأة نطنز على الخريطة الإيرانية وتفاصيل منشأة نطنز النووية وأبرز الهجمات التي تعرضت لها من قبل
 
موقع نطنز النووية على الخريطة

ما هي منشأة نطنز النووية وما أهميتها؟

تفاصيل منشأة نطنز النووية وفقا لمبادرة التهديد النووي (NTI) وهي منظمة غير حزبية وغير ربحية تأسست عام 2001 من قبل السيناتور الأمريكي السابق سام نان وتد تيرنر في الولايات المتحدة والتي تعمل على منع الهجمات والحوادث الكارثية بأسلحة الدمار الشامل.

تعتبر قاعدة نطنز منشأة التخصيب الرئيسية في إيران وتضم كلا من محطة التخصيب التجارية ومحطة التخصيب التجريبية، ويتكون المرفق من ثلاثة مبانٍ تحت الأرض، اثنان منها مصممان لاستيعاب 50.000 جهاز طرد مركزي وستة مبانٍ فوق الأرض التي تستخدم لتركيبات أجهزة الطرد المركزي للغاز.

وتخضع المواد النووية ومعدات التخصيب الموجودة في تلك المنشأة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

نقلت إيران سرًا عمليات البحث والتطوير والتجميع لأجهزة الطرد المركزي للغاز بين شركتين مختلفتين في عام 2002، ومع ذلك، لم تظل العملية سرية لفترة طويلة، لأن المعارضة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" حددت علنًا الموقع في أغسطس 2002.

ودفع الكشف عن تلك التغييرات غلام رضا أغازاده، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، للكشف عن نية إيران لتطوير دورة الوقود النووي الكاملة في المؤتمر العام للوكالة عام 2002، وذلك خلال زيارة المتابعة التي قام بها المدير العام للوكالة محمد البرادعي في فبراير 2003، أعلنت طهران رسميًا أنها تقوم بتحديث نطنز.

في أكتوبر 2003 ، بدأت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران مفاوضات حول تعليق أنشطة التخصيب والتحويل الإيرانية، بالإضافة إلى وقف هذه الأنشطة، وافقت إيران على وقف تصنيع وتجميع أجهزة الطرد المركزي في منشآت التخصيب حتى انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أغسطس 2005.

وبدأت إيران بالتراجع عن اتفاقيات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي 10 يناير 2006، استأنفت طهران برنامج التخصيب في قاعدة نطنز، وبعد ذلك بوقت قصير، أدخلت إيران أجهزة الطرد المركزي للغاز في المنشأة.

مع وصول المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى طريق مسدود في عام 2006، بدأت إدارة جورج دبليو بوش عملية حرب إلكترونية، أطلق عليها اسم "الألعاب الأولمبية"، تهدف إلى تخريب أنشطة التخصيب المتنامية لإيران من خلال وابل بطيء من الضربات السيبرانية.

يُعرف الفيروس المعروف باسم "ستوكسنت"، والذي تم تطويره بمساعدة وكالات المخابرات الإسرائيلية، باستهداف أنظمة الكمبيوتر التي كانت تقود أجهزة الطرد المركزي في نطنز تسبب ذلك الفيروس لإحداث ضرر مستمر ومتزايد بدلاً من ضربة كارثية بضربة واحدة، وتسبب أيضا في دوران أجهزة الطرد المركزي بسرعة لا يمكن السيطرة عليها، وأدت هذه الزيادات الكبيرة في السرعة إلى ارتفاع مدمر في ضغط جدار الدوار ، مما تسبب في كسر أجهزة الطرد المركزي.

بعد توليه منصبه في عام 2009، كثف الرئيس أوباما البرنامج، وزاد تدريجياً من معدل وشدة الهجمات على مجمع تخصيب نطنز وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبين نهاية عام 2009 وأوائل عام 2010، قامت إيران بإيقاف تشغيل واستبدال ما يقرب من 1000 جهاز طرد مركزي في نطنز بسبب الأضرار الناجمة عن فيروس ستوكسنت.

و في نوفمبر 2010، أوقفت إيران مؤقتًا أنشطة التخصيب في وسط تزايد المشاكل مع عمليات الطرد المركزي.

ومع تقدم المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، أبلغت الحكومة الإيرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يناير 2013 بأنها تعتزم تركيب أكثر من 3000 من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في البلاد، والتي تعتبر أكثر أجهزة الطرد المركزي قوة ومتانة من طراز IR-1 .
وكانت تلك الأجهزة قادرة على زيادة إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب بشكل ملحوظ، حيث يشير الإعلان إلى خطوة أخرى من قبل إيران نحو توسيع برنامج التخصيب في انتهاك لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن الدولي.

في 24 نوفمبر 2013، اختتمت إيران ومجموعة الدول الخمس + 1 (الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) خطة عمل مشتركة لتجميد مؤقت لبرنامج إيران النووي ووضع الأساس لاتفاق أكثر شمولاً وطويل الأمد.

وبموجب خطة العمل الدولية، وافقت إيران على الحد من عمليات تخصيب اليورانيوم في نطنز، وبدء تمييع مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، ووقف تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة، كما أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصولاً أوسع إلى مرافق نطنز.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved